؟ ثلاث في ضمانِ الله: رجلٌ خرج إلى مسجد من مساجد الله، ورجل خرج غازيًا في سبيل الله، ورجل خرج حاجًّا.
والاستغفار والتوبة - وكلها من أعمال الحج - من الأسباب التي تجلب الرزق....!!
والحمد لله رب العالمين.
الجمعة 06 نوفمبر 2015 الرحلة إلى الديار المقدسة أمنية كل مسلم، وزيارة بيت الله الحرام مرام كل موحد، وكم تتطلع نفوس أهل الإسلام إلى زيارة قبلة المسلمين، وتشتاق نفوسهم إلى مهوى الأفئدة، ومنبع الإسلام، مكة المكرمة، حيث بزغت شمس الرسالة المحمدية، وأشرق نور الإسلام، ويتضاعف الشوق شوقاً، وتزيد القلوب تطلعاً إلى بيت الله الحرام إذا صاحب الرحلة التنافس في حفظ كتاب الله تعالى، والمشاركة في المسابقة بإتقان كلام المولى سبحانه، فهنا تتأجج المشاعر حباً صادقاً لكعبة الله، وأداء المناسك، والظفر بتدارس كلام المولى في أطهر البقاع، وأقدس الأماكن. بداية يقول المتدرب محمد الكواري من البحرين: كل إنسان يشتاق إلى مكة المكرمة فقد جعلها الله عز وجل مهوى الأفئدة، فإذا أضيف إلى شرف المكان شرف المقصد بأداء العمرة، ثم بعد ذلك التنافس في كتاب الله عزَّ وجل في حفظه وترتيله والالتقاء بأهل القرآن من كل مكان على اختلاف اللغات واختلاف البلدان، فهذا شرف عظيم، ومكسب كبير. وأضاف: الإسلام يجمع أهله من كل مكان، لا تفرق بينهم لهجة ولا تفرق بينهم لغة ولا جنس ولا لون، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، والمملكة العربية السعودية لها قصب السبق في خدمة أهل الإسلام.
بل إن سماع التكبير من الحجاج والتلبية، مما يذيب القلوب القاسية؛ لو تأملوا ما فيها من جمال الامتثال، وسرعة الإقبال على ذي الجلال؛ حبًّا وتعظيمًا، وشوقًا وتقديمًا. ويزداد هذا الشعور في أيامنا لما وقع مِن بلاء جائحة كورونا: والتي على إثرها اتخذت إجراءات مِن القائمين على المناسك بعدم السماح بالحج من خارج المملكة، فقَلَّت فرص الحج زيادة على ما يكون من تكاليف باهظة لمَن أراد الحج، لكن الله -عز وجل- كريم وَهَّاب. كم سمعنا عن أناسٍ تيسَّر لهم الحج من حيث لا يحتسبون؛ كانوا في ضيقٍ من العيش وانعدام الاستطاعة، ما يجعل المرء يكاد يجزم بأنهم لن يحجوا، ولكن أكرمهم الله ويسره لهم، وهذا مما يبعث الأمل ويجدد الشوق. كذلك إن الله -عز وجل- ينظر إلى القلوب، فمَن حَنَّ بصدقٍ واشتاق، وسعى بقدر استطاعته ونوى، فالله -عز وجل- يكافئه على نيته، وهو كالذين قال الله فيهم: ( وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) (التوبة:?? ). كلمات شوق لبيت الله الحرام الجزء. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الفقراء الذين حُرِموا هذا الجهاد: ( إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا، مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: ( وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ العُذْر) (متفق عليه).
لا تأخذكم في الله لومة لائم)) [7]. روى الإمام البخاري رحمه الله: (أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح، ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه،.. فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (( أتكلمني في حد من حدود الله؟))، قال أسامة: فاستغفر لي يا رسول الله. من نتائج فتح مكة المكرمة. فلما كان العشي قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا، فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: (( أما بعد فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والذي نفس محمد بيده، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت؛ لقطعت يدها))، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة، فقُطعت يدها) [8].
[9] بتصرف، مقال بعنوان: الفتح المبين: الأستاذ عبد الغفار الباز محمد ص 645، مجلة الأزهر ج1 سنة 45 1393هـ 1973م. [10] سبق تخريجه ص 133، و(لا) في الحديث إما نافية أو ناهية، فأما إذا كانت نافية فمعنى الحديث: (أي لا تعود دار كفر يغزي عليه، أو لا يغزوها الكفار أبدا. إذ المسلمون غزوها مرات غزوها زمن يزيد بن معاوية بعد موقعة الحرة، وزمن عبد الملك بن مروان مع الحجاج وبعده، على أن من غزاها من المسلمين لم يقصدوها ولا البيت، وإنما قصدوا ابن الزبير مع تعظيم أمر مكة). ولو رويت بلا الناهية؛ فلا تحتاج إلى تأويل. بتصرف، تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي: الإمام الحافظ محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري 5/ 236، الناشر محمد عبد المحسن الكتبي ط: بدون. [11] بتصرف، صحيح مسلم بشرح النووي 12/ 140، وانظر مجلة المنهل شهر محرم وصفر 1374 مقال بعنوان: فتح مكة: الأستاذ عبد الوهاب آشي. [12] انظر دراسة في السيرة ص 242. [13] بتصرف، فقه السيرة: د. محمد سعيد رمضان البوطي ص 369، دار الفكر للطباعة والنشر ط: 8، 1400هـ 1980م. [14] بتصرف، مقال بعنوان: الفن الحربي الإسلامي في فتح مكة: الأستاذ محمد جمال الدين محفوظ ص 20، مجلة الدارة العدد الثالث السنة الثامنة 1403 هـ.