موقع شاهد فور

القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة الزمر - الآية 29

June 29, 2024

ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29) ثم قال: ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون) أي: يتنازعون في ذلك العبد المشترك بينهم ، ( ورجلا سلما لرجل) أي: خالصا لرجل ، لا يملكه أحد غيره ، ( هل يستويان مثلا) أي: لا يستوي هذا وهذا. كذلك لا يستوي المشرك الذي يعبد آلهة مع الله ، والمؤمن المخلص الذي لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له. فأين هذا من هذا ؟ قال ابن عباس ، ومجاهد ، وغير واحد: هذه الآية ضربت مثلا للمشرك والمخلص ، ولما كان هذا المثل ظاهرا بينا جليا ، قال: ( الحمد لله) أي: على إقامة الحجة عليهم ، ( بل أكثرهم لا يعلمون) أي: فلهذا يشركون بالله.

  1. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الزمر - القول في تأويل قوله تعالى " ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل "- الجزء رقم21
  2. قال تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ - الكلم الطيب

إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الزمر - القول في تأويل قوله تعالى " ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل "- الجزء رقم21

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

قال تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ - الكلم الطيب

وسلما وسلما مصدران ، والتقدير: ورجلا ذا سلم ، فحذف المضاف و " مثلا " صفة على التمييز ، والمعنى هل تستوي صفاتهما وحالاهما. وإنما اقتصر في التمييز على الواحد لبيان الجنس. الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون الحق فيتبعونه.

ضرب سبحانه مثلاً يوضح الفرق بين المشرك المتردد بين عدة آلهة لا يدري من يرضي و إلى من يتقرب كعبد له سادة مشتركون في ثمنه و متنازعون في أوامرهم, حتى أنه لا يدري من يرضي منهم و إلى من يتقرب. بينما المؤمن المستقيم على أمر الله مطمئن الفؤاد ثابت على الصراط, مهتد إلى أمر الله, كعبد لسيد واحد يعرف سيده و يوقر أوامره و يعرف طريقة إرضائه, و في المقابل يرضى عنه سيده و يمنحه من العطايا ما يطمئن له فؤاده و يرتاح معه باله. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الزمر - القول في تأويل قوله تعالى " ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل "- الجزء رقم21. لا يستوي المثلان أبداً. و في نهاية المطاف فالكل ميت و الكل سيلقى الله ليحكم بين أهل الإيمان و أهل الشرك و الكفران.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]