منذ إسلامه وهو ينفق على الجيوش الإسلامية الخارجة لمحاربة الكفار والمشركين فكان لهذا الإنفاق الفضل الكبير في النصر بعد التوفيق من المولى عز وجل. لقب ذو النورين. من أين جاء لقب ذو النورين تزوج عثمان بن عفان ابنتا رسول الله الأولى السيدة رقية وبعد مماتها ذهب لرسول الله قائلاً ( انقطع صهري منك) وكان يبكي فقال له الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( لا تبك والذي نفسي بيده لو أن عندي مائة بنت، تموت واحدة بعد واحدة زوجتك أخرى، حتى لا يبقى من المائة شيء، هذا جبريل عليه السلام أخبرني أن الله عز وجل أمرني أن أروجك أختها أم كلثوم وأجل صداقها مثل صداق أختها) فتزوج من السيدة أم كلثوم وهو استثناء من بين خلق الله جميعاً، فلم يحدث وتزوج رجل من ابنتي نبي أو رسول إلا في هذه الحالة الفريدة. (قيل للمهلب بن صفرة: لم قيل لعثمان بن عفان ذو النورين؟ فقال: لأنا لا نعلم أحداً أرسل ستراً على بنتي نبي غيره. )، وقد قيل في رواية أخرى أن سبب اللقب أنه جمع بين قراءة القرآن والصلاة في كل ليلة وواظب على هذا الأمر فكانا القرآن والصلاة هما النورين. عثمان بن عفان الخليفة الثالث لرسول الله تولى خلافة المسلمين بعد وفاة سيدنا عمر بن الخطاب عام 23 من الهجرة، وعام 644 من الميلاد، وبلغت مدة حكمه 12 عام، وخلال هذه السنوات تم توسع الدولة الإسلامية ففتح الله عليه العديد من البلاد كقبرص وأرمينية وسجستان وخرسانة، وجمع القران الكريم وقام بتوسعة المسجد النبوي والمسجد الحرام، وتد في عهده افتتاح أول أسطول بحري لحماية الشواطئ الإسلامية من الدولة البيزنطية.
الخليفة الذي لقب بذي النورين هو سؤال من الأسئلة المتداولة بين المسلمين، فقد اشتهر صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأخلاقهم الحميدة وصفاتهم الحسنة، كما كُنّي بعضهم ولقّب تبعًا للصفة التي كان يشتهر بها، فلُقب عمر بن الخطاب بالفاروق نتيجًا لعدله الشديد، ولُقب أبي بكر بالصديق نتيجًا لتصديقه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وفي هذا المقال سنسلط الضوء ونتعرّف على الصحابي والخليفة الذي لُقب بذي النورين.
بما لقب النبي محمد لًقب النبي عليه الصلاة و السلام بالكثير من الألقاب، وقبل أن نذكر إليكم هذه الألقاب، فيجب التفرقة بين اللقب والكنية، فالكنية هي الإضافة إلـ أب – أم، من أجل أن تسهل المناداة واحترام مكانة الأشخاص وأعمارهم مثل أم كلثوم أبو محمد. وتبدأ عادة الكنية بابن فلان أو اخت أو عم، مثل ابن الرومية، ولا يشترط أن يكون للشخص كنية حتى يُكنى بها، أما حول ألقاب الرسول، فاللقب هو يطلق على الشخص من غير اسمه وهي صفة تكتسب وتنسب إليه، واللقب بعد اسمه الأول وهذه الألقاب دائماً تكون محمودة مثل زين العابدين ولا يستحب الألقاب المذمومة مثل سارق المسجد. بما لقب النبي محمد لُقب النبي بألقاب عظيمة وكثيرة مثل الصادق الأمين، وذلك لأنه اشتهر بصدقه وأمانته بين قومه قريش، وهناك ألقاب عديدة في الإسلام مثل الصديق لـ أبي بكر، ولقب عمر بن الخطاب بـ الفاروق، ولقب عثمان بن عفان بـ ذي النورين، أما الاسم فهو يدل على معنى في نفسه وغير مقترن بأي زمان مثل عمر أو زيد. وقد استخرج العلماء أسماء النبي، وصنفوها وشرحوا معانيها، وقد بلغت هذه الألقاب من الكثرة لدرجة أنها تخطت المائتين، وبعضهم أصلها لـ الألف لقب، وكلها ألقاب توجب المدح في إطار كماله البشري.