سورة المجادلة من ١٤ إلى ١٩ سيتم بيانها في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن سورة نزلت بحق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قد جاء في الرّواية عنها في سبب نزول مطلع سورة المجادلة قولها: (الحمدُ للهِ الذي وسِعَ سمعُه الأصواتَ، لقَد جاءتِ المُجادلةُ إلى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- تُكَلِّمُه في جانبِ البيتِ ما أسمعُ ما تَقولُ فأنزلَ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ-: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ).
وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [ ٣] تفسير الأية 3: تفسير الجلالين { والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودوا لما قالوا} أي فيه بأن يخالفوه بإمساك المظاهر منها الذي هو خلاف مقصود الظهار من وصف المرأة بالتحريم {فتحرير رقبة} أي إعتاقها عليه { من قبل أن يتماسا} بالوطء { ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير}.
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [ ٦] تفسير الأية 6: تفسير الجلالين {يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد}.
وعن عروة -رضي الله عنه- قال:" قالت عائشة -رضي الله عنها- تبارك الذي وسع سمعه كل شيء، إنى لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله- عليه الصلاة والسلام- وتقول: يا رسول الله أبلى شبابي، ونثرت له بطنى، حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر منى، اللهم إني أشكو إليك، قال: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله)".