الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا.
ومن الإنفاق كذلك المهر، وهو من الشروط الأساسية لإتمام عقد الزواج، ويجب على الزوج دفعه لزوجته عند إبرام العقد. فالرجل ملزمٌ بالنفقة على بيته؛ كون المسؤوليات الكبرى يلحقها واجبات كبرى، فليس التفضيل لرفعةِ الشأن، ولكنه لترتيب البيت الداخلي حتى لا تحصل خلافات يمكن أن تُنهي العلاقة الزوجية بسببها لو كان الإثنان على نفس الدرجة. ((تعسف الرجل بحقه في القوامة على المرأة)) - منتديات أنا شيعـي العالمية. فالرجل القوَّام؛ والمرأة عليها الطاعة في حدود طاعة الخالق، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه). جاء تفضيل الرجل على المرأة في إدارة شؤون البيت؛ نظراً لما يتحمَّله الرجل وما عليه من تكليف أكثر مما على المرأة، فالرجل هو المسؤول عن إعالة زوجته وتلبية متطلباتها، ولذلك كان للرجل نصيباً مُضاعفاً عن المرأة في الميراث، فهو سينفق ما ياخذه على بيته وأهله، بينما المرأة غير مُلزمة بهذا الأمر. ليس لأن المرأة موجودة من أجل الخدمة وتفريخ الأطفال على حدِّ قولهم، ولكن لأن بُنية الرجل تختلف عن بُنية المرأة، فالمرأة لا تقوى على العمل الشاق الذي يقوم به الرجل، تكون جسدها لا يسمح لها بأن تقوم بأغلب الأعمال التي يقوم بها الرجل، فكان الأمر تخفيفاً عليها واحتراماً لفسيولوجيتها؛ وليس حطَّاً من قيمتها، فهي نصف المجتمع إن لم تكن أكثر من ذلك، والمهام المُلقاة على عاتقها كبيرة جداً، فهي التي تُربي وتصنع جيل المستقبل.
[٦] تفضيل الرجل على المرأة يشترك الرجل والمرأة في أنّ كلاهما مكرّمٌ في أصل خلقه، وفي التكليف الشرعي، ولقد فضّل الله -عزّ وجلّ- الرجل على المرأة؛ بأن جعل له القوامة على المرأة، وجعل الأنبياء والرسل -عليهم السلام- من الرجال، كما أنّ الرجال عليهم حماية الدولة من الأعداء عن طريق الجهاد في سبيل الله تعالى، وجعل الإسلام النسب عائدٌ إليهم، ومن واجباتهم تجاه المرأة؛ الإنفاق عليها، وتقديم المهر لها، وتدبير شؤونها، ولذلك جُعل الطلاق بيد الرجل. [٧] تفضيل المرأة على الرجل جاء الإسلام لرفع مكانة المرأة، فقد تميّزت المرأة بعاطفتها القوية؛ حتى تتمكّن من القيام بواجباتها على أكمل وجهٍ، فلا يكون الرجل أفضل من المرأة جملةً، فكم من امرأةٍ تفوّقت على الرجال بعلمها ودينها وأخلاقها واستقامتها وبصيرتها، وقد شهد التاريخ الإسلامي عدداً كبيراً من النساء العالمات، وكنّ أُمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- خير قدوةٍ، ومثال ذلك: السيدة خديجة رضي الله عنها، والسيدة عائشة رضي الله عنها، وغيرهنّ مثل: فاطمة بنت محمدٍ، وآسيا زوجة فرعون، ومريم بنت عمران. [٨] أسباب قوامة الرجل على المرأة منح الله -عزّ وجلّ- للرجل القوامة لعدّة أسبابٍ؛ منها: النفقة، فقد جعل الله تعالى النفقة سبباً للقوامة، فمن مسؤوليات الرجل تجاه زوجته؛ أن يقوم بدفع المهر لها، وتأمين السكن الكريم، وكلّ ما تحتاج إليه من طعامٍ، وشرابٍ، وكساءٍ، وعلى الرجل أن يقوم بتأمين احتياجاتها حتى لو كانت غنيةً، وليس عليها أن تقوم الزوجة بالإنفاق بحالٍ من الأحوال.
تفسير القرآن الكريم