والله أعلم. قوله تعالى: لم نجعل له من قبل سميا أي لم نسم أحدا قبل يحيى بهذا الاسم ؛ قاله ابن عباس وقتادة وابن أسلم والسدي. ومن عليه تعالى بأن لم يكل تسميته إلى الأبوين. وقال مجاهد وغيره: سميا معناه مثلا ونظيرا ، وهو مثل قوله تعالى: هل تعلم له سميا معناه مثلا ونظيرا كأنه من المساماة والسمو ؛ وهذا فيه بعد ؛ لأنه لا يفضل على إبراهيم ؛ وموسى ؛ اللهم إلا أن يفضل في خاص كالسؤدد والحصر حسب ما تقدم بيانه ( في آل عمران). وقال ابن عباس أيضا: معناه لم تلد العواقر مثله ولدا. قيل: إن الله تعالى اشترط القبل ، لأنه أراد أن يخلق بعده أفضل منه وهو محمد - صلى الله عليه وسلم -. وفي هذه الآية دليل وشاهد على أن الأسامي السنع جديرة بالأثرة ، وإياها كانت العرب تنتحي في التسمية لكونها أنبه وأنزه عن النبز حتى قال قائل:سنع الأسامي مسبلي أزر حمر تمس الأرض بالهدبوقال رؤبة للنسابة البكري وقد سأله عن نسبه: أنا ابن العجاج ؛ فقال: قصرت وعرفت. ﴿ تفسير الطبري ﴾ يقول تعالى ذكره: فاستجاب له ربه، فقال له: يا زكريا إنا نبشرك بهبتنا لك غلاما اسمه يحيى. كان قتادة يقول: إنما سماه الله يحيى لإحيائه إياه بالإيمان. يحيى (اسم) - ويكيبيديا. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى) عبد أحياه الله للإيمان.
- حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، مثله. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله ( لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) قال: لم يسمّ أحد قبله بهذا الاسم. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة مريم - القول في تأويل قوله تعالى "يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا"- الجزء رقم18. حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السديّ( إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) لم يسمّ أحد قبله يحيى. قال أبو جعفر: وهذا القول أعني قول من قال: لم يكن ليحيى قبل يحيى أحد سمي باسمه أشبه بتأويل ذلك، وإنما معنى الكلام: لم نجعل للغلام الذي نهب لك الذي اسمه يحيى من قبله أحدا مسمى باسمه، والسميّ: فعيل صرف من مفعول إليه.
تفسير القرآن الكريم
♦ الآية: ﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: مريم (7). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ ﴾ ولد ذكر ﴿ اسْمُهُ يَحْيَى ﴾؛ لأنه يحيا بالعلم والطاعة ﴿ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ﴾ لم يُسمَّ أحدٌ قبله بهذا الاسم.
نجى الله تعالى سيدنا نوح ومن آمن به من قومه، وأغرق المعرضين عن سبيل الهدى والرافضين طريق الحق، كما جعلهم عبرةً لغيرهم، وقصة سيدنا نوح -عليه السلام- تخللت حوارًا بينه وبين ابنه الكافر الذي كان مُصرًا على كُفره بالله، كما أبى أن يسلك سبيل الهداية والإيمان، فلاقى عقاب من أصر على الكفر والشرك، فكان من الغارقين، ولم تنفعه شفاعة سيدنا نوح -عليه السلام- [٦]. واجبنا تجاه الرسل تجب على المسلم العديد من الحقوق العظيمة تجاه الرسل منها [٧]: تصديق جميع الرسل فيما جاؤوا به، وأنهم عليهم السلام مرسلون من ربهم. يجب علينا محبتهم، كما أنهم مبلِّغون رسالة الله سبحانه وتعالى؛ لهذا فهم لهم فضل كبير على الناس؛ إذ لا يبلغ أحد من الخلق منزلتهم مهما بلغ من التقوى والصلاح. مهنه نوح عليه السلام يملك هدايه ولده. أمر الله عز وجل عباده بإبقاء الثناء على أنبيائه ورسله وتسليم الأمم عليهم حتى بعد وفاتهم.
🌻 وكان إذا ذكرالجنة والنار اضطرب اضطراب السليم وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار، وكان لا يقرأ من كتاب الله عزّ وجل (يا أيّها الذين آمنوا) إلاّ قال: « لبيّك اللهمّ لبيّك،» ولم يُرَ في شيء من أحواله إلاّ ذاكراً لله سبحانه، وكان أصدق الناس لهجةً وأفصحهم منطقاً. 📚 1. الأمالي الشيخ الصدوق: ص244. مهنه نوح عليه السلام في القران. 📚 2. مناقب آل آبي طالب ابن شهر آشوب: ج3، ص180. 📚 3. أسد الغابة ابن الاثير: ج2، ص13. 📚 4. بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج43، ص331.
[٩] دروس وعبر مستفادة من قصة سيدنا نوح عليه السلام تظهر من خلال قصة سيدنا نوح عليه السلام مجموعة من الدروس والعبر المهمة في حياتنا اليومية، ويمكن إجمال بعض هذه الدروس والعبر فيما يلي: [١٠] يزداد إيمان العبد بالله تعالى عند التدبّر والتأمل في خلقه وصنعه، وقد علم سيدنا نوح هذا عن ربه فأمر قومه أن يتدبروا كيفية خلقهم في أحسن صورة. مهنه نوح عليه السلام كامل. تُجلَبُ النِعَمُ بالاستغفار ، وبه تُزال المِحَن ويُنجي الله عباده من أشدِّ الابتلاءات، فقد قال الله في قرآنه الكريم: {فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [١١]. الكفر هو الكفر والشرك هو الشرك، إذ لا تشفع صلة القرابة أو صلة الرحم بين الناس في يوم الحساب، وإنما نفعهم وفوزهم يكون من خلال العمل الصالح والقرب من الله عز وجل، وخيرُ دليلٍ ما جاء في قصة سيدنا نوح، فلم يشفع نوحٌ لزوجته أو ابنه من عذاب النار بسبب كفرهم. تسمية الله في بداية كل أمر مدعاةٌ للبركة فيها، فقد بدأ نوحٌ عليه السلام صناعة السفينة بأمر الله سبحانه وتعالى وسارت فقال بسم الله كما ذكر الله تعالى في كتابه: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [١٢].