و يمكن الذبح خارج حدود الحرم في حالتين: في حالة الهدي بسبب قتل الصيد فإنه يجوز له الذبح في محل قتل الصيد. في حالة الإحصار فيجوز للحاج أن يذبح الهدي في المكان الذي أحصر فيه عن الحج. شروط الهدي يشترط في الهدي ما يشترط في الأضحية في أن تكون من البقر أو الإبل أو الغنيم ، و ان تصل الى السن الذي سمح به الشرع للذبح ، وأن يكون خالياً من العيوب ، فلا تكون الهدي عرجاء أو عوراء أو عجفاء أو مريضة مرضاً ظاهراً. أفضل الهدي الإبل ثم البقر ثم الغنم ، وأدناها شاة واحدة أو سبع من البقر و الإبل لقول جابر رضي اللّه عنه – فيما رواه مسلم –: " حججنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فنحرنا البعير عن سبعة والبقرة عن سبعة ". الهدي والتحلل في الحج. الهدي و الاضحية في الحج الدم قربة الى الله تعالى و طلباً لمرضاته ، فينبغي أن تكون من أسمن الأنعام و أحسنها وأجملها منظراً و هيئة ، يقول الله تعالى ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب). وكان عروة بن الزبير رضي الله عنه يقول لبنيه: " يا بني لا يهد أحدكم للّه تعالى من البدن شيئاً يستحي أن يهديه لكريمه ، فإن اللّه أكرمُ الكرماء، وأحق من اختير له ". الهدي من شعائر و مناسك الحج جعله الله كفارة لفعل محظور أو قربة الى الله ، و إطعاماً لفقراء و مساكين الحرم.
وتحل به محظورات الإحرام عدا النساء (الجماع)، ويحصل بفعل شيئين من ثلاثةٍ مِن أعمال يوم النحر وهذه الثلاثة هي: رمي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة مع السعي في حق من عليه سعي إذا كان متمتعاً أو إذا لم يكن قد سعى قبل ذلك مع طواف القدوم لمن كان قارناً أو مفرداً فيلزمه حينها السعي، فإذا رمى الحاج وحلق أو قصر، أو رمى وطاف وسعى إن كان عليه سعي، أو طاف وسعى وحلق أو قصر، بذلك يكون قد تمّ له التحلل الأول وبإمكانه حينئذ أن يلبس ثيابه وتحل له كل محظورات الإحرام إلا النساء. والتحلل الثاني أو الأكبر وتحل به كل محظورات الإحرام حتى النساء، ويحصل بطواف الإفاضة فقط بشرط الحلق عند الحنفية، وبطواف الإفاضة مع السعي عند المالكية والحنابلة، وباستكمال الأعمال الثلاثة عند الشافعية. حكم من ذبح الهدي قبل يوم العيد في الحج. والأفضل هو استكمال الأعمال الثلاثة (رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة)، فإذا فعل الحاج هذه الأمور الثلاثة حل له كل شيء حرم عليه بالإحرام حتى النساء. لا علاقة أي أن النحر لا علاقة له بالتحلل، والتحلل الأول يقع بفعل اثنين من ثلاث، الرمي والحلق أو التقصير والطواف، فمن فعل اثنين من هذه الثلاث فقد تحلل التحلل الأول ولو لم ينحر.
وكثيرٌ من الناس لا تخطُرُ ببالهم هذه الفائدة العظيمة، ولا يحسبون لها حسابًا، فتجدهم يتهربون من وجوب الهدي، ويسعون لإسقاطه بكل وسيلة، حتى إن منهم من يأتي بالحج مفردًا من أجل أن لا يجب عليهم الهدي أو الصيام، فيَحرمون أنفسهم أجر التمتع وأجرَ الهدي أو بدلَه، والله المستعان.