شركة العمري للأثاث المكتبي
شركـة العُمـري للأثاث المكتبي ٢٠١٨ - YouTube
هكذا فإن مؤلف كتاب لغة الجسد وصاحب الأفكار حول لغة الكلام ولغة الكتابة قد وجد نفسه فقيراً من الناحية اللغوية وتبين له أنه عيي وأن الثقافة عاجزة عن مده بمادة تعينه على تسويد ورقات كتابه، وكشف أن جهل الرجل بالمرأة خطير جداً حتى لا يجد في هذه الجهالة أي بارقة لاستحلاب الكلام، فقرر كشف الأمر عبر اللا كلام، وجاء الكتاب وكأنما هو لغة من لغات الجسد، حيث تقف الصفحة مشهرة عيَّها وعجزها وكاشفة عن العنة الثقافية في أمر هو من أخطر الأمور. هنا سنستذكر كتاب هارفي كما ناقشناه من قبل حيث ينطوي ذلك الكتاب على دعوى معروفة بأن الرجل يعرف عن المرأة أكثر مما تعرفه المرأة عن نفسها، وكان من السائد في ثقافتنا العربية الدعوى بأن نزار قباني في شعره قد عبر عن المرأة أكثر من تعبيرها عن نفسها، وهي مقولة تتردد بين النساء ومنهن بعض المثقفات الكاتبات مثلما تتردد بين الرجال، وهي دعوى واهمة تقوم على ما سميته بالعمى الثقافي وقد أفضتُ في هذه المسألة في كتابي (النقد الثقافي - الفصل السابع). إن ما يظنه الرجل في أنه يعرف المرأة هو ظن واهم وحقيقة الأمر - حسب تعبيرات ألان بيس - أنه يجهلها فعلاً، وأنه يندفع دون وعي على التعامل معها حسب تصوره الذكوري للكائن البشري، وقليلاً ما يميز الرجل بين سمات وخصائص الكون الأنثوي وتلك الخاصة بالمذكر، وتجري التوهمات تبعاً لذلك، ومن الحق أن نقول إن المرأة تجهل أموراً كثيرة عن الرجل ولذا تقع في لعبة الخداع كثيراً، لأنها تميل إلى تصديق دعاويه وتقبل نظريته وتأخذه مأخذ القبول ثم تكتشف بعد ذلك أنها مخدوعة به، وهذه صيغة متواترة تتردد وتتكرر بشكل مطرد، ويأتي رجال مثل صاحب كتاب (تصرفي كامرأة وفكري كرجل) ليضع وصفات شعبية لتخليص الورطات وفك الأزمات.
تعريف بسورة يوسف- عليه السلام- 1- سورة يوسف- عليه السلام- هي السورة الثانية عشرة في ترتيب المصحف، فقد سبقها في الترتيب سور: الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة، ويونس وهود.. أما ترتيبها في النزول، فكانت السورة الثالثة والخمسين، وكان نزولها بعد سورة هود- عليه السلام-. وعدد آياتها إحدى عشرة ومائة آية. وجه تسميتها بهذا الاسم ظاهر، لأنها مشتملة على قصته- عليه السلام- مع إخوته، ومع امرأة العزيز، ومع ملك مصر في ذلك الوقت.. ولم يذكر اسم يوسف- عليه السلام- في غير هذه السورة سوى مرتين: إحداهما في سورة الأنعام في قوله- تعالى- وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا، وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ، وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ... الآية 84. والثانية في سورة غافر في قوله- تعالى- وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ... الآية 34. والقول الصحيح أن سورة يوسف جميعها مكية، ولا التفات إلى قول من قال بأن فيها آيات مدنية، لأن هذا القول لا دليل عليه. قال الآلوسى: سورة يوسف مكية كلها على المعتمد، وروى عن ابن عباس وقتادة أنهما قالا: هي مكية إلا ثلاث آيات من أولها.
2) عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال سمعت عمر عنه يقرأ في الفجر بسورة يوسف. 3) قال خالد بن معدان: سورة يوسف ومريم مما يتفكه بهما أهل الجنة في الجنة. 4) قال عطاء: لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح إليها.
إظهار كرم العافين عن الناس؛ فقد قابلَ يوسف -عليه السلام- إساءة إخوته بالعَفو، والغُفران، ومَنَّ عليهم بكرمه، وإحسانه؛ وذلك في قول الله -تعالى- على لسان نبيّه -عليه السلام- عند مجيء إخوته إليه في مصر: (وَقَد أَحسَنَ بي إِذ أَخرَجَني مِنَ السِّجنِ وَجاءَ بِكُم مِنَ البَدوِ مِن بَعدِ أَن نَزَغَ الشَّيطانُ بَيني وَبَينَ إِخوَتي إِنَّ رَبّي لَطيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ) ؛ [١٣] فقد أشارَ يوسف أمام إخوته إلى خروجه من السجن، ولم يُذكِّرهم بجريمتهم عندما وضعوه في الجُبّ، وإنّما نَسَب ذلك الفِعل إلى غواية الشيطان ونزغه. التأكيد على أنّ الله لا يُؤخّر النصرَ إلّا لحكمة بالغة تتمثّل بالتمييز بين الطيّب والخبيث؛ قال -تعالى-: (حَتّى إِذَا استَيأَسَ الرُّسُلُ وَظَنّوا أَنَّهُم قَد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا فَنُجِّيَ مَن نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأسُنا عَنِ القَومِ المُجرِمينَ). [١٤] التربية الصالحة، والعِفّة، والاستقامة، والأمانة، وصلابة العقيدة، والصبر من أسباب تحقيق النصر، والعِزّة، والتمكين، وتخطّي الصِّعاب، والفَرج؛ فقد تربّى يوسف -عليه السلام- في بيت النبوّة، فنشأ نشأة صالحة على الأخلاق الكريمة، والمَزايا الرفيعة التي وَرِثها عن آبائه وأجداده من الأنبياء الكِرام.
ذات صلة سبب نزول سورة يوسف أسباب نزول سورة يوسف فضل سورة يوسف لم يرد في فضل سورة يوسف سوى بعض الأحاديث التي لا يمكن الاعتماد عليها في الاستدلال على فضل السورة كما ذكرَ العلّامة مجد الدين الفيروزأبادي، [١] ولم يثبت وجود فضيلة خاصّة بقراءة سورة يوسف، أو ذكر أيّ سرٍّ من أسرارها. [٢] إلّا أنّ بعض العلماء ذهبوا إلى القول بفائدة قراءة تلك السورة لِمَن كان يُعاني من الهَمّ والحزن؛ على اعتبار أنّها جزء من القرآن الكريم الذي وصفه الله بأنّه شِفاء للناس، ورحمة، وخاصّة إذا نظر القارىء المُتمعِّن في ما تشتمل عليه من مَعانٍ عظيمة، ومنها: تغيُّر أحوال البشر، وتبدُّلها؛ إذ يُلاحَظ انقلاب المِحنة والشدّة بعد حين إلى فَرَج ومِنْحة، كما تظهر فيها الإشارة إلى أنّ الله -تعالى- قادر على أن يجمعَ الأشتات بعد طول فِراق، ويُحوّل حالَهم، ويُبدّل مشاعرَهم من الحُزن إلى الفَرح والسرور، ومن الضيق والألم إلى السَّعة واجتماع النِّعَم.
فضل السورة: عن أنس قال: سمعت رسول اللهيقول: إن الله أعطاني الرائيات الوطاسين مكان الإنجيل.