موقع شاهد فور

الفرق بين العذراء وليست عذراء

June 25, 2024

ويضرب المثل على هذا التطابق في الهدي ومسالك العيش الذي يسم حياة الحيوانات بالنمل، فيقول: "تولد الذرة من النمال وتنمو، وتبدأ سيرتها في الحياة، وتعمل فيها عملها الجد، وتفرغ من حق وجودها، ثم تقضي نحبها وتموت، هكذا هي مذ كانت الأرض وكانت النمال: لا تتحول عن نهج ولا تمرق عن هدي، وتاريخ أحدثها ميلادا في معمعة الحياة، كتاريخ أعرق أسلافها هلاكا في حومة الفناء، لا هي تحدث لنفسها نهجا لم يكن، ولا هي تبتدع لوارثها هديا لم يتقدم". لكن الإنسان مختلف في هذه عن الحيوان، فهذا الثبات الغريزي ليس من خصائصه، إنه دائم النزوع إلى التحسين والتبديل، فما إن اهتدى إلى تسخير الكون له حتى أخذ يتأنق فيه، يرفع بذوقه وتقديره ويخفض بهما، فعندئذ "حاك الشك في صدر اللاحق، حتى قدح في تمام صنع السابق، فاستدرك عليه، وقلق الوارث، حتى خاف تقصير الذاهب، فاستنكف الإذعان إليه". ويفسر أبو فهر إلى سر تعلق الإنسان بما ينتجه، بنات فكر وبنات أيدي، ذلك بأنه استودعها "طائفة من نفسه، وفتن بما استجاد منه، لأنه أفنى فيه ضراما من قلبه، وإذا هو يستخفه الزهو بما حاز منه وملك، ويضنيه الأسى عليه إذا ضاع وهلك". سؤال وجواب عن لقب مريم العذراء – البطريركية الكلدانية. ويأتي الفرق بين الفن والعمل عند أبي فهر من حيث كان العمل مما "تَعَجَّلَهُ الإنسان لقضاء حاجته، وذاك –أي الفن- مما تَأَنَّى فيه وصافاه للاستمتاع بلذته"، ثم تفرق بينهما الغاية فـ"الإنسان إذا جَوَّدَ العملَ، فمنتهى همه أن يجعله على قضاء مآربه أعون، أو يكون له في أسباب معيشته أنجح وأربح، أما الفن، فثمرة لغير شجرته، يسقيها متأنق من ينابيع ثرة في وجدانه، وينضجها مشغوف بلاعج وجده وافتتانه، في غير مخافة مرهوبة، ولا منفعة مجلوبة، فذاك إذن بطبيعته مستهلك ممتهن، وهذا لحرمة نشأته مذخور مكرم".

  1. سؤال وجواب عن لقب مريم العذراء – البطريركية الكلدانية

سؤال وجواب عن لقب مريم العذراء – البطريركية الكلدانية

في سنة 1952 كتب أبو فهر محمود محمد شاكر "القوس العذراء"، وأهداها "إلى صديق لا تبلى مودته"، كان يعني بذلك الصديق الأستاذ شفيق متري صاحب دار المعارف، ويبدو أن حديثا مقتضبا حول إتقان العمل وتجويده دار بينهما في ذلك اللقاء البكر، لكنه أثار في نفس أديب العربية أبي فهر كوامن أوحت له بهذه الرسالة البديعة التي كتبها أبو فهر –كما يقول زكي نجيب محمود- بيانا لصلة القربى بين العمل والفن، وإعلانا بأن العمل الذي لا يبلغ مبلغ الفن، يكون دليلا على فساد الفطرة عند صانعه. يعني أبو فهر بـ"القوس العذراء" –أول وهلة- ما استطرده الشاعر والصحابي الشماخ بن ضرار الغطفاني في قصيدته (عَفَا بَطْنُ قوٍّ مِنْ سُلَيْمَى فَعَالِزُ) حول قوس عملها بدوي اسمه عامر على أحسن ما تكون القسي العربية، ويبدو أنها أخذت من نفسه مأخذا بعيدا فتحولت في وجدانه من قوس عادية إلى قطعة من روح ذلك الأعرابي، ثم اضطرته الأيام إلى بيعها في أسواق الحجيج، ومع أنه أعطي فيها أضعاف قيمتها المادية إلا أنها بكاها وحزن عليها لأن قيمتها الفنية والنفسية لديه لا تقدر بثمن. تلك هي الحكاية الساذجة لقصة القوس، ولكن أبا فهر استطاع أن يحولها من عود مجرود حاد الرأس إلى رمز حيوي يمثل مكانة القوس في الوجدان العربي الأصيل وما ترمز إليه من استغناء بالكدح الذاتي وعزة النفس، كما ترمز للصراع بين الفن باعتباره ثروة رمزية والثروة باعتبارها معطى ماديا، وكيف يتنازع الاثنان (الفن – الثروة) السلطة والسطوة في النفس البشرية وفي واقع الحياة، ثم تنتصر الثروة في نهاية المطاف –غالبا-.

في حين ليس المسيحُ إلا شخصا واحدا فقط هو أنسان وألـه في نفس الوقت. يقول الأنجيل:" الروح القدس يحّلُ فيك وقدرةُ العلي تظللك لذلك فالمولود منك قدوسٌ وآبنَ اللهِ يُدعى"(لو1: 35)، ومولودٌ من مريم كما سبق وقال " ستحبلين وتلدين إبنًا.. يكون إبن العلي "(لو1: 31). فيسوع هو ابن اللـه وإبن مريم بنفس القياس. وإذا كان الطفلُ الذي ولدته هو اللـهُ المتجَّسد فمريم هي أم الله المتجسد ، وليست فقط أم الجسد!. نلاحظ في الانجيل المقدس يسوع يُسَّمي نفسه "إبن الله" وهكذا يسمي نفسه بنفس القوة أنه "إبنُ الأنسان" ونردد في قانون الايمان: نؤمن برب واحد يسوع المسيح.. الذي من أجل خلاصنا نزل من السماء، وتجَّسد من الروح القدس، ووُلِدَ من مريم العذراء ، وصار إنسانا … ". لا تشترط أمومة مريم الألهية أن تكون مريم الـهاً. هي أم المولود منها، الذي رضعته وربَّتْه. هي ولدت شخصا أخذ منها بشريته. فالمولود منها هو الله ، فهي إذن أم الله. صلاة السلام الملائكي يتلوها يوميا ملايين الناس ويرددون: "يا مريم القديسة ، يا والدة الله"، ولم نرى اي اعتراض عليه من الكنيسة الكاثوليكية او المؤمنين! بالعكس اصبح من الالقاب المعروفة والمتداولة.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]