موقع شاهد فور

الاستقامة - طريق الإسلام

June 2, 2024

والمعنى: يا من آمنتم اتقوا الله، وجددوا إيمانكم دائماً كلما طرأ عليه ما يعكر صفوه من هواجس النفس أو وساوس الشيطان، وغير ذلك. فعلى المؤمن أن يتعهد قلبه بالتنقية والتطهير، والإصلاح والتقويم، ويشرك لسانه مع قلبه في التعبير عن إيمانه بالله، وإخلاصه له في الطاعة، فاللسان ترجمان القلب يفصح عما فيه غالباً، ويقر بما يقر به، ويأتي العمل مصدقاً لهما. قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ | موقع نصرة محمد رسول الله. لذا قالوا في تعريف الإيمان: هو اعتقاد بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح. والعقيدة الصحيحة لا تستقر إلا في قلب طاهر نظيف، خال من شوائب الشرك، ونزعات الهوى، وظلمة التقليد الأعمى. قال تعالى: { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (سورة الشعراء: 88: 89). وقد أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يعبر عن سلامة قلبه - ولا قلب أسلم من قلبه – بقوله – جل شأنه – في سورة الأنعام: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِى رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} (سورة الأنعام: 162-164).

  1. قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ | موقع نصرة محمد رسول الله

قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ | موقع نصرة محمد رسول الله

وهذا الحديث قد اشتمل على خصال الخير كلها، وأحاط بجميع شعب الإيمان، فكان وصية الوصايا كلها، فكل الوصايا القرآنية, والنبوية تندرج تحتها، وتنبع منها، وتصب فيها. وهذه الوصية قبس من الوصايا التي أوصاه الله بها في سورة هود، وسورة الشورى. قال تعالى في سورة هود: { فَاسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (سورة هود: 112). قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع القرآن آية كانت أشد ولا أشق عليه من هذه الآية. وقال في سورة الشورى: { فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَقُلْ ءَامَنتُ بِمَآ أَنْزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (سورة الشورى: 15). أي فلذلك التفرق الذي حدث لأهل الكتاب ومن على شاكلاتهم أمرناك أن تدعو الناس إلى الحنيفية السمحة مستقيماً على الطريقة المثلى التي بيناها لك، والصراط المستقيم الذي هديناك إليه، ولا تلتفت إلى أهل الكتاب ولا تقف طويلاً معهم فهم أهل شُبه، وضلالات، وأهواء جامحة، وقل بقلبك ولسانك آمنت بما أنزل الله من كتاب سماوي سابق لهذا الكتاب الذي بين يدي.

وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ النَّجاةِ في الاعتصامِ باللهِ والاستقامةِ على طَريقِه. وفيه: التَّحذيرُ مِن خُطورةِ اللِّسانِ، والحثُّ على توَقِّي الكلامِ إلَّا فيما يُفيدُ.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]