موقع شاهد فور

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الغاشية - الآية 17

June 28, 2024

يدلل بعض العلماء نتيجة للأبحاث التي أجريت على هذا الحيوان العجيب أن لعابه يعتبر من أقوى المضادات الحيوية التي عرفتها البشرية في قتل المكروبات، ولهذا نجد أن الأمراض التي تصيب الإبل قليلة جداً، وتكاد تكون خارجية مثل "الجرب" و"الشاف". تمتاز الإبل عن بقية المخلوقات بقدرتها على إطفاء ظمئها بأي نوع من الماء تجده فهي تشرب من مياه المستنقعات شديدة الملوحة والمرارة، وتشرب من مياه البحر والمحيطات، وترجع مقدرة الإبل على تجرع محاليل الأملاح المركزة إلى استعداد خاص في الكليتين اللتين لهما قدرة عجيبة على إخراج الفائض ضمن الأملاح. "

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الغاشية - الآية 17

أى البعيدة، فجعلها تبرك حتى تحمل عن قرب ويسر، ثم تنهض بما حملت، وسخرها منقادة لكل من اقتادها بأزمتها، لا تعارض ضعيفا، ولا تمانع صغيرا. فإن قلت: كيف حسن ذكر الإبل، مع السماء والجبال والأرض، ولا مناسبة؟.. قلت: قد انتظم هذه الأشياء، نظر العرب في أوديتهم وبواديهم، فانتظمها الذكر على حسب ما انتظمها نظرهم.. افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت سورة. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ يقول تعالى آمرا عباده بالنظر في مخلوقاته الدالة على قدرته وعظمته: ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) ؟ فإنها خلق عجيب ، وتركيبها غريب ، فإنها في غاية القوة والشدة ، وهي مع ذلك تلين للحمل الثقيل ، وتنقاد للقائد الضعيف ، وتؤكل ، وينتفع بوبرها ، ويشرب لبنها. ونبهوا بذلك لأن العرب غالب دوابهم كانت الإبل ، وكان شريح القاضي يقول: اخرجوا بنا حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت ، ﴿ تفسير القرطبي ﴾ قوله تعالى: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقتقال المفسرون: لما ذكر الله - عز وجل - أمر أهل الدارين ، تعجب الكفار من ذلك ، فكذبوا وأنكروا فذكرهم الله صنعته وقدرته وأنه قادر على كل شيء ، كما خلق الحيوانات والسماء والأرض. ثم ذكر الإبل أولا; لأنها كثيرة في العرب ، ولم يروا الفيلة ، فنبههم - جل ثناؤه - على عظيم من خلقه قد ذلله للصغير ، يقوده وينيخه وينهضه ويحمل عليه الثقيل من الحمل وهو بارك ، فينهض بثقيل حمله ، وليس ذلك في شيء من الحيوان غيره.

3 لتراََ من الماء فقط يوميّاََ مع البراز، وهي كميّة لا تكاد تُذكَر عند مقارنتها بكميّة الماء الذي تَفقدُه الأبقار ، والذي يتراوح ما بين 20-40 لتراََ؛ لذلك يكون روث الإبل جافّاً جدّاََ. قال تعالى افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت. تتمكّن الإبل من شُرْب ما يقارب 20% من وَزْن جسمها من الماء دون أن تعاني من انحلال الدم، أو من حدوث صدمة أسموزيّة، كما يحدث عادةََ عند تناوُل كميّة كبيرة من الماء في وقت قصير بعد الجفاف؛ وذلك لأنّ الإبل تُخزِّن الماء الزائد في الكَرْش. تُعيدُ الإبل توزيع الماء المُخزَّن في الكَرْش عند تعرُّضها للجفاف من جديد، فتزوِّد الدم، والأنسجة بالماء، وبذلك فهي تعوِّض ما بين 50–70% من الماء الذي فُقِد أثناء الجفاف. تتَّصف كلى الإبل بأنّها شديدة الكفاءة؛ فهي تُعيد امتصاص مُعظم الماء إلى الدم، فيخرجُ البول مُركَّزاََ، ممّا يُقلِّل من فَقْد الماء، ويُمكِّن الإبل من شُرْب ماء تزيدُ ملوحته عن ملوحة ماء البحر، ومن تناوُل نباتات الصحراء شديدة الملوحة، والتي تُعَدُّ نباتات سامّة بالنسبة للحيوانات الأخرى. تتميّزُ كريات الدم الحمراء في دم الجمل بأنّها بيضاويّة الشكل وليست كرويّة كما في الثدييات الأخرى، ممّا يسمح لها بالتدفُّق بسهولة في الدم في حالة الجفاف، كما أنّها قابلة للتمدُّد والانتفاخ عندما تتزوَّد بكميّة كبيرة من الماء دون أن تتمزَّق، ومن المدهش أنّ كريات الدم الحمراء يمكنها أن تظلَّ حيّة لفترة أطول من المعتاد عند ارتفاع درجات الحرارة -تبقى حيّة لمدّة 150 يوماََ، بينما يتراوح عمرُها في الأيّام العاديّة ما بين 90-120يوم -؛ وذلك لأنّ استبدال كريات الدم الحمراء يُبدِّد كميّة من الماء والطاقة هي بأمسّ الحاجة إليها.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]