موقع شاهد فور

واذا قرئ القران فاستمعوا له وانصتوا

June 26, 2024
تلقت دار الإفتاء سؤالا يقول فيه صاحبه: "نجد بعض أصحاب المحلات التجارية يقومون بفتح المذياع على إذاعة القرآن الكريم لساعات طويلة طوال النهار، بل وحتى بعد غلق محلاتهم يتركون المذياع مفتوحًا طوال الليل، وغالبًا ما يكون الصوت مرتفعًا مما يسبب الضرر والأذى لجيرانهم، مع العلم أنهم أثناء ذلك يكونون في لهو ولعب وفرح ولا يستمعون إلى ما قاموا بفتحه وتشغيله، سواء للقرآن أو غيره، بالإضافة أننا لا نعرف لهم صلاة ولا صلاحًا. ويطلب السائل: أولًا: حكم الإسلام في عملهم هذا أو ما يسببه ذلك من أذى وضرر لمن يجاورهم.

واذا قرئ القرآن

ومناسبتها لما قبلها: أنه لما ذكر عن الكفار أنهم كذبوا بالقرآن، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: ﴿ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ﴾، أمرهم أن يستمعوا للقرآن لعلهم يرحمون. واذا قرئ القران فاستمعوا له وانصتوا. وإنما بُني ﴿ قُرِئَ ﴾ للمفعول ليعم كل قارئ، و(الاستماع) إصغاء السمع، و(الإنصات) السكوت، ومعنى (ترحمون): تفوزون بالرحمة، والمخاطب في قوله: ﴿ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ﴾ قيل: المشركون، وهذا على القول الأول في سبب النُّزول، والمؤمنون يدخلون فيه بطريق الأَوْلَى، وقيل: المخاطب المؤمنون، وهذا على القولين الأخيرين في سبب النزول، والأمر للوجوب، وهو يشمل وجوب الاستماع للقارئ في الصلاة وغيرها. وقد اختلف العلماءُ في القراءة خلف الإمام: • فذهب الحنفيَّة إلى أن المأموم لا يقرأ خلْفَ الإمام مطلقًا، واستدلوا بهذه الآية على وُجوب الإنصات، ومَن قرأ ولو سرًّا لا يكون منصتًا، وبما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَن صَلَّى خلف الإمام فقراءة الإمام له قراءة)). • وقال المالكية: يقرأ في السرية دون الجهرية، واستدلوا بالآية وبحديث: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب))، فعملوا بالآية في الجهرية وبالحديث في السِّريَّة.

وهذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده عن جابر مرفوعا ، وهو في موطأ مالك عن وهب بن كيسان ، عن جابر موقوفا ، وهذا أصح. وهذه المسألة مبسوطة في غير هذا الموضع وقد أفرد لها الإمام أبو عبد الله البخاري مصنفا على حدة واختار وجوب القراءة خلف الإمام في السرية والجهرية أيضا ، والله أعلم. وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله: ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) يعني: في الصلاة المفروضة. وكذا روي عن عبد الله بن المغفل. وقال ابن جرير: حدثنا حميد بن مسعدة ، حدثنا بشر بن المفضل ، حدثنا الجريري ، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: رأيت عبيد بن عمير وعطاء بن أبي رباح يتحدثان ، والقاص يقص ، فقلت: ألا تستمعان إلى الذكر وتستوجبان الموعود ؟ قال: فنظرا إلي ، ثم أقبلا على حديثهما. ايه واذا قرئ القران. قال: فأعدت فنظرا إلي ، وأقبلا على حديثهما. قال: فأعدت الثالثة ، قال: فنظرا إلي فقالا إنما ذلك في الصلاة: ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) وقال سفيان الثوري ، عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير ، عن مجاهد في قوله: ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) قال: في الصلاة. وكذا رواه غير واحد عن مجاهد. وقال عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن ليث ، عن مجاهد قال: لا بأس إذا قرأ الرجل في غير الصلاة أن يتكلم.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]