(أَوَّلَ) ظرف زمان منصوب (مَرَّةٍ) مضاف إليه (وَلِيُتَبِّرُوا) معطوف على ليدخلوا وإعرابه مثله (ما) موصولية مفعول به (عَلَوْا) ماض وفاعله والجملة صلة (تَتْبِيراً) مفعول مطلق. وقوله: { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها} من جملة المقضي في الكتاب مما خوطب به بنو إسرائيل ، وهو حكاية لما في الإصحاح التاسع والعشرين من كتاب أرميا «وصلُّوا لأجلها إلى الرب لأنه بسلامها يكون لكم سلام». وفي الإصحاح الحادي والثلاثين «يقول الرب أزرعُ بيت إسرائيل وبيتَ يَهوذا ويكون كما سهرِتُ عليهم للاقتلاع والهدم والقَرض والإهلاك ، كذلك أسْهَر عليهم للبناء والغرس في تلك الأيام لا يقولون: الآباء أكلوا حِصْرِماً وأسنان الأبناء ضَرِستْ بل كل واحد يموت بذنبه كل إنسان يأكل الحِصْرِم تَضرِس أسنانُه». اعراب سورة الإسراء الأية 7. ومعنى { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} أننا نرد لكم الكرة لأجل التوبة وتجدد الجيل وقد أصبحتم في حالة نعمة ، فإن أحسنتم كان جزاؤكم حسناً وإن أسأتم أسأتم لأنفسكم ، فكما أهلكنا مَن قبلكم بذنوبهم فقد أحسنا إليكم بتوبتكم فاحذروا الإساءة كيلا تصيروا إلى مصير مَن قبلكم. وإعادة فعل { أحسنتم} تنويه فلم يقل: إن أحسنتم فلأنفسكم. وذلك مثل قول الأحوص: فإذا تَزول تزول عن مُتخمّط... تُخشى بوادِره على الأقرانِ... قال أبو الفتح ابن جني في شرح بيت الأحوص في الحماسة: إنما جاز أن يقول ( فإذا تَزولُ تزول) لِما اتصل بالفعل الثاني من حرف الجر المفادة منه الفائدة.
وجملة: ألزمنا (كلّ إنسان... وجملة: (ألزمناه... وجملة: (نخرج... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة ألزمنا كلّ.. وجملة: (يلقاه... ) في محلّ نصب نعت ل (كتابا). 14- (اقرأ) فعل أمر، والفاعل أنت (كتابك) مفعول به منصوب، والكاف ضمير مضاف إليه (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (الباء) حرف جرّ زائد (نفسك) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل كفى، والكاف مثل الأول (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (كفى)، (على) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حسيبا) وهو تمييز منصوب. وجملة: (اقرأ... ) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل نخرج أي قائلين اقرأ.. وجملة: (كفى بنفسك... ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (طائره)، الطائر معروف، وصيغته فاعل من طار، وهنا جاء بمعنى العمل أو كتاب الأعمال على الاستعارة، أو هو كناية عمّا قدّر اللّه هو لازم للمرء وأصل إليه غير منحرف عنه. (عنقه)، اسم جامد للعضو المعروف، وزنه فعل بضمّتين. (منشورا)، اسم مفعول من نشر الثلاثيّ، وزنه مفعول. البلاغة: 1- المجاز: في قوله تعالى: (وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً). إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الإسراء - قوله تعالى إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم- الجزء رقم8. فهو مجاز بعلاقة السببية، أو الاسناد مجازي، كما في- نهاره صائم- والمراد يبصر أهلها، والاسناد إلى النهار مجازي أيضا، من الاسناد إلى السبب العادي، والفاعل الحقيقي هو الله تعالى.
والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا.. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) الثاني.. والمصدر المؤوّل (أن تعلموا.. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) الثاني ومعطوف على المصدر الأول. الواو عاطفة (كلّ) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده (شيء) مضاف إليه مجرور (فصّلناه) مثل جعلنا والهاء ضمير مفعول به (تفصيلا) مفعول مطلق منصوب. جملة: (جعلنا الليل... وجملة: (محونا... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا الليل. وجملة: (جعلنا) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة محونا. وجملة: (تبتغوا... وجملة: (تعلموا... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. وجملة: فصّلنا (كلّ شيء... وجملة: (فصّلناه... ) لا محلّ لها تفسيريّة. 13- الواو عاطفة (كلّ إنسان ألزمناه) مثل كلّ شيء فصّلناه (طائره) مفعول به ثان منصوب.. والهاء مضاف إليه (في عنقه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من طائره.. والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (نخرج) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نخرج)، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (نخرج)، (القيامة) مضاف إليه مجرور (كتابا) مفعول به منصوب (يلقاه) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. والهاء ضمير مفعول به، والفاعل هو أي كلّ إنسان (منشورا) حال من الضمير الغائب منصوب.
المسألة الثانية: جواب قوله: ( فإذا جاء) محذوف تقديره: فإذا جاء وعد الآخرة بعثناهم ليسوءوا وجوهكم وإنما حسن هذا الحذف لدلالة ما تقدم عليه من قوله: ( بعثنا عليكم عبادا لنا) [ الإسراء: 5] ثم قال: ( ليسوءوا وجوهكم) وفيه مسألتان: المسألة الأولى: يقال: ساءه يسوءه أي: أحزنه ، وإنما عزا الإساءة إلى الوجوه ؛ لأن آثار الأعراض النفسانية الحاصلة في القلب إنما تظهر على الوجه ، فإن حصل الفرح في القلب ظهرت النضرة والإشراق والإسفار في الوجه. وإن حصل الحزن والخوف في القلب ظهر الكلوح والغبرة والسواد في الوجه ، فلهذا السبب عزيت الإساءة إلى الوجوه في هذه الآية ، ونظير هذا المعنى كثير في القرآن. المسألة الثانية: قرأ العامة: ليسوءوا على صيغة المغايبة ، قال الواحدي: وهي موافقة للمعنى وللفظ.
والحمد لله ربِّ العالمين الشيخ محمد صنقور 16 / شعبان المعظّم / 1442هـ 30 / مارس / 2021م 1 - سورة الإسراء / 7. 2 - سورة فصلت / 46. 3 - سورة البقرة / 134. 4 - سورة البقرة / 134. 5 - سورة الأنعام / 104. 6 - سورة الزمر / 41. 7 - تفسير جوامع الجامع -الطبرسي- ج2 / ص361. 8 - سورة غافر / 52.
ثم قال تعالى: ( وليتبروا ما علوا تتبيرا) يقال: تبر الشيء تبرا إذا هلك وتبره أهلكه. قال الزجاج: كل شيء جعلته مكسرا ومفتتا فقد تبرته ، ومنه قيل: تبر الزجاج وتبر الذهب لمكسره ، ومنه قوله تعالى: [ ص: 128] إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون) [ الأعراف: 139] وقوله: ( ولا تزد الظالمين إلا تبارا) [ نوح: 28]. وقوله: ( ما علوا) يحتمل ما غلبوا عليه وظفروا به ، ويحتمل ويتبروا ما داموا غالبين ، أي: ما دام سلطانهم جاريا على بني إسرائيل ، وقوله: ( تتبيرا) ذكر للمصدر على معنى تحقيق الخبر وإزالة الشك في صدقه كقوله: ( وكلم الله موسى تكليما) [ النساء: 164] أي: حقا ، والمعنى: وليدمروا ويخربوا ما غلبوا عليه.