الموجهون:- ومن الذين أثروا في توجيه الشيخ أبي الحسن الندوي: أخوه الدكتور عبد العلي الحسني، ويصفه بأنه جمع بين الثقافتين الدينية والعصرية، وأنه كان ذا فضل كبير على ثقافته، ومنهم: الشيخ أحمد علي اللاهوري، والشيخ إلياس بن محمد إسماعيل الكاندهلوي (ت1364هـ) مؤسس حركة "الدعوة والتبليغ" في الهند/ والمربي الجليل الشيخ عبد القادر الرائيبوري (ت1382هـ) وشاعر الإسلام الدكتور محمد إقبال (ت1357هـ) والسيد طلحة الحسيني، أحد كبار الأساتذة في جامعة البنجاب. أبو الحسن الندوي يتحدث عن العالم قبل البعثة المحمدية:- تعرَّض أبو الحسن الندوي في كتابه "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" إلى البيئات الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي سادت قبل بعثة النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، والذي أدت رسالته إلى تقويض تلك الأسس غير الإنسانية وغير الأخلاقية التي ألِفتها المجتمعات، مستعرضاً إيَّاها على النحو التالي: نَظَر النبي الكريم إلى العالم بعين الأنبياء، فرأى إنساناً قد هانت عليه إنسانيته، رآه يسجد للحجر والشجر والنهر، وكل ما لا يملك لنفسه نفعاً ولا يدفع عنها ضرراً. رأى إنساناً معكوساً قد فسُدَت عقليته، فلم تعد تقبل البدهيات، وتعقل الجليات، فقد فسد نظامه الفكري، وفسد ذوقه الذي بات يستحلي المُرَّ ويستطيب الخبيث ويستمرئ الوخيم، وبطُل حسّه فأضحى لا يبغض العدو الظالم، ولا يقبل على الصديق الناصح.
وأول من جاء إلى الهند من أجداد الأسرة هو الأمير السيد قطب الدين محمد المدني (581-677هـ)، عن طريق بغداد وغزنة في أيام فتنة المغول، وذلك في أوائل القرن السابع الهجري مع جماعة من أصحابه. ورحل والد أبو الحسن الندوي وهو دون العاشرة من عمره، وتولى رعايته بعد رحيل والده: أمُّه وأخوه الأكبر. تزوج الشيخ أبو الحسن الندوي عام 1934م، ولم يرزقه الله أولادًا. السيره النبويه لابي الحسن الندوي - الندوي، أبو الحسن - کتابخانه مدرسه فقاهت. أبو الحسن الندوي... سيرته العلمية بدأ أبو الحسن الندوي تعلُّم العربية على يد الشيخ خليل بن محمد الأنصاري اليماني عام 1342هـ/ 1924م وتخرَّج عليه، كما استفاد في دراسة اللغة العربية وآدابها من عمَّيْه: الشيخ عزيز الرحمن، والشيخ محمد طلحة، والتحق بجامعة "لكهنو" بالهند في القسم العربي عام 1927م، وكان أصغرَ طُلاب الجامعةِ سِنًّا، والتحق بدار العلوم لندوة العلماء عام 1929م، ودرس اللغة الأردية وتوسع في آدابها، كما عكف على دراسة الإنجليزية والقراءة بها. واستفاد الشيخ الندوي من الصحف والمجلات العربية الصادرة في البلاد العربية -والتي كانت تصل إلى أخيه الأكبر، أو إلى دار العلوم ندوة العلماء- مما عرَّفه على البلاد العربية وأحوالها وعلمائها وأدبائها ومفكّريها عن كثب.
الكتاب: السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي المؤلف: علي أبو الحسن بن عبد الحي بن فخر الدين الندوي (ت ١٤٢٠هـ) الناشر: دار ابن كثير - دمشق الطبعة: الثانية عشرة - ١٤٢٥ هـ عدد الصفحات: ٧٦٧ [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] صفحة المؤلف: [ أبو الحسن الندوي]
والله ولي التوفيق. هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن عمران