موقع شاهد فور

الرضا بالقضاء والقدر معناه

June 28, 2024
مَعانٍ خَفيّة، وَحقائق جَليّة في الحكَم الربَانيّة، فالرضَا بقضَاء الله وَقدرهِ هُو بَابُ الله الأعظَم، وَجنة الدُنيَا، وَراحة الصَابرينِ المُحتسبينَ، جَفّت الأقلام، ورُفعت الصُحف، وقُضي أمرُ الله، فالذي يُصيبنا لَم يَكن ليِخطئنَا، وَمَا أخطَأنا لَم يَكن ليصيبنَا، قَال الله تَعالى في كتابهِ الكَريم، في سُورة الحَديد، آية رقم (22) "مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا".

مفهوم القضاء والقدر - موضوع

2- الإرداة والمشيئة إن كل ما يجري في هذا الكون فهو بمشيئة الله، سبحانه وتعالى، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يخرج عن إرادته الكونية شيء. ومن الأدلة في القرآن الكريم: قال تعالى: " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " (يس: 82). أي: إنما يأمر بالشيء، أمراً واحداً لا يحتاج إلى تكرار. وفي قوله تعالى: "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً " (هود: 118). الرضا بالقضاء والقدر. وورد في الحديث النبوي: عن أبي موسى الأشعري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل أو طلبت إليه حاجة قال: اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء. 3- الكتابة تبرز لنا آيات وأحاديث القضاء والقدر عظمة الخالق وحسن تقديره لحياة الخلق ومراتب الميزان الإلهي، فهو المعطي والمانع والغائب والشاهد ومقدر الأقدار وهي أن الله تعالى كتب مقادير المخلوقات، والمقصود بهذه الكتابة الكتابة في اللوح المحفوظ، وهو الكتاب الذي لم يفرط فيه الله من شيء، فكل ما جرى ويجري فهو مكتوب عند الله وأدلة هذه المرتبة كثيرة نذكر منها: قوله تعالى:" مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ " (الأنعام: 38) ، على أحد الوجهين، وهو أن المقصود بالكتاب هنا اللوح المحفوظ، فالله أثبت فيه جميع الحوادث، فكل ما يجري مكتوب عند الله في اللوح المحفوظ.

الرضا بالقضاء والقدر

ودليل هذه المرتبة قوله: لولا الله ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا، فإنها دليل على أن الله هو خالق العباد وأفعالهم ومنها: الهداية، والصدقة، والصلاة. تبرز لنا آيات وأحاديث القضاء والقدر عظمة الخالق وحسن تقديره لحياة الخلق ومراتب الميزان الإلهي، فهو المعطي والمانع والغائب والشاهد ومقدر الأقدار لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.

‬ويعينه على الصبر في‮ ‬المصيبة‮. ‬فقد كان‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ ‬يقول‮: «‬اللهم إني‮ ‬أعوذ بك من العجز والكسل،‮ ‬والجبن والهرم،‮ ‬وأعوذ بك من عذاب القبر،‮ ‬وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات‮». ‬والعجز الذي‮ ‬كان النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ ‬يتعوذ منه‮: ‬هو عدم القدرة على فعل الواجبات‮.. ‬أما الكسل‮: ‬فهو التثاقل والفتور والتواني‮ ‬عن الواجبات‮.. ‬وأما الجبن‮: ‬فهو ضعف القلب أو الخوف مما سوى الله تعالى،‮ ‬وأما الهرم‮: ‬فهو أقصى الكبر من الشيخوخة المقعدة التي‮ ‬لا علاج لها‮. ‬وأما فتنة المحيا‮: ‬فهي‮ ‬كل ما‮ ‬يعرض للإنسان في‮ ‬مدة حياته من الركون إلى الدنيا وشهواتها وجهالاتها‮. ‬وأما فتنة الممات‮: ‬فهي‮ ‬ما‮ ‬يصرف الإنسان عن ربه في‮ ‬نهاية الأجل في‮ ‬الدنيا‮. ‬والعياذ بالله تعالى‮. ‬ «جَهْدُ البلاء ودَرْكُ الشقاء» ويضيف: كان رسول الله‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ ‬يتعوذ من جهد البلاء‮. ‬ودرك الشقاء‮. ‬وسوء القضاء‮. ‬وشماتة الأعداء‮.. ‬ومعنى جهد البلاء‮: ‬حالة الذروة من الفتنة التي‮ ‬قد‮ ‬يتمنى فيها الموت‮. ‬وقال بعض العلماء‮: ‬جهد البلاء قلة المال وكثرة العيال‮.. ‬وأما درك الشقاء الذي‮ ‬كان النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ ‬يتعوذ منه‮: ‬فهو بذل الجهد والطاقة ليس لتحصيل خير ومنفعة وإنما لتحصيل شر ومعصية‮.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]