أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبيد الله المخلدي ، أخبرنا أبو عمرو بن نجيد أخبرنا أبو مسلم ، حدثنا عبد الرحمن بن حماد ، حدثنا ابن عون ، عن محمد بن سيرين قال: سألت عبيدة عن آية من القرآن فقال: اتق الله وقل سدادا ، ذهب الذين يعلمون فيما أنزل القرآن. وأما اليوم فكل أحد يخترع شيئا ويختلق إفكا وكذبا. ملقيا زمامه إلى الجهالة ، غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب [ نزول] الآية. وذلك الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب ، الجامع للأسباب ؛ لينتهي إليه طالبوا هذا الشأن والمتكلمون في نزول [ هذا] القرآن: فيعرفوا الصدق ، ويستغنوا عن التمويه والكذب ، ويجدوا في تحفظه بعد السماع والطلب. من هم الْأَعْرَاب ولماذا وصفهم الله بأنهم "أشد كفرًا ونفاقًا"؟. ولا بد من القول أولا في مبادئ الوحي ، وكيفية نزول القرآن ابتداء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتعهد جبريل إياه بالتنزيل ، والكشف عن تلك الأحوال ، والقول فيها على طريق الإجمال. ثم نفرغ للقول مفصلا في سبب نزول كل آية روي لها سبب مقول ، مروي منقول. والله تعالى الموفق للصواب والسدد ، والآخذ بنا عن العاثور إلى الجدد. [ ص: 7]
الاعراب أشد كفرا ونفاقا سبب النزول، في سورة التوبة في الآية سبعة وتسعون في كتابه العزيز قال تعالى: "الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم"، سنتعرف على من هم الأعراب وبعد ذلك سنتطرق إلى تفسير الآية وسبب نزولها، الأعراب هم من أهل البادية، وهم ليست كل العرب، بل هم المنافقين والذين لا يعرفون إلا القليل بالدين، وهذا يرجع إلى جحودهم لتوحيد الله، وجفائهم، ونفاقهم وقسوة قلويهم أكثر من أهل الحضر، والأمصار، بالرغم من أنهم كانوا يعرفون بالفصاحة والبلاغة أكثر من غيرهم حيث إنهم لا يختلطون بأحد. الاعراب أشد كفرا ونفاقا سبب النزول في الآيات الكريمة وصف للأعراب المنافقين من خارج المدن في المناطق الصحراوية والبعيدة، فوصفهم بأنهم أشد كفرا، وأقسى قلوبا من غيرهم، ونفاقهم أكثر من غيرهم من أهل المدن، وأكثر غلظا، وذلك يرجع لعدم معرفتهم بالدين والسنن، وعدم سماعهم للقرآن، وقلة مشاهدتهم لأهل الخير والصلاح، وأنهم أقل علما بحدود الله من معارف وأحكام عملية، ففرص التعليم عندهم أقل مما يؤثر على تفكيرهم وآرائهم ونظراتهم إلى الأشياء من حولهم، فلا يحق لهم الجهاد أو الغنيمة ولا الشهادة، إلا أن بعض العلماء أجازوها للأعرابي الصالح.
مواضع ذكر الأعراب في القرآن والسنة وردَ ذكر الأعراب في القرآن الكريم بشكل متكرر، ووردَ ذكرهم في السنة النبوية الشريفة، مع اختلاف المعنى المُراد من ذكرهم في كلِّ مرّة، ومن مواضع ذكرِهم في القرآن الكريم ما يأتي: ووردَ ذكرهم في قولِ تعالى: "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" [٤] [٥]. برنامج الخدمات الصحية للهيئة الملكية زيت-شعر-هندي