موقع شاهد فور

منفوحة وأميرها (عبد العزيز بن سليمان بن عثمان بن سيف)

June 30, 2024

لقد بدأت باكورة الصراع بين "بكر" و"تميم" لإثبات السيطرة على مناطق الرعي وآبار المياه، وبتحريض فارسي توالت الحروب بين القبيلتين حتى تجاوزت 42 يوماً، وكان العرب يسمون حروبهم بـ"الأيام" ، ذكرها ابن الكلبي ، وضمنها رواة الأخبار في كتاب "أيام العرب فى الجاهلية، وكانت من أشهر تلك الحروب ، يوم "النباج" ، ويوم "مبايض"، و"يوم الصليب" ، و"يوم الوقيط" وغيرها من الأيام. بكر بن وائل. ظلت الانتصارات والهزائم تتوالى بين الفريقين، فعقدت قبيلة بكر بن وائل تحالفا بين عشائرها وأسرها الممتدة في أنحاء الجزيرة العربية من أواسط نجد لأطراف العراق لمواجهة أطماع "التميميون" وسُمى هذا الحلف "حلف اللهازم". انتصار العرب على الفرس فى "ذى قار" لم تتوقف الأيادي الفارسية العابثة بين قبائل الخليج فى تلك الفترة، فقد كان همها الأكبر تأمين تجارتها البحرية، وضمان المقدرات المالية للخليج للسيطرة على طريق البخور وصناعة اللؤلؤ، لذا فقد كان إذكاء الصراع بين البكريين والتميميين أولوية كبيرة للأكاسرة. لم يكن هناك طريق لإصلاح ذات البين بين بكر وتميم سوى التنصل من الفرس ونبذ سلطة الأكاسرة على الخليج، وهو ما قام به التميميون بالفعل حين أغاروا على قوافل تجارية لكسرى أنو شروان كانت في طريقها إلى اليمن ، فأقسم بنيرانه المقدسة على الانتقام من بني تميم، وكانت تلك السنة مجدبة حيث انتشر بها الجوع، فدعاهم عامل كسرى على بلاد البحرين إلى وليمة فأقبلوا أفرادًا وجماعات ، وكان يؤمر بقتل كل من يدخل حصن الوالي ، وعُرف ذلك اليوم بيوم "الصفقة" أو "اللطيمة".

  1. جريدة الرياض | نسب قبيلة عنزة ووائل!
  2. بكر بن وائل - ويكيبيديا
  3. «ذي قار» .. أول انتصارات العرب على الفرس في ملحمة سينمائية | صحيفة الاقتصادية

جريدة الرياض | نسب قبيلة عنزة ووائل!

فرض قرار "المقاطعة" الذي تبنته مصر وعدد من الدول العربية لقطر، النظر في تاريخ "الدوحة" التي نبتت على وقع الفتن وشق الصف منذ ماضي العرب المنطوي في الجاهلية، وحتى حاضرهم المثقل بالأزمات العاصفة. قطر في "الجاهلية" جولة صغيرة عبر "قطار التاريخ" توضح لنا كيف ارتبط الموقع الجغرافي لتلك الدويلة بحروب العرب في الجاهلية، فلم تكن الجزيرة العربية آنذاك سوى صحراء مترامية الأطراف تسكنها قبائل متناحرة، عدنانية حجازية في الشمال، وقحطانية يمنية في الجنوب، وبين الشمال والجنوب ، كانت أعين "الفرس" و"الروم"، وهما أكبر قوتين عالميتين آنذاك تنظران بعين الطمع لجزيرة العرب من أجل فرض السيطرة وإثبات النفوذ. وفى الشرق حيث "الخليج" الذي تسيطر عليه إمبراطورية فارس، لم تكن "قطر" سوى بلدة صغيرة تضيع بين قرى بلاد البحرين، التي نزلتها قبائل عبد القيس، وبكر بن وائل، وتميم على أطراف الخليج، وكان ملوك الفرس"إيران الحالية" يعملون على تأليب الفتن بين تلك القبائل، فبدا الصراع عنيفا بين قبيلتي"بكر بن وائل" و"تميم"، دون أن يعرف أحد آنذاك أن أبناء بكر سيصبحون ملوك المملكة العربية السعودية، وأبناء تميم سيصيرون حكاما لدويلة "قطر" ويتجدد الصراع بعد 1600 عام بدعم إيراني لأمير الدوحة.

