موقع شاهد فور

حتى اذا استيأس الرسل

June 16, 2024

السؤال: قول الله سبحانه وتعالى: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ﴾[يوسف:110] ما تفسير هذه الآية أحسن الله إليك؟ الجواب: ﴿إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ أي: استبعدوا نصر الله عز وجل ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ أي: أن الذين أظهروا لهم الإيمان أظهروه كذباً، وهذه تفسرها القراءة الثانية: «وظنوا أنهم قد كذِّبوا جاءهم نصرنا». وإنما يظنون ذلك لأنه إذا لم يأت النصر وهؤلاء المؤمنون، والمؤمنون موعودون بالنصر ظن الرسل أن هؤلاء الذين يقولون: إنهم مؤمنون كاذبون عليهم. السائل: الإشكال في الضمير «أنهم» يعود على من؟ الشيخ: على الرسل. السائل: «قد كذبوا» ؟ الشيخ: «قد كذبوا» أي: من قبل قومهم. حتى اذا استياس الرسل - YouTube. السائل: يعني يوضحه في القراءة الأخرى: قد كذِّبوا؟ الشيخ: «قد كذِّبوا» نعم. السائل: تفسر عليها ؟ الشيخ: تحمل عليها وهو كذلك، لأنه لا يمكن أن الرسل يظنون أن الله قد كذبهم بوعد النصر، هذا لا يمكن بل نقول: قد كذبوا أي: قد كذبهم قومهم في قولهم: إنهم مؤمنون. مثل قوله: قد كذبك وهو صدوق، أو صدقك وهو كذوب، أو ما أشبه ذلك. المصدر: الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(231)

حتى اذا استياس الرسل - Youtube

فإنما هي قواعد للحياة البشرية ومناهج ، ينبغي صيانتها وحراستها من الأدعياء. والأدعياء لا يحتملون تكاليف الدعوة ، لذلك يشفقون أن يدعوها ، فإذا ادعوها عجزوا عن حملها وطرحوها ، وتبين الحق من الباطل على محك الشدائد التي لا يصمد لها إلا الواثقون الصادقون الذين لا يتخلون عن دعوة الله ، ولو ظنوا أن النصر لا يجيئهم في هذه الحياة. – إن الدعوة إلى الله ليست تجارة قصيرة الأجل ، إما أن تربح ربحاً مُعيناً مُحدداً في هذه الأرض ، وإما أن يتخلى عنها أصحابها إلى تجارة أخرى أقرب ربحاً وأيسر حصيلة! والذي ينهض بالدعوة إلى الله في المجتمعات الجاهلية – والمجتمعات الجاهلية هي التي تدين لغير الله بالطاعة والإتباع في أي زمان أو مكان – يجب أن يوطن نفسه على أنه لا يقوم برحلة مريحة ، ولا يقوم بتجارة مادية قريبة الأجل! حتي اذا استياس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا. إنما ينبغي له أن يستيقن أنه يواجه طواغيت يملكون القوة والمال ويملكون استخفاف الجماهير حتى ترى الأسود أبيض والأبيض أسود! ويملكون تأليب هذه الجماهير ذاتها على أصحاب الدعوة إلى الله ، باستثارة شهواتها وتهديدها بأن أصحاب الدعوة إلى الله يريدون حرمانها من هذه الشهوات!.. ويجب أن يستيقنوا أن الدعوة إلى الله كثيرة التكاليف ، وأن الانضمام إليها في وجه المقاومة الجاهلية كثير التكاليف أيضاً.

وأنه من ثم لا تنضم إليها – في أول الأمر – الجماهير المستضعفة ، إنما تنضم إليها الصفوة المختارة في الجيل كله ، التي تُؤْثِر حقيقة هذا الدين على الراحة والسلامة ، وعلى كل متاع هذه الحياة الدنيا. وأن عدد هذه الصفوة يكون دائماً قليلاً جداً. – وختاماً: أذكر بقوله تعالى: " مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {22} لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {23} " ( الحديد 22 – 23). كما أذكر بقوله تعالى: " …….. وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {87} " ( يوسف 87). – أدعوا المولى عز وجل أن يكون هذا الطرح لهذه الآية الكريمة قد وضح المعنى لمن التبس عليه فهمها أو وضعها في غير موضعها ، إنه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه. كما أدعوه سبحانه وتعالى أن يُفرج كرب المكروبين وهم المهمومين ، وأن يأذن لدينه أن يسود ولشريعته أن تعم الأرض وتقود.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]