موقع شاهد فور

لويس الرابع عشر

June 28, 2024
حبيب مايابى يعيش الملوك في عالم من الغموض محاط بأسوار من السرية والحذر، ومن طبيعة الشعوب الاهتمام بمن يحكمها ومتابعة تفاصيل حياته. وكلما كانت أفئدة الناس لا تهوى من يدير شؤونها بسبب الاستبداد والتسلط، كثر الترقب للأخبار الخاصة والتفاصيل الدقيقة علها تأتي برياح المفاجآت. وعبر الزمان كان الناس يهتمون بتفاصيل حياة ملوكهم، ويكتبون عنها الوثائق والشهادات لتكون تاريخا يتم تداوله بين أجيال وأمم لاحقة، وكثيرا ما كتب المؤلفون عن حياة الساسة والحكام والزعماء، لتبقى أخبارهم روايات يسمعها الناس عبر القرون. وعندما كان ملك فرنسا لويس الرابع عشر يرغمه الموت على مفارقة الحكم، أخذ المقربون منه على عاتقهم توثيق اللحظات الأخيرة والخاصة بنهايته التي كانت مثيرة للشفقة والموعظة. وفي وثائقي بعنوان "مات الملك" عرضته الجزيرة الوثائقية سنة 2017 كانت تفاصيل نهاية لويس الرابع عشر والأحداث التي صاحبتها محورا رئيسيا للفيلم. وقد كشف الوثائقي عن الإجراءات والمراسيم التي كانت متبعة في دفن الملوك الفرنسيين، حيث تتحول من حالة حزن ووداع إلى لحظة فرح وسرور من خلال تنصيب ملك جديد. الملك الشمس بعد وفاة والده تولى لويس الرابع عشر مقاليد الحكم وهو في الخامسة عشرة من عمره.

لويس الرابع عشر، ملك الفنّ

لقد كان رعايا لويس الرابع عشر يُطرون عليه باستمرار، وقد اختلفت الأحكام المُلقاة عليه وعلى طريقة حُكمه؛ لاختلاف الآراء السياسيّة من شخص إلى آخر؛ حيث تمّ وصفه بالنّمر المُتعطّش للدماء، إلّا أنّه كان مثالاً عظيماً للنظام الملكي الذي جلب إلى فرنسا قوتها وذروة تطوّرها، وقد اتّهمه البعض بأنّه قضى على النظام الملكيّ وشوّهه من خلال سياساته وعزله للحكومة عن الشعب، وتركيزه لجميع أجهزة الدولة في يديه، الأمر الذي يجعل من الملكيّة عبئاً كبيراً على كاهل الإنسان ومتجاوزاً لقوته، فاعتبروا أنّ هذا خطأ لا يمكن أن يُغفَر له. وقد تألّق لويس الرابع عشر في حُكمه لما حقّقه من الانتصارات العسكريّة والفتوحات، وفي عهده اعتمدت الطبقة الأرستقراطيّة في أوروبا اللغة والعادات الفرنسيّة ليُصبحا نظام حياتها. عُرِف لويس بقساوته، وشجاعته، وشغفه وحبّه للنّظام، بالإضافة إلى اتِّسامه بجنون العَظَمة والتعصّب للدين، وعُرِف أيضاً بحبّه للفن والجمال، وعدّ كلّ تلك الأمور من ضروريّات الحُكم والسيطرة، وكان يقول: إنّه يريد من فرنسا أن تكون قويّةً، وعظيمةً، ومزدهرةً، إلّا أنّه لم يكن يهتمّ لرفاهيّة الشعب الفرنسيّ، وعلى الرغم من أنّه كان طاغيةً، وكان يدفع جنوده إلى ارتكاب أمور فظيعة، إلّا أنّ فولتير قال عنه: إنّه خلّد تاريخاً لا يُنسى، وأنّه لا يمكن أن يُذكَر اسمه دون احترام، فقد ترك علامةً لا يمكن محوها من ثقافة فرنسا وتاريخها، وكان ممّن حقّق نجاحاً مثيلاً لنجاحه حفيده لويس الخامس عشر.

الملك لويس الرابع عشر

اهتمامه بالفن والثقافة: يعد عصر لويس الرابع عشر من العصور المزدهرة فنيًا وثقافيًا ، فقد حرص على إقامة المآدب الشعرية لكبار الشعراء الفرنسيين أمثال موليير وراسين وفي عهده أمر بإنشاء أكاديمية للعلوم وأخرى للرسم والنحت، وكذلك أكاديمية للهندسة، وكان يشجع رجال الدولة على الاهتمام بالعلوم وتقديم الدعم الكامل لها.

مصادر و مراجع مصد ر

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]