موقع شاهد فور

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النازعات - الآية 34

June 26, 2024

ثم أخبرَ تعالى أنَّ الكفارَ يَسألونَ مُستبعدين عن الساعةِ وهي القيامة متى؟ متى مُرْسَاها؟ متى وقت رُسُوئِها ووقوعها؟ {أَيَّانَ مُرْسَاهَا}؟ قال الله: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} يعني: ما عندكَ مِن علمها شيء، فميعادُ الساعةِ لا يعلمُهُ إلا الله، لا يعلمُها مَلَكٌ مُقرَّبٌ ولا نبي مرسل، كما قال النبي لجبريل: (ما المسؤولُ عنها بأعلمَ مِن السائلِ) {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}.

سورة النازعات (3) من قوله تعالى {فإذا جاءت الطامة الكبرى} الآية 34 إلى قوله تعالى {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} الآية 46 - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك

{فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ (36)} [النازعات] { فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ}: إذا قامت القيامة وبدأت وقائعها الكبرى, يومئذ يتذكر كل إنسان ما قدمت يداه من خير أو شر وهو يدرك تماماً في أي طريق كان سعيه في الدنيا, وساعتها تبرز الجحيم لمن يرى ولا ينفع صاحب ندم ندمه. قال تعالى: { فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ (36)} [النازعات] قال السعدي في تفسيره: أي: إذا جاءت القيامة الكبرى، والشدة العظمى، التي يهون عندها كل شدة، فحينئذ يذهل الوالد عن ولده، والصاحب عن صاحبه وكل محب عن حبيبه. { { يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى}} في الدنيا، من خير وشر، فيتمنى زيادة مثقال ذرة في حسناته، ويغمه ويحزن لزيادة مثقال ذرة في سيئاته. سورة النازعات (3) من قوله تعالى {فإذا جاءت الطامة الكبرى} الآية 34 إلى قوله تعالى {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} الآية 46 - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك. ويعلم إذ ذاك أن مادة ربحه وخسرانه ما سعاه في الدنيا، وينقطع كل سبب ووصلة كانت في الدنيا سوى الأعمال. { { وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى}} أي: جعلت في البراز، ظاهرة لكل أحد، قد برزت لأهلها، واستعدت لأخذهم، منتظرة لأمر ربها.

وعن ابن عباس أيضا والضحاك: أنها القيامة; سميت بذلك لأنها تطم على كل شيء ، فتعم ما سواها لعظم هولها; أي تقلبه. وفي أمثالهم:جرى الوادي فطم على القري.... والطم: الدفن والعلو. وقال القاسم بن الوليد الهمداني: الطامة الكبرى حين يساق أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار. وهو معنى قول مجاهد: وقال سفيان: هي الساعة التي يسلم فيها أهل النار إلى الزبانية). والأقوال متقاربة ومؤداها واحد. والله أعلم

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]