قيل: إنها باعت ضفيرتها بخبز فأطعمته إياه، فلامها على ذلك، وحلف إن شفاه الله ليضربنها مائة جلدة. وقيل: لغير ذلك من الأسباب. فلما شفاه الله وعافاه، ما كان جزاؤها مع هذه الخدمة التامة والرحمة والشفقة والإحسان أن تُقَابَل بالضرب، فأفتاه الله عز وجل أن يأخذ ضغثاً - أي: حزمة أغصان كثيرة - فيه مائة قضيب، فيضربها بها ضربة واحدة، وقد برت يمينه، وخرج من حنثه، ووفى بنذره، وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله وأناب إليه؛ ولهذا قال تعالى: { إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب}، أثنى الله تعالى عليه ومدحه بقوله: { إنه أواب} أي: رجَّاع منيب للحق. غرائب حول القصة ذكر بعض المفسرين عند قوله تعالى: { وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر} قصصاً وأقوالاً لا يصح التعويل عليها، ولا الالتفات إليها، فقد ذكروا أن أيوب مرض زمناً طويلاً، وأن الديدان تناثرت من جسده، وأن لحمه قد تمزق. قصة النبي أيوب للأطفال - سطور. وكل هذا ونحوه لا يؤبه به؛ لأن الله تعالى عصم أنبياءه من الأمراض المنفرة، التي تؤدي إلى ابتعاد الناس عنهم، سواء أكانت أمراضاً جسدية، أم عصبية، أم نفسية. والذي يجب اعتقاده أن الله تعالى قد ابتلى عبده أيوب ببعض الأمراض التي لا تتنافي مع صفات النبوة، وقد صبر أيوب عليه السلام على ما ابتلاه الله به، حتى ضُرب به المثل في الصبر، فكانت عاقبة صبره، أن عافه الله من مرضه، ورفع عنه ما نزل به من البلاء والضر، وأعطاه من سابع نعمه.
[٣] فأراد الله -تعالى- أن يرى إبليس أنَّ عبادة النَّبي أيوب -عليه السَّلام- وصلاحه نابعٌ من شدة حبه لله تعالى، ولذلك فقد ابتلى الله -تعالى- النَّبي أيوب -عليه السَّلام- بذهاب أمواله من أغنام وأبقار وجِمال، حتَّى الذين كانوا يرعونها ماتوا، فلم يكن من النَّبي أيوب -عليه السَّلام- إلَّا أن زاد من عبادته وصار يشكر الله -تعالى- ويحمده كثيرًا. قصة أيوب عليه السلام - سطور. [٣] وبعد ذلك بوقت قصير احترقت أراضي النبي أيوب -عليه السلام- وذهبت المزروعات والثمار والخضراوات وغير ذلك، فلم يكن من النبي أيوب -عليه السلام- إلّا أن حمد الله -تعالى- وشكره قائلًا بأنَّ هذا العطاء كان من الله وقد أخذه، والله -تعالى- أعلم بمصلحتي أين تكون، فاشتعلت نار الحسد في قلب الشيطان وقال إنَّ أيوب يقول هذا الكلام لأنَّ لديه الكثير من الأولاد وهو يشعر بالقوَّة معهم. [٣] فأراه الله أنَّه على خطأ وإنَّما يتحدَّث هكذا لأنَّه يحقد على أيوب -عليه السَّلام- لأنّ الله -تعالى- يحبه وهو من الصالحين، فأخذ الله جميع أولاد أيّوب عليه السلام، فما كان من أيوب إلَّا أن قال إنَّ لله ما أعطى وله ما أخذ وصبر على هذا الابتلاء. [٣] ومرَّت الأيام طويلةً على أيوب عليه السَّلام في هذه الابتلاءات وكان أخرها هو ابتلاء الله -تعالى- لأيّوب في جسمه، فأصابته أمراض جلديَّة، وصار جسمه ضعيفًا أيضًا، ولكنّه صبر وقال الحمد لله على كلّ حال في هذه الحياة، فإنّ الله -تعالى- إذا ابتلاني فلكي يختبر صبري، وبعد ذلك بدأ النَّاس ينفرون منه ويخافون على أنفسهم، فذهب ليعيش في بيت من القش وحيدًا وفقيرًا بعد أن كان قويًا ويملك الكثير من الأموال.
من هو أيوب عليه السلام؟ هو أيوب بن موص بن زراح بن إسحاق ، من ذرية إبراهيم عليه السلام، قال الله تعالى: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ}، [١] نبي أوحيَ إليه، ومن كبار الأنبياء، قال الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ}، [٢] كان متزوجًا من ابنة عمِّه رحمة بنت يوسف بن يعقوب عليهما السلام.
جاء ذلك، بعد أن أطلق صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم المديرية العام للشؤون الصحية بالقصيم وفقاً للنموذج الوطني لرؤية المملكة 2030 بمقر الإمارة، بحضور وكيل امارة القصيم الدكتور عبدالرحمن الوزان، ومدير عام الشؤون الصحية أيمن الرقيبة، والرئيس التنفيذي للتجمع الصحي بالقصيم الدكتور سلطان الشائع. واستمع سمو أمير القصيم إلى شرح موجز من مدير عام الشؤون الصحية أيمن الرقيبة عن مهام وأدوار الشؤون الصحية الجديدة التي تنطلق من رؤية المملكة 2030 نحو تميز مؤسسي وصحي وريادة وطنية تسهم في تحقيق أهداف الرؤية، مضيفاً بأن رسالة المديرية تسعى إلى العمل بإتقان لتأكيد جودة الخدمات العلاجية والتأهيلية المقدمة للفرد والمجتمع في المنطقة، لافتاً بأن المديرية في مهامها الجديدة سوف تشرف على جميع المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة ومراكز الرعاية الصحية الأولية في قطاعيها الحكومي والخاص.