من الأمثال العربيَّة القديمة المشهورة (تسمع بالمعيديِّ خيرٌ من أن تراه) وهنا تكمن الإشكاليَّة في أنَّنا إذا سُئِلنا عن إعراب (خيرٌ)، فالإجابة الوحيدة أنَّها خبرٌ مرفوعٌ، ولكنَّ السُّؤال: أين المبتدأ؟ طبعًا لو قال العرب: (أن تسمع بالمعيديِّ خيرٌ من أن تراه)، لانتفت الإشكاليَّة؛ إذ سنعدُّ المصدر المؤوَّل (أن تسمع) في محلِّ رفعٍ مبتدأ، والتَّقدير: (سماعك بالمعيديِّ خيرٌ من أن تراه)، تمامًا كما في قوله تعالى: "وأن تصوموا خيرٌ لكم ". وقبل أن أستطرد، فإنَّني أدين بالشُّكر للأخت الفاضلة enas rashed؛ إذ أضاء تعليقها على منشوري السَّابق الطَّريق لي فيما يخصُّ حلَّ هذه الإشكاليَّة. نعرف جميعًا أنَّ النُّحاة رصدوا نوعًا من المصادر يُسَمَّى (المصدر المؤوَّل)، والذي يُؤوَّل بمصدرٍ صريحٍ، يكون له محلٌّ ما من الإعراب. ومن أنواعه طبعًا – كما تعلمون جميعًا – (أن) والمضارع، و (ما) والماضي، و (أنَّ) واسمها وخبرها، وغير ذلك ممَّا اختلف عليه النُّحاة. وممَّا اختلفوا عليه في هذا الصَّدد مثلا، وقوع الاسم الموصول وجملة الصِّلة بعده كمصدرٍ مؤوَّلٍ، وتحديدًا في قوله تعالى: "وخضتم كالذي خاضوا "؛ حيث عدَّ بعضهم (الذي والفعل بعده) مصدرًا مؤوَّلا في محلِّ جرٍّ، وأوَّلوا بالقول: وخضتم كخوضهم، في حين رفض آخرون ذلك.
"مثل أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه" في مظاهر الحياة الاجتماعية: الكثير من العلاقات الاجتماعية فسدت بسبب أن الناس قد حمّلوا "المعيدي" ما لا يحتمل من الأقوال مدحًا وثناءً، أو ذمًّا وازدراءً، والكثير من الحقوق المشروعة للمعيدي قد ضاعت منه؛ بسبب ذمه وانتقاصه من الذين لا يعرفون حقيقته وأصالة معدنه، وحقوق كثيرة غير مشروعة قد تمكن منها ذلك "المعيدي"؛ بسبب مدحه والثناء عليه بما هو غير أهل له. أقرأ التالي أكتوبر 29, 2021 اقتباسات عن الغاية أكتوبر 28, 2021 حكم رائعة عن السرور أكتوبر 28, 2021 اقتباسات عن أصحاب المصالح أكتوبر 28, 2021 حكم وأقوال عن النقد أكتوبر 28, 2021 اقتباسات عن الغناء أكتوبر 28, 2021 أقوال العظماء عن الغربة أكتوبر 28, 2021 اقتباسات عن الشيء الجديد أكتوبر 27, 2021 أقوال العظماء عن التقوى أكتوبر 27, 2021 حكم وأقوال عن الفراغ أكتوبر 27, 2021 اقتباسات عن الأمر الكبير