موقع شاهد فور

تسمع بالمعيدي خير من أن تراه

June 28, 2024
من الأمثال العربيَّة القديمة المشهورة (تسمع بالمعيديِّ خيرٌ من أن تراه) وهنا تكمن الإشكاليَّة في أنَّنا إذا سُئِلنا عن إعراب (خيرٌ)، فالإجابة الوحيدة أنَّها خبرٌ مرفوعٌ، ولكنَّ السُّؤال: أين المبتدأ؟ طبعًا لو قال العرب: (أن تسمع بالمعيديِّ خيرٌ من أن تراه)، لانتفت الإشكاليَّة؛ إذ سنعدُّ المصدر المؤوَّل (أن تسمع) في محلِّ رفعٍ مبتدأ، والتَّقدير: (سماعك بالمعيديِّ خيرٌ من أن تراه)، تمامًا كما في قوله تعالى: "وأن تصوموا خيرٌ لكم ". وقبل أن أستطرد، فإنَّني أدين بالشُّكر للأخت الفاضلة enas rashed؛ إذ أضاء تعليقها على منشوري السَّابق الطَّريق لي فيما يخصُّ حلَّ هذه الإشكاليَّة. نعرف جميعًا أنَّ النُّحاة رصدوا نوعًا من المصادر يُسَمَّى (المصدر المؤوَّل)، والذي يُؤوَّل بمصدرٍ صريحٍ، يكون له محلٌّ ما من الإعراب. ومن أنواعه طبعًا – كما تعلمون جميعًا – (أن) والمضارع، و (ما) والماضي، و (أنَّ) واسمها وخبرها، وغير ذلك ممَّا اختلف عليه النُّحاة. وممَّا اختلفوا عليه في هذا الصَّدد مثلا، وقوع الاسم الموصول وجملة الصِّلة بعده كمصدرٍ مؤوَّلٍ، وتحديدًا في قوله تعالى: "وخضتم كالذي خاضوا "؛ حيث عدَّ بعضهم (الذي والفعل بعده) مصدرًا مؤوَّلا في محلِّ جرٍّ، وأوَّلوا بالقول: وخضتم كخوضهم، في حين رفض آخرون ذلك.
  1. تسمع بالمعيدي خير من أن تراه

تسمع بالمعيدي خير من أن تراه

"مثل أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه" في مظاهر الحياة الاجتماعية: الكثير من العلاقات الاجتماعية فسدت بسبب أن الناس قد حمّلوا "المعيدي" ما لا يحتمل من الأقوال مدحًا وثناءً، أو ذمًّا وازدراءً، والكثير من الحقوق المشروعة للمعيدي قد ضاعت منه؛ بسبب ذمه وانتقاصه من الذين لا يعرفون حقيقته وأصالة معدنه، وحقوق كثيرة غير مشروعة قد تمكن منها ذلك "المعيدي"؛ بسبب مدحه والثناء عليه بما هو غير أهل له. أقرأ التالي أكتوبر 29, 2021 اقتباسات عن الغاية أكتوبر 28, 2021 حكم رائعة عن السرور أكتوبر 28, 2021 اقتباسات عن أصحاب المصالح أكتوبر 28, 2021 حكم وأقوال عن النقد أكتوبر 28, 2021 اقتباسات عن الغناء أكتوبر 28, 2021 أقوال العظماء عن الغربة أكتوبر 28, 2021 اقتباسات عن الشيء الجديد أكتوبر 27, 2021 أقوال العظماء عن التقوى أكتوبر 27, 2021 حكم وأقوال عن الفراغ أكتوبر 27, 2021 اقتباسات عن الأمر الكبير

مثل يضرب فيمن خبره وصيته خير من مرآه و هيئته، وصاحب المثل ضمرة بن شقة من فتاك العرب وشجعانهم، كان يغير على حمى الملك النعمان بن المنذر حتى أعياه ولم يجد له قدرة ولا قوة، فلما رآه النعمان سأله: فكتب إليه النعمان أن ادخل في طاعتي ولك مائة من الإبل، فقبلها ضمرة وأتاه، من أنت؟ -وكان قصيرا ذميما تزدريه العين- قال: ضمرة، فقال النعمان: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه! فرد عليه ضمرة غاضبا: إن الرجال لا تكال بالقفزان وليست بمسوك يستسقى فيها، وإنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه، إن قاتل قاتل بجنان وإن نطق نطق ببيان. فقال النعمان: والله إنك لصدقت وبحق سودك قومك، وسأله عن رأيه في بعض الأمور من بينها الفقر الحاضر والداء العياء، فقال المعيدي وأما الفقر الحاضر فأن تكون نفس الرجل لا تشبع ولو كان من ذهب حلسه وأما الداء العياء فجار السوء الذي إن كلمته بهتك، وإن قاولته شتمك، وإن غبت عنه سبعك، فإذا كان جارك فخل له دارك، وعجل منه فرارك، وإن رضيت بالدار فكن كالكلب الهرار، وأقر له بالذل والصغار.. فأعجب النعمان بحكمته وفصاحته وجعله من مقربيه وحداثه. يحتاج مجتمعنا إلى قيم الدين الحقيقية، لا إلى مظاهر تدين مضعضعة تذروها رياح الأهواء وعقلية الغنيمة هذا المعيدي!

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]