موقع شاهد فور

تفسير آية: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ...)

June 28, 2024

ثانياً: ما أثبت قدرته على الاستغناء عنها، لكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تهجر إلا في البيت). تفسير آية: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ...). ضرب الزوجة بالضوابط الشرعية الشيخ عبد الحي يوسف: إذا ما نفع هذا العلاج جاءت الخطوة الثالثة وهي التي يدندن حولها أعداء الإسلام كثيراً، قال الله عز وجل: وَاضْرِبُوهُنَّ [النساء:34]، هذا الضرب ينبغي أن نعلم فيه عدة أمور: أولاً: أنه مقيد بكيفية معينة. ثانياً: أنه ليس العلاج الأمثل؛ لأنه لما نزلت هذه الآية عمد كثير من الصحابة إلى ضرب زوجاتهم، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وقال: ( إن نساءً كثيرات طفن ببيوت أزواج محمد صلى الله عليه وسلم يشكين من ضرب أزواجهن لهن، أولئكم ليسوا بخياركم)، وهذا الحديث ينفر المؤمن من أن يكون ضارباً. ثم ( النبي صلى الله عليه وسلم ما ضرب بيده شيئاً قط، لا زوجةً، ولا خادماً، إلا أن يكون في سبيل الله)، ففي الجهاد عليه الصلاة والسلام كان يفلق الهام، وكان الضحوك القتال عليه الصلاة والسلام؛ ضحوك مع أزواجه، ومع أصحابه، ثم بعد ذلك في المعارك قتال لمن عادى الله ورسوله، وأحداث السيرة شاهدة بذلك. ثالثاً: النبي عليه الصلاة والسلام بين الأدب عند الضرب فقال: ( لا تقبح)، أي: لا تقل لها: أنت قبيحة، أو قبحك الله، أو أنت وجهك كذا كما يقول بعض الناس، أو عندما رأيت وجهك هذا ما رأيت خيراً، ونحو ذلك، والعياذ بالله، ثم قيد الضرب صلى الله عليه وسلم بألا يكون ضرباً مبرحاً، قال علماؤنا: لا يقطع لحماً، ولا يكسر عظماً، ولا يسيل دماً، ثم يمنع أن يكون الضرب على الوجه؛ لأن الضرب على الوجه محرم، سواء كان لزوجة أو لطفل أو لغير ذلك، ( فإن الله خلق آدم على صورته) أي: على صورة هذا الوجه.

  1. تفسير آية: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ...)

تفسير آية: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ...)

وفي حالة عدم نفعه فإن الأمر يرفع إلى القاضي ينظر في القضية أويبعث حكماً من أهل الزوج وحكماً من أهل الزوجة لينظرا في القضية ويحكما بالجمع أو التفريق بينهما. وهذا معنى قوله تعالى في الآية التي جاءت بعد الآية التي شرحناها: ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا)(النساء:35) وخص الله تعالى في البعث من هو من أهلهما لأنهما أعلم بهما وأخبر من غيرهما. ايه الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله. وننبه هنا إلى أمرين: الأول: أن كون الرجل أعقل من المرأة وأقدر على القيام بالأمور، إنما هو على سبيل الإجمال وغالب الأحوال، وإلا فكم من امرأة أقدر من كثير من الرجال، وأوفر عقلاً وأحسن تدبيراً وأشد ذكاء، ولكن أحكام الشرع مبنية على الغالب. الثاني: أن ما أذن فيه الشرع من ضرب المرأة الناشز أذن فيه بضوابط وفي حدود غاية في الصعوبة، مما يجعل اللجوء إليه أمراً غاية في الندور، يكفي فيه أن نسبة الأزواج الذين يضربون زوجاتهن أكثر بكثير في المجتمعات الغربية منها في المجتمعات الإسلامية هذا على وفق إحصائيات نشرت من جهات مختلفة. وليس من العدل بحال من الأحوال أن تحسب أخطاء هؤلاء على الإسلام، وهذا يدل على أن من يحاول أن يشكك في عدالة الإسلام في هذا الباب إنما هو صاحب ساحب قصده سيء يحاول أن يصطاد في المياه العكرة.

أمّا التمسح باسم أم المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ فهذه قضية عظمى خاصة نسبة أمور لا أساس لها من الصحة إليها ليدعموا زورًا وبهتانًا قضيتهم. وبداية أقول: الحمد لله الذي وضع الميزان وشرع الحساب، فكلٌ مسؤول عن قوله وعمله، وستُسألون عن كل فرية زعمتموها في شخص زوج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. هل عملت السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ بالتجارة؟ نعم. عملت بالتجارة. ولكن القضية بهذا الإيراد دون توضيح الكيفية ما هو إلا حق أريد به باطلا. ولو صدق هؤلاء في هدفهم لوقفوا هنيهة وراجعوا أنفسهم فما من أحد لديه ذرة من علم بالسيرة النبوية إلا ويعلم كيف تعرفت السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ بالرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ!! نعم. الأمانة. الأمانة في أدائه تجارتها، وكانت ـ رضي الله عنها ـ قبل ذلك تستأجر الرجال من أجل تجارتها، ((وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم)) "1". ((كانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أرملة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال ليتجروا بمالها، فلما بلغها عن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ صدق حديثه، وعظم أمانته؟ وكرم أخلاقه، عرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار، فقبل وسافر معه غلامها ميسرة)).

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]