بكر بن وائل - ويكيبيديا

وقد أورد كتاب السير مثل ابن اسحق وابن هشام والواقدى أن الرسول رفض دعوة "تميم" بالدعاء على بنى بكر ، لكثرة ما دار بينهما من حروب في الجاهلية، وقد أكد الرسول فى أكثر من مرة أن دماء الجاهلية متروكة، حيث قال فى خطبة الوداع:" ألا إنَّ كلَّ شيٍء من أمرِ الجاهليةِ تحتَ قدمي موضوعٌ ، ودماءُ الجاهليةِ موضوعةٌ ، وأولُ دمٍ أضعُه من دمائِنا دمُ ربيعةَ بنَ الحارثِ بنِ عبدِ المطلبِ، وربا الجاهليةِ موضوعٌ ، وأولُ ربًا أضعُ من رِبَانَا ربا العباسِ بنِ عبدِ المطلبِ ". وبإسقاط الماضي القديم على الواقع الحالي ، فقد كان موقع "قطر" مرادفا للحروب والفتن بين قبائل العرب في الجاهلية، ومركزا للأطماع الخارجية وتدخل القوى الإقليمية في منطقة الخليج وجزيرة العرب.

«ذي قار» .. أول انتصارات العرب على الفرس في ملحمة سينمائية | صحيفة الاقتصادية

الرسول بين "بكر" و"تميم" ومع ظهور الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانتشار الرسالة، كانت النعرات القبلية واضحة بين العرب عامة، وبخاصة تلك القبائل التي سالت بينها الدماء وفى مقدمتهم "بكر" و"تميم"، فحينما التقى النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ بوفد بكر ،اصطحب معه أبوبكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ لعلمه بأنساب العرب، في حديث طويل نقله ابن كثير عن الإمام على ـ كرم الله وجهه ـ في البداية والنهاية انتهى ذلك الحديث بدعوة النبي لقبيلة "بكر" بالنصر حين كانوا يحاربون الفرس فى ذى قار، حيث قال صلى الله عليه وسلم:" أدعوا لأخوانكم من ربيعة، فقد أحاطتهم اليوم أبناء فارس". بكر بن وائل - ويكيبيديا. أما وفد "تميم" فقد جاء الى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في السنة التاسعة من الهجرة يتقدمهم الأقرع بن حابس والزبرقان بن بدر، فلما وصلوا المسجد نادوا:"أخرج إلينا يا محمد"فآذى ذلك الرسول محمد من صياحهم ، ونزلت فيهم الآية " إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ "، فخرج إليهم ، فقالوا‌:‌ "يا محمد جئناك نفاخرك ، فأذن لشاعرنا وخطيبنا" فأذن لهم الرسول. فوقف خطيبهم عطارد بن حاجب مفاخرا ، فأمر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثابت بن قيس، فرد عليه، وقام شاعرهم الزبرقان بن بدر مادحا قومه، فجرد له النبي شاعره حسان بن ثابت ، فكانت خطب الصحابة وأشعارهم أقوى ، حينها قال الأقرع بن حابس ـ سيد بني تميم ـ ‌:‌ "وأبى.. إن هذا الرجل ـيقصد الرسول ـ لمؤتى له ، لخطيبه أخطب من خطيبنا ، ولشاعره أشعر من شاعرنا ، ولأصواتهم أحلى من أصواتنا" ، فلما فرغ القوم أسلموا.

هذا وقد استمر الأمير عبد العزيز بن سيف في إمارتها حتى عام 1374هـ. وهذا يعني أنه قد تبوأ إمارتها ما يقرب من تسع عشرة سنة - رحمه الله رحمة الأبرار - حيث أصبحت هذه الديرة تنضم تحت راية العاهل السعودي الفذ الملك سلمان بن عبد العزيز - أمد الله في عمره - حينما دخلت البلدان القديمة، والدويرات التليدة - تحت قيادته حينما كان أميراً زاهراً من أمراء الرياض الشماء.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]