تفسير الجلالين { الله لطيف بعباده} برهم وفاجرهم حيث لم يهلكهم جوعاً بمعاصيهم { يرزق من يشاء} من كل منهم ما يشاء { وهو القوي} على مراده { العزيز} الغالب على أمره. تفسير الطبري الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { اللَّه لَطِيف بِعِبَادِهِ يَرْزُق مِنْ يَشَاء} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: اللَّه ذُو لُطْف بِعِبَادِهِ, يَرْزُق مَنْ يَشَاء فَيُوَسِّع عَلَيْهِ وَيُقَتِّر عَلَى مَنْ يَشَاء مِنْهُمْ. الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { اللَّه لَطِيف بِعِبَادِهِ يَرْزُق مِنْ يَشَاء} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: اللَّه ذُو لُطْف بِعِبَادِهِ, يَرْزُق مَنْ يَشَاء فَيُوَسِّع عَلَيْهِ وَيُقَتِّر عَلَى مَنْ يَشَاء مِنْهُمْ. ' { وَهُوَ الْقَوِيّ} الَّذِي لَا يَغْلِبهُ ذُو أَيْدٍ لِشِدَّتِهِ, وَلَا يَمْتَنِع عَلَيْهِ إِذَا أَرَادَ عِقَابه بِقُدْرَتِهِ { الْعَزِيز} فِي انْتِقَامه إِذَا انْتَقَمَ مِنْ أَهْل مَعَاصِيه. { وَهُوَ الْقَوِيّ} الَّذِي لَا يَغْلِبهُ ذُو أَيْدٍ لِشِدَّتِهِ, وَلَا يَمْتَنِع عَلَيْهِ إِذَا أَرَادَ عِقَابه بِقُدْرَتِهِ { الْعَزِيز} فِي انْتِقَامه إِذَا انْتَقَمَ مِنْ أَهْل مَعَاصِيه. '
وقيل: هو الذي يقبل القليل ويبذل الجزيل. وقيل: هو الذي يجبر الكسير وييسر العسير. وقيل: هو الذي لا يخاف إلا عدله ولا يرجى إلا فضله. وقيل: هو الذي يبذل لعبده النعمة فوق الهمة ويكفله الطاعة فوق الطاقة؛ قال تعالى: { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} [النحل: 18] { وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} [لقمان: 20]، وقال: { وما جعل عليكم في الدين من حرج { الحج: 78]، { يريد الله أن يخفف عنكم} [النساء: 28]. وقيل: هو الذي يعين على الخدمة ويكثر المدحة. وقيل: هو الذي لا يعاجل من عصاه ولا يخيب من رجاه. وقيل: هو الذي لا يرد سائله يوئس آمله. وقيل: هو الذي يعفو عمن يهفو. وقيل: هو الذي يرحم من لا يرحم نفسه. وقيل. هو الذي أوقد في أسرار العارفين من المشاهدة سراجا، وجعل الصراط المستقيم لهم منهاجا، وأجزل لهم من سحائب بره ماء ثجاجا. وقد مضى في} الأنعام} قول أبي العالية والجنيد أيضا. وقد ذكرنا جميع هذا في (الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى) عند اسمه اللطيف، والحمد لله. { يرزق من يشاء} ويحرم من يشاء. وفي تفضيل قوم بالمال حكمة؛ ليحتاج البعض إلى البعض؛ كما قال: { ليتخذ بعضهم بعضا سخريا} [الزخرف: 32]، فكان هذا لطفا بالعباد.
وفعل ( لَطَف) من باب نصر يتعدى بالباء كما هنا وباللام كما في قوله: { إن ربّي لطيفٌ لما يشاء} كما تقدم في سورة يوسف ( 100). وتقدم تحقيقُ معنى اسمه تعالى اللطيف. وعباده عام لجميع العباد ، وهم نوع الإنسان لأنه جمع مضاف. وجملة يرزق من يشاء} في موضع الحال من اسم الجلالة ، أو في موضع خبر عنه. والرزق: إعطاء ما ينفع. وهو عندنا لا يختص بالحلال وعند المعتزلة يختص به والخلاف اصطلاح. والظاهر: أن المراد هنا رزق الدّنيا لأن الكلام توطئة لقوله: { من كان يريد حرث الآخرة} [ الشورى: 20]. والمشيئة: مشيئة تقدير الرّزق لكل أحد من العباد ليكون عموم اللطف للعباد باقياً ، فلا يكون قوله: من يشاء} في معنى التكرير ، إذ يصير هكذا يرزق من يشاء من عباده الملطوففِ بجميعهم ، وما الرزق إلا من اللطف ، فيصيرُ بعضَ المعنى المفاد ، فلا جرم تعيّن أن المشيئة هنا