﴿أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا﴾: أنت مبتدأ، وولينا خبر، فاغفر الفاء الفصيحة، واغفر فعل دعاء، ولنا جار ومجرور متعلقان باغفر، وارحمنا عطف على اغفر. ﴿وأنت خير الغافرين﴾: الواو حالية، أو استئنافية، وأنت مبتدأ، وخير الغافرين خبر، والجملة في محل نصب حال، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
والأخذ بالواقع هو الأعدل. وقول موسى عليه السلام: {إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِي مَن تَشَآءُ... هذا القول يعني: أنك يا رب قد جعلت الاختبار لأنك خلقتهم مختارين؛ فيصح أن يطيعوا ويصح أن يعصوا. والله سبحانه هو من يُضل ويهدي؛ لأنه مادام قد جعل الإِنسان مختاراً فقد جعل فيه القدرة على الضلال، والقدرة على الهدى. وقد بيّن سبحانه من يشاء هدايته، ومن يشاء إضلاله فقال: {... والله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين} [آل عمران: 86]. والسبب في عدم هدايتهم هو ظلمهم، وكذلك يقول الحق: {... في معنى قوله تعالى “وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا” – التصوف 24/7. والله لاَ يَهْدِي القوم الكافرين} [البقرة: 264]. وهكذا نرى أن الكفر منهم هو الذي يمنعهم من الهداية. إذن فقد جعل الله للعبد أن يختار أو أن يختار الضلال، وما يفعله العبد ويختاره لا يفعله قهراً عن الله؛ لأنه سبحانه لو لم يخلق كلا منا مختاراً لما استطاع الإِنسان أن يفعل غير مراد الله، ولكنه خلق الإِنسان مختاراً، وساعة ما تختار- أيها الإِنسان- الهداية أو تختار الضلال فهذا ما منحه الله لك، وسبحانه قد بيّن أن الذي يظلم، والذي يفسق هو أهل لأن يعينه الله على ضلاله، تماماً كما يعين من يختار الهداية؛ لأنه أهل أن يعينه الله على الهداية.
هذا أثر غريب جدا ، وعمارة بن عبد هذا لا أعرفه. وقد رواه شعبة ، عن أبي إسحاق عن رجل من بني سلول عن علي ، فذكره وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن جريج: إنما أخذتهم الرجفة لأنهم لم يزايلوا قومهم في عبادتهم العجل ، ولا نهوهم ، ويتوجه هذا القول بقول موسى: ( أتهلكنا بما فعل السفهاء منا) وقوله: ( إن هي إلا فتنتك) أي: ابتلاؤك واختبارك وامتحانك. قاله ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وأبو العالية ، وربيع بن أنس ، وغير واحد من علماء السلف والخلف. حول قوله تعالى واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا - إسلام ويب - مركز الفتوى. ولا معنى له غير ذلك; يقول: إن الأمر إلا أمرك ، وإن الحكم إلا لك ، فما شئت كان ، تضل من تشاء ، وتهدي من تشاء ، ولا هادي لمن أضللت ، ولا مضل لمن هديت ، ولا معطي لما منعت ، ولا مانع لما أعطيت ، فالملك كله لك ، والحكم كله لك ، لك الخلق والأمر. وقوله: ( أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين) الغفر هو: الستر ، وترك المؤاخذة بالذنب ، والرحمة إذا قرنت مع الغفر ، يراد بها ألا يوقعه في مثله في المستقبل ، ( وأنت خير الغافرين) أي: لا يغفر الذنوب إلا أنت
جابر هو ابن يزيد الجعفي، ضعيف.
والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم. واختار موسى قومه سبعين رجلا. {الأعراف:152}. ثم اختار السبعين بعد ذلك في قوله تعالى: وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ. {الأعراف:155}. والله أعلم.
فخرج بهم إلى طور سيناء لميقاتٍ وقّته له ربّه، وكان لا يأتيه إلا بإذنٍ منه وعلم، فقال له السّبعون فيما ذُكر لي حين صنعوا ما أمرهم به وخرجوا معه للقاء ربِّه لموسى: اطلب لنا نسمع كلام ربنا. فقال: أفعل. فلمَّا دنا موسى من الجبل وقع عليه عمودُ الغمام حتى تغشى الجبل كلّه، دنا موسى فدخل فيه، وقال للقوم: ادنوا. وكان موسى إذا كلّمه اللهُ وقع على جبهة موسى نورٌ ساطعٌ، لا يستطيع أحدٌ من بني آدم أن ينظر إليه، فضرب دونه بالحجاب، ودنا القوم، حتى إذا دخلوا في الغمام وقعوا سجودًا، فسمعوه وهو يُكلم موسى، يأمره، وينهاه: افعل، ولا تفعل. فلمَّا فرغ إليه من أمره، وانكشف عن موسى الغمام، فأقبل إليهم، فقالوا: يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فأخذتهم الرَّجفة، وهي الصَّاعقة، فافتلتت أرواحهم، فماتوا جميعًا. الشيخ: مثلما في سورة البقرة، فإنَّهم لما قالوا: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً أخذتهم الصَّاعقة: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ [البقرة:55]، نسأل الله العافية. فقام موسى يُناشد ربَّه ويدعوه ويرغب إليه ويقول: رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ قد سفهوا، أفتُهلك مَن ورائي من بني إسرائيل.
سويت منصة تسويق الكتروني للمنتجات الحلوه وبأفضل الاسعار مقارنة باي سوبر ماركت ومباشرة من المصدر لتحقيق توفير حقيقي للعملاء. منتجات عالمية من اوروبا وامريكا لعلامات تجارية موثوقة
رقم الجوال البريد الإلكتروني رمز التحقق يمكنك إعادة الإرسال بعد 30 ثانية اسمك الكريم البريد الإلكتروني