موقع شاهد فور

ومن يعظم شعائر الله، العيد فرحه،يسعد صباحكم بكل خير - Youtube

June 28, 2024

تاريخ الإضافة: 4/9/2019 ميلادي - 5/1/1441 هجري الزيارات: 34371 تفسير: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) ♦ الآية: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الحج (32). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ يستسمن البُدن {فإن ذلك من} علامات التقوى. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ذَلِكَ ﴾؛ يعني: الذي ذكرت من اجتناب الرجس وقول الزور، ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾، قال ابن عباس: ﴿ شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ البُدن والهدي، وأصلها من الإشعار وهو إعلامها ليعرف أنها هدي، وتعظيمها استسمانها واستحسانها، وقيل: ﴿ شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ أعلام دينه، ﴿ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾؛ أي: فإن تعظيمها من تقوى القلوب. تفسير القرآن الكريم مرحباً بالضيف

ومن يعظم شعائر الله فَإِنَّهَا من تقوى القلوب

ليس الحج رحلة ترفيه، ولا مغامرة يحسب لها المسلم ألف حساب كيف ينجو ويعود، ولا مجرد أداء فرض وركن من أركان الإسلام، بل هو رحلة إلى الله تعالى، يستشعرها من حين مغادرته أهله، والعيش في أيام كاملة معظما له سبحانه، متنقلا من مشعر إلى آخر، مستذكرا تاريخ أمم وأنبياء، وسيرة عطرة للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ومن سار على نهجه حتى يومنا هذا، يجمعهم مكان واحد، يخيّل لكل حاج أنه ربما لامست قدمه مكانا داسه الرسول صلى الله عليه وسلم، وغيره من العلماء والشهداء والصالحين عبر التاريخ. هي رحلة اليقين بالله ربا خالقا رازقا قادرا، وإلها لا يستحق أحد غيره التوجه والقصد إليه سبحانه، متفردا بصفات الكمال والجمال، فلطالما أشغلتنا عنه دنيانا وروتين حياتنا وكثرة الملهيات، فنأخذ جرعة من الإيمان واليقين به سبحانه، لعلها تبقى إلى الأبد مشعل نور الهداية التي لا يمكن أن يعتريها تشويه أو نقص. إنها دعوة من الله لعباده، الحجاج منهم وغيرهم، أن يعظموا شعائر الله، فمن يعظمها فهي علامة على التقوى ومحلها القلب، إنه تعظيم شعائر الله، فلا يستهين بشيء منها، خاصة في زمن يستهزئ بعض الناس بها، ولا يقصّر في أداء شيء منها، فالذي شرعها هو الله تعالى، الذي يريد بالإنسان خيرا في دنياه وآخرته، ليستقيم أمره، ولا تخطفه الأهواء ولا الشبهات ولا الشهوات.

ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب

هي دعوة لتعظيم شعائر الله في الحج وغيره، في حياتنا كلها، ليستيقن المؤمن أن ما جاء من عند الله من أمر أو نهي في المجالات كلها، في القرآن أو على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو حق وخير، أدركنا ذلك أم لم ندركه، علمنا حكمته أم جهلناها، فالعبادات على وجه التخصيص لا تُعَلل، وإن كانت حكمة معظمها معلومة تتفق عليها العقول السليمة، وصدق الله إذ يقول: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخِيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا"، فمجرد رد الأمر على الآمر فهو علامة على العصيان، لذلك حذر الله منه لأنه يقود إلى الضلال المبين. هي رسالة إلى كل مسلم ومسلمة، من أراد أن يستشعر حقيقة التقوى في قلبه، فليعظم شعائر الله، يعلي شأنها، يحافظ عليها، يقدرها قدرها، يهتم بها، ويورث ذلك لأولاده،، فهي شعائر الله سبحانه.

لا بد من تعظيم شعائر الله تعالى كلها ولا نستهين بها تصورا وعملا: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ…" (الأحزاب، الآية 36)؛ "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ…" (الحجرات، الآية 1). ومفهوم الآيتين على العموم، هو الانقياد والاستسلام وعدم المراجعة والتكاسل والتحايل فيما أمر الله به. وهذا فيصل بين المؤمن الحقيقي العارف بالله تعالى، وبين المتردد المتثاقل، فضلا عن المنكر الجاحد. فالأصل في شعائر الله عموما، وهي العبادات على وجه التخصيص، أن تُعظَّم ويُعتنى بها. فهي أركان، والبناء بلا أركان لا يقوم، ولا يمكن لنا أن نكون مسلمين حقا من دون أدائها، بل بإعطائها الاهتمام كله. ولذلك، نجد القرآن يعظم من شأن الصلاة والزكاة والصيام والحج؛ الأعمال الرئيسة إضافة إلى الخضوع والعبادة بالمفهوم الشامل. إذ تفيد شهادة التوحيد أن لا معبود بحق إلا الله تعالى، فلا إله غيره ولا رب سواه، وأن محمدا عبده ورسوله، تلقى هذه الرسالة منه سبحانه، أيده بالمعجزة الخالدة، فلا حجة للناس على الله بعد الرسل.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]