موقع شاهد فور

تفسير قوله تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}

May 15, 2024

27 شوال 1428 ( 08-11-2007) من الشٌّبه اللغوية التي أثيرت حول القرآن الكريم، ما يتعلق بقوله تعالى: { إن رحمت الله قريب من المحسنين} (الأعراف:56) ووجه الشبهة فيما زعموا يتلخص في السؤال الآتي: لماذا لم يُتبَع خبرُ { إنَّ} وهو: { قريب} اسمها، وهو { رحمت} في التأنيث، وكان حقه أن يقول: ( إن رحمة الله قريبة) إذ ينبغي أن توافق الصفةُ الموصوفَ تذكيرًا وتأنيثًا، وإفرادًا وتثنيةً وجمعًا. وقبل أن نجيب عن هذه الشبهة، من المفيد أن نقول بداية: إن كلمة { رحمت} في الآية التي بين أيدينا، قد كُتبت بالتاء المفتوحة في المصحف الشريف، وليس بالتاء المربوطة، كما هي في الكتابة الإملائية المعتادةº وتعليل ذلك أنها هكذا رُسمت في المصحف العثماني. إذا تبين هذا، نشرع في الإجابة عن هذه الشبهة، فنقول: إن للعلماء توجيهات عديدة في الإجابة عن هذه الشبهة، بيد أننا نقتصر هنا على أقوى تلك التوجيهات، وأقومها رشدًا، وأقصدها سبيلا. ان رحمت الله قريب من المحسنين - هوامير البورصة السعودية. فمن تلك التوجيهات قولهم: إن من أساليب اللغة العربية، أن القرابة إذا كانت قرابة نسب، تعيَّن التأنيث فيها في الأنثىº فتقول: هذه المرأة قريبتي، أي: في النسبº ولا تقول: قريب مني. وإن كانت القرابة قرابة مسافة، جاز التذكير والتأنيثº فتقول: داره قريب وقريبة مني.

ان رحمت الله قريب من المحسنين - هوامير البورصة السعودية

قال الله تعالى فى سورة الأعراف: «وَلَا تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وطمعا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ». نلمح فى هذه الآية الكريمة أمرين مهمين، الأول: فتح التاء فى قوله تعالى (رحمت)، والثانى قوله تعالى (قريب)، حيث جاء اللفظ مذكرا مع أن اسم (إن) مؤنث، (رحمت)، فكيف يذكَر المبتدأ والاسم مؤنث؟ الجواب أنه لا ينبغى لأحد أن يمضى فى الحديث عن هذا القرآن المعجز بلفظه ومعناه وكتابته دون روَية وتأمل. إن علماء التفسير قد أطالوا النفس فى الحديث عن فتح تاء (رحمت)، وخلاصة ذلك أن الخط الذى كتب به القرآن توقيفي، بمعنى أن الله أراد الكلمة هكذا بفتح التاء، وذلك ركن من أركان القرآن لا ينبغى إهماله وغض الطرف عنه، فرسول الله صلى الله عليه وسلم، يتلقى القرآن لفظا وكتابة عن أمين الوحى جبريل عليه السلام، لذا ففى قوله تعالى (قل هو الله أحد) لا يحذف (قل)، بل يكتبها ويحفظها كما نزلت، كذلك فتح التاء فى (رحمت).. هكذا نزلت. والعجيب أن من ينظر إلى (رحمت) لا ينظر إلى ما قبلها وما بعدها، فقبلها نهى عن الفساد فى الأرض بعد إصلاحها، والدعاء خوفا وطمعا، خوفا ورجاء، فهكذا ينبغى أن يعيش المؤمن حياته، فكيف لا تأتى التاء مفتوحة لتبين اتساع وانبساط رحمة الله، خاصة أنهم وصفوا فى نهاية الآية بالإحسان؟ أما عن التذكير لكلمة (قريب)، وهى خبر إن الناسخة، فذلك لاكتساب اسم إن المؤنث (رحمت) من المضاف إليه ـ وهو لفظ الجلالة «الله» سبحانه وتعالى التذكير، أفلا يكون ذلك سرا من أسرار فتح تاء (رحمت)!

وقد تقدم في أول الآية، إن الله تعالى قريب من أهل الإحسان بإثابته المراجع: * تفسير القرآن العظيم لـ إبن كثير * إعراب القرآن العظيم لـ أبي جعفر أحمد بن إسماعيل النحاس *الجامع لأحكام القرآن لـ القرطبي * البيان لـ إبن الأنباري * التفسير الوسيط لـ مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر هذا المنشور نشر في Uncategorized. حفظ الرابط الثابت.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]