نسب خالد بن الوليد خالد بن الوليد هو ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كعب، وكنيته أبو سليمان القرشيّ المخزوميّ، وهو ابن أخت أمّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها،[٢] وهو من الصَّحابة الكِرام الذين لَمَعَ اسمهم في الغزوات وذُكِرت آثار صولاتهم وجولاتهم، وفي هذه المقالة حديث عن أبرز صفاته وأخلاقه ألا وهي الشجاعة. شجاعة خالد بن الوليد تعدُّ الشجاعة من الأخلاق الحميدة التي تزيد المتحلِّي بها رفعةً ومكانةً، والشجاعة في اللغة من الجذر اللغوي شَجَعَ، فالشين والجيم والعين أصلٌ صحيحٌ واحدٌ دالٌّ على الجرأة والإقدام،[٣] والشجاعة هي الشِّدَّة عند البأس،[٤] أمَّا الشجاعة في الاصطلاح فهي كما عرَّفها الراغب الأصفهاني: صرامة القلب على الأهوال، وربط الجأش في المخاوف.
بطولات خالد بن الوليد نشأ خالد بن الوليد -رضي الله عنه- منذ نعومة أظافره فارساً جلداً، وكان يتميز عن أقرانه بالقوّة، والشجاعة، والمهارة، والذّكاء حتى إنّه كان يقاتل بسيفين ويقود الخيل بأقدامه فقط، ممّا جعله فارس عصره بلا مُنازع، وقد خاض عدّة معارك قبل الإسلام وبعده، وفيما يأتي بيان بعضها: بطولات خالد في قريش: قبل دخول خالد الإسلام حارب ضدّ المسلمين في عدد من المعارك؛ منها: معركة أُحد: حيث كان في تلك المعركة قائد فرسانهم، وصاحب خطة الدوران من خلف الجبل، ممّا أدّى إلى كسر انتصار المسلمين وتغيير مسار المعركة. معركة الخندق: حاول خالد بقيادة مجموعة من فرسان قريش اقتحام الخندق ولكنّه لم يتمكّن من ذلك. بطولات خالد في صفوف المسلمين: كان لخالد عدّة بطولات بعد إسلامه، منها: معركة مؤتة: حيث كانت أول معركة خاضها خالد -رضي الله عنه- بعد إسلامه، حيث إنّه أبلى فيها بلاءً حسناً بعد استشهاد قادة المسلمين الثلاثة واختياره من قِبَل المسلمين ليقودهم في المعركة كما ذكرنا، واستطاع أن ينقذ جيش المسلمين بخطّة عبقريّة من جيوش الروم والغساسنة التي كانت تفوق أعداد المسلمين بعشرات المرّات، وممّا يدل على صعوبة المعركة قول خالد رضي الله عنه: (قد انقطع في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلَّا صفيحة يمانية؛ وهي نوع من السيوف تكون عريضة النصل).
تعلم بعد ذلك الفروسية وكان بارعا فيها و ماهرا جدا مما جعله افضل فرسان عصره … و كان يتميز خالد بن الوليد بالشجاعة و القوة و خفة الحركة … وكان بارعا في مهارات القتال و الكر و الفر.
[٦] شجاعة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في فتوحات العراق: كانت شجاعة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- سبباً في اختياره من قِبل الخليفة أبي بكر الصّديق -رضي الله عنهما- ليكون قائد أحد الجيوش المتَّجهة إلى فتح العراق، فقد أرسله إلى جنوب العراق ففتح منطقة الحيرة، وساند بعدها الجيوش الأخرى الموجودة في مناطق أخرى من العراق.
قال:" فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن بدر وأقرع بن حابس وزيد الخيل، والرابع إما علقمة وإما عامر بن الطفيل؛ فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء. قال: فبلغ ذلك النبي ، فقال: "ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحًا ومساء". قال: فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كثّ اللحية، محلوق الرأس مشمر الإزار فقال: يا رسول الله، اتقِ الله. قال: "ويلك! أوَ لست أحق أهل الأرض أن يتقي الله؟! " قال: ثم ولَّى الرجل، قال خالد بن الوليد: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: "لا، لعله أن يكون يصلي". فقال خالد بن الوليد: وكم من مصلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه. قال رسول الله: "إني لم أُومَرْ أن أنقب قلوب الناس ولا أشق بطونهم". قال: ثم نظر إليه وهو مُقَفٍّ فقال: "إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبًا لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية". وفاة خالد بن الوليد كان خالد يتمنى بأن يموت شهيداً في ساحة المعركة ، وفي أيامه الأخيرة وبعد أن شعر بدنو أجله قال كلماته الشهيرة: " لقد شهدت مائة زحفٍ أو زهاءها ، وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربةً بسيف ، أو رميةً بسهم ، أو طعنةً برمح ، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي ، كما يموت البعير ، فلا نامت أعين الجبناء ".
بتصرّف. ↑ عبد الستار المرسومي (19-6-2013)، "معركة اليرموك معركة غيَّرت مسار التَّاريخ" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2017. بتصرّف. ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم: 9/351، رجاله ثقات.