كتب حسين شبكشي في "الشرق الأوسط": إذا كانت أحداث التاريخ الكبيرة وتحولاتها العظيمة قد علمتنا شيئاً، فهو أن هذه الأحداث وهذه التحولات دائماً ما تبدأ بعلامات وإشارات بسيطة ثم تكبر تدريجاً حتى تصبح على ما هي عليه. استيقظت اليوم القارة الأوروبية العجوز على نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي فاز بها الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، ولكن الخبر الأهم هو أن 42 في المائة من الفرنسيين صوتوا لمارين لوبان، وهي سياسية ذات ميول عنصرية معادية للإسلام والمهاجرين، متطرفة من منظور وطني عنصري، اعتذارية للرئيس بوتين في سياساته. 42 في المائة من أصوات الفرنسيين في بلد يفتخر بأنه منصة الحرية والحريات الليبرالية والمساواة والعدالة والإخاء في المنظومة الغربية في السياسة والاجتماع، ولديها إحدى أهم المنظومات الديمقراطية احتراماً في العالم... كل هذه القيم لم تمنعها من التصويت لأكثر العناصر المتطرفة في المنظومة السياسية في فرنسا اليوم. لا يمكن النظر إلى هذه النتائج بارتياح والقول إن فرنسا هزمت التطرف. ما هو التطرف في علم النفس. هناك شيء جديد يكبر وينمو على السطح في قلب أوروبا وهو التطرف والعنصرية البغيضة. فرنسا لديها مشكلة كبيرة وخطيرة، هذا أحد أهم الدروس والإشارات والعلامات التي من المفروض والضروري التمعن فيها بعمق، لأن ما يؤثر في فرنسا سيؤثر على القارة الأوروبية ولا شك... هناك رسالة مدوية صدرت من الناخب الفرنسي سيُسمع صداها في سائر القارة الأوروبية.
ودعا عصيد في حديثه ل"كَود" إلى "مواجهة مثل هذه الظواهر المنحرفة من خلال إصلاح جذري للتعليم منذ التعليم الأولي والابتدائي وبنائه على قيم السلوك المدني والمواطنة وروح الإبداع عوض التدين السلفي الذي كان عرضانيا منذ 1979 يخترق كل مؤسسات الدولة ولم ينتج عنه غير التدهور وشيوع الخرافة". كما أن من الضروري تحرير طاقات الشباب وجعل وسائل الإعلام والمساجد وكل قنوات التواصل في خدمة ثقافة العمل والإنتاج والتضامن وتقوية الشعور بالانتماء للوطن والعمل من أجله، لأن هذه هي القيم التي تصنع نهضة البلدان، وهي القيم المستهدفة من طرف دعاة التطرف والجهل، يضيف عصيد لـ"كَود".
بل إنها منصة من لا منصة له تمكنه من التحريض على الإسلام وباقي الديانات الأخرى. على سبيل المثال في إدارة تحرير "عين أوروبية" الكاتبة الإيطالية اليمينية "سارة برزوسكيويتش" التي تعرّف عن نفسها بأنها طالبة دكتوراه في جامعة القلب المقدس الكاثوليكية في ميلان، وعملت كباحث زائر في برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن. وتعرف بكونها يمينية متطرفة ضد الإسلام. رقمنة النظام الصحي في العراق | البيان. من خلال بقية الأسماء يتبين أن معظمهم من المتطرفين اليمنيين الذين يعادون المهاجرين المسلمين في أوروبا. أو مسؤولين سابقين في برامج تابعة للمخابرات الغربية ظلت تطارد المسلمين وتعمل على مكافحة وجودهم في أوروبا طوال عقود. دعم اليمين المتطرف ينتشر اليمين المتطرف في جميع أرجاء الدول الأوروبية، وتتزايد جماهيريته كل يوم، بفضل الخطاب المتعصب في وسائل الإعلام والمال الذي يقدمه الداعمون لانتشار هذا الخطاب الذي يتركز بشكل كبير نحو الإسلام والمسلمين والخطر القادم منهم، وسط استهداف للإسلام كدين يؤمن بالتسامح والكرامة الإنسانية. تقوم الإمارات بتقديم الدعم لتلك الحركات اليمنية المتطرفة. في فرنسا تدعم الإمارات المرشحة الرئاسية ورئيسة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة "ماريان لوبون".