والله أعلم. < فتاة أتاها الحيض وهي في الرابعة عشرة من عمرها وتركت الصيام جهلاً منها بأن البلوغ يحصل بذلك فما الحكم؟ هذه الفتاة التي أتاها الحيض وهي في الرابعة عشرة من عمرها، ولم تعلم أن البلوغ يحصل بذلك ليس عليها إثم حين تركت الصيام في تلك السنة؛ لأنها جاهلة، والجاهل لا إثم عليه، لكن حين علمت أن الصيام واجب عليها فإنه يجب عليها أن تبادر بقضاء ذلك الشهر، الذي أتاها بعد أن حاضت، فإن المرأة إذا بلغت وجب عليها الصوم، وبلوغ المرأة يحصل بواحد من أمور أربعة، إما أن يتم لها خمس عشرة سنة، وإما أن تنبت عانتها، وإما أن تنزل، وإما أن تحيض. حكم صيام ست من شوال :. فإذا حصل واحد من هذه الأربعة فقد بلغت وكلفت ووجبت عليها العبادات كما تجب على الكبير. < فتاة صغيرة حاضت وكانت تصوم أيام الحيض جهلاً، فماذا يجب عليها؟ يجب عليها أن تقضي الصيام الذي كانت تصومه في أيام حيضها، لأن الصيام في أيام الحيض لا يُقبل ولا يصح ولو كانت جاهلة؛ لأن القضاء لا حد لوقته.
[3] هل يجوز تغيير نية الصيام بعد صومه إنَّ النية في صيام القضاء تختلف عن النية في صيام التطوع ويجب أن تكون قبل طلوع الفجر الحقيقي أو الصادق، وعلى ذلك فإنَّ تغيير الإنسان لنيّته بعد البدء في الصيام لا يصح لأنَّ النية في القضاء يجب أن تكون بعد طلوع الفجر الحقيقي والنية في النوافل تجوز من أول اليوم ومن نصفه، وعلى ذلك فإنَّه يجب على الإنسان أن ينوي قبل البدء بالصيام بالنية التي يُريد أن يصوم لها، والله أعلم. [4] شاهد أيضًا: هل يجوز صيام الست من شوال قبل القضاء إسلام ويب وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيّن حكم النية في صيام الست من شوال ، كما عرّف بالنية في الصيام، وذكر حكم جمع نية صيام شوال مع القضاء، وحكم تغيير نية الصيام بعد البدء به. المراجع ^, كيفية نية الصوم, 16-5-2021 ^, هل يلزمني تبييت النية في صيام ست من شوال وعاشوراء, 16-5-2021 ^, حكم الجمع بين نية القضاء وصيام ست من شوال, 16-5-2021 ^, تغيير نية الصيام من التطوع إلى القضاء, 16-5-2021
ت + ت - الحجم الطبيعي الأحكام الفقهية كثيرة وتتجدد بتجدد حاجات المسلمين في كل زمان ومكان ولكنّ مرجعها الأساس لا يتغير ولا يتبدل وهو كتاب الله وسنة رسولنا الأمين صلى الله عليه وسلم، والعلماء يجتهدون رأيهم عند عدم ورود الأدلة الصحيحة فإن وردت وصحّت لديهم فرأيهم لا يتجاوز قول الله ورسوله كما بيّنه الأئمة كلهم وأمروا به من يأخذ برأيهم من بعدهم، يقول إمام دار الهجرة مالك رحمه الله: كلٌّ يؤخذ منه ويُردّ إلا صاحب هذا القبر، وأشار إلى قبر رسول الله. وقد خصّ الله الأمة الإسلامية بمنّةٍ عظيمةٍ وفضّلها بها فقد اختارها لتحمل آخر الرسالات السماوية إلى يوم القيامة وشرّفها بأفضل الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، إذ لم يقبضه إلى الرفيق الأعلى حتى أكمل الله به للمسلمين دينهم وأتمّ نعمته عليهم وقال لهم جلّ مِنْ قائل: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"، وفي هذه الآية دليل لا شك فيه أن رسولنا الأمين لم يفارقنا حتى أدى الأمانة على أتم وجه.
فصومُوا -أيها المؤمنون– هذه الأيامَ القلائلَ تطوعاً للهِ؛ فإنها تَجْبُرُ لكم النقصَ الذي حَصل في فريضَتِكم، ويُضاعَفُ لكم بها الأجرُ عند ربِّكم، وتَغْنَمونَ بِصيامِها طُولَ دَهْرِكم. اللهم وفقنا للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم والسير على ما كان عليه السلف الصالحين من الصحابة والتابعين ووفقنا اللهم للثبات على دينك وطاعتك برحمتك يا أرحم الراحمين وصل اللهم وسلم على من أرسلته رحمة وهدى للناس أجمعين واحشرنا تحت لوائه يوم الدين بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين وشفعه اللهم فينا يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. منقولة بتصرف
كما أنه ليس من اللازم أن يصومها متتابعة، فلو فرقها فلا حرج عليه إن شاء الله. وانفرد الإمام مالك رضي الله عنه، بالقول بكراهة صيام هذه الأيام الستة خشية أن يعتقد الناس أنها جزء من رمضان، ويلزموا بها أنفسهم، وينكروا على من تركها، فكرهها من باب سد الذرائع. ذكر الإمام الشاطبي أن بعض العجم وقعوا في مثل ذلك حيث تركوا كل مراسم رمضان ومظاهره من إضاءة المآذن ومرور المسحرين على الناس وغير ذلك إلى اليوم السابع من شوال، ولكن مثل هذا الخرف لا ترد به السنة، ويجب أن يُعلَّم الجاهل. وذكر مالك في الموطأ: أنه ما رأى أحدًا من أهل العلم يصومها، قال الشوكاني: ولا يخفى أن الناس إذا تركوا العمل بسنة لم يكن تركهم دليلاً ترد به السنة. أهـ يؤكد ذلك أن ابن عباس ذكر أن في القرآن آيات ترك الناس العمل بها، مثل آية: "وإذا حضر القسمة أولو القربى" وغيرها)، ولكن إذا صح الحديث بصومها فلا مجال للرأي هنا، وخصوصًا إذا رجحنا عدم إلصاقها برمضان مباشرة ولعل السر في استحباب صيام هذه الأيام من شوال أن يظل المسلم موصول الحبال بطاعة ربه، فلاً تفتر عزيمته بعد رمضان.