التصديق، والاعتقاد الجازم بصدق ما أخبر به الله -عَزَّ وَجَلَّ - في كتابه العزيز، وأخبر به النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - مما يكون بعد الموت من فتنة القبر، وعذابه ونعيمه، وما بعد ذلك من البعث، والحشر، والصحف، والحساب، والميزان، والحوض، والصراط، والشفاعة، والجنة، والنار، وما أعد الله لأهلهما فيهما. قال الله تعالى: ﱫﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﱪ النساء:136، وهو الركن الخامس من أركان الإيمان الستة انظر: مختصر شعب الإيمان للبيهقي، ص: 25، معارج القبول لحافظ الحكمي، 2/82 تعريفات أخرى: الإيمان بكل ما بعد الموت، وحتى يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار
(وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) (الروم: 27). الإيمان باليوم الآخر له أشد الأثر في توجيه المسلم وانضباطه والتزامه بالعمل الصالح وتقوى الله عز وجل وبعده عن الأنانية والرياء. معني الايمان باليوم الاخر علي سلوك الفرد. ولهذا يتم الربط بين الإيمان باليوم الآخر والعمل الصالح في كثير من الأحيان، كقوله تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِر) (التوبة: 18)، وقوله: (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُون) (الأنعام: 92). تنبيه الغافلين المنشغلين بأمور الحياة ومتاعها عن التنافس في الطاعات واغتنام الوقت للتقرب إلى الله بالطاعات إلى حقيقة الحياة وقصرها وأن الآخرة هي دار القرار والخلد. ولما أثنى الله على الرسل في القرآن وذكر أعمالهم مدحهم بالسبب الذي كان يدفعهم لتلك الأعمال والفضائل فقال: (إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّار) (ص: 46).
الكتاب: الإيمان باليوم الآخر، وأثره على الفرد والمجتمع رسالة: ماجستير في العقيدة بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بأم درمان في السودان إعداد: مازن بن محمد بن عيسى إشراف: د صلاح إبراهيم عيسى العام الجامعي: ١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م عدد الصفحات: ٧٧٢ [كتاب إلكتروني بترقيم الشاملة] صفحة المؤلف: [ مازن بن محمد بن عيسى]
المطلب الأول: تعريف الموت لغة واصطلاحاً، وفيه مسألتان: [المسألة الأولى: تعريف الموت لغة] أ. موت: قيل: ميّت في الأصل مَويِت، مثل سيّد وسَويِد، فأدغمت الواو في الياء ونقلت الياء، ويخفف ويقال مَيت (١). وقال بعضهم: ميت كان تصحيحه مَيْوِت على فَيْعِل، ثم أدغموا الواو في الياء. وقال الزجاج: الميت أصله الميت بالتشديد، إلا أنه يخفف فيقال: مَيْت وميّت، والمعنى واحد. وفرق بعضهم بينهما فقال: يقال لما لم يمت: ميّت بالتشديد، والميْت ما قد مات، وتعقب: بأنه ميّت بالتشديد يصلح لما قد مات، ولما سيموت، قال جل وعلا: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠)} [الزمر:٣٠]. وقال الشاعر في تصديق أن الميْت والميّت واحد: ليس من مات فاستراح بميّت إنما الميت ميت الأحياء فجعل الميْت كالميّت (٢). ب. معني الايمان باليوم الاخر والقضاء والقدر. أصل الموت في اللغة يدور حول عدة معاني منها: - ذهاب القوة من الشيء، قال ابن فارس: "الميم والواو والتاء أصل صحيح، يدل على ذهاب القوة من الشيء، منه الموت: خلاف الحياة، وإنما قلنا: أصله ذهاب القوة، لما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا فإن كنتم لابد آكليها فأميتوها طبخاً « (٣) (٤).
كلمة للشيخ " د. علي بن عبدالعزيز الشبل" في بيان الإيمان باليوم الآخر وأثره على عقيدة المسلم.