الفائدة من هذا الكلام الذي ورد في الحديثين وغيرها من الأدلَّة، أنه على المسلم المُكلَّف البحث عن هذه الأسماء من الكتاب والسُّنَّة حتى يُدركها. الطيب يشرح أسماء الله الحسنى في حديث شيخ الأزهر خلال رمضان | أهل مصر. تسمية المخلوقين بأسماء الله سبحانه وتعالى يوجد بعض الأسماء التي لا يجوز لأحد أن يسمِّي بها أي شخصٍ آخر من المخلوقين، حيث إن هذه الأسماء خاصَّةٌ خصوصيَّة تامَّة بالله تعالى وحده، ومن هذه الأسماء (الله)، لا يجوز تسمية أحدٍ من المخلوقين بهذا الاسم لا على سبيل ترادف المعنى أو غيره، وكذلك اسم (الرَّحمن) لا يجوز أن يُسمَّى ولا يوصف به غير الله؛ لأن الألوهية والرَّحمة الواسعة الشَّاملة التي فيها وصفٌ لازمٌ للرحمة ولا تكون إلا لله تعالى. أما بالنِّسبة لبقيَّة الأسماء، فإن قُصِد بها ما يُقصدُ بأسماء الله من الدَّلالة على العَلَميَّةِ والوصفيَّة، فهي ممنوعة، وإن قُصِد بها مجرَّد العَلَميَّة فقط فهي ليست ممنوعة، ومثال ذلك الاسمين (الحكم) و(الحكيم) من أسماء الله، فلا بأس إن سمَّينا شخصاً (بالحكم) أو (بحكيم) ولم نقصد بذلك معنى الحكمة فيه، ودليل ذلك أن من بين الصَّحابة من كان اسمه حكيم والحكم ولم ينكر النَّبيُّ عليه الصلاة والسَّلام عليهما ذلك. لكن إن قصدنا بالتَّسمية هذا المعنى الذي اشتققنا منه هذا الاسم، فهذا لا يجوز؛ لأن هذا من خصائص أسماء الله الحسنى التي يُراد بها الاسم والوصف، وكذلك على سبيل المثال، إن سمَّينا رجلاً (بصالح) فهذا لا يعني أنه إنسانٌ صالح، أو اسم (سلمان) فهذا لا يعني أنه شخصٌ سليم لا عيوب به، لربما كان من أصحاب الأمراض وليس به شيئٌ سليم، ولكن سمَّيناه بهذا الاسم فقط كاسم علمٍ مجرَّدٍ من أية صفة.
إذاً فأسماء الله هي أعلامٌ مشتقَّةٌ من صفات وتدل على معنى، وأما أسماء المخلوقين فهي أعلامٌ مجرَّدة لا تدل على صفةٍ بهذا المخلوق، فهي جامدة من غير أية دلالة معنى أو صفة.
الملك: فهو رب كل شيء ومليكه، مالك جميع الخلائق والكون ومالك يوم الدين له الملك وحده لا شريك له. السميع: فهو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء فهو المطلع على بواطن الأمور وعلانيتها. المراجع مقالات متعلقة ثقافة اسلامية 5979 عدد مرات القراءة
تحدث فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن معنى اسم الله القدوس. وقال، خلال حديثه ببرنامج "حديث الإمام الطيب"، المُذاع على قناة "الحياة"، إن اسم القدوس هو من أسماء الله الحسنى ورد في القرآن والحديث الشريف المعدد لأسماء الله الحسنى، ومعناه مشتق من التقديس بمعني التطهير والتنزيه عن صفات المخلوقات جميعًا. وأضاف أن الله منزه في ذاته وصفاته وأفعاله، عن الصفات التي تلحق غيره من المخلوقات، لافتًا إلى أن أي صورة يتصورها البشر عنه هو منزه عنها، مرددًا: "كل ما خطر ببالك الله غير ذلك". بحث عن أسماء الله الحسنى - سطور. وتابع: "ليس كمثله شىء وهو السميع البصير، فهو لا يسمع بأذن أو يرى بعينه، ولكن حقيقة الأمر غير ذلك، فالعقل البشري مسجون ومحكوم بالقوانين الطبيعية، ولأننا لم نرَ مخلوقات غير ذلك". وواصل: " معنى القدوس هنا له مفهوم خاطئ، حيث يعتقد البعض أن الله قدوس لأننا نقدسه، ولكن حقيقة الأمر غير ذلك، فاسم قدوس هنا اسم فاعل، أي أنه من يقدس ذاته، وليست قاصرة على العباد، فجميع المخلوقات تقدس الله، وذاته ليست بحاجة إلى أحد يقدسه، بل هو مقدس منذ الأزل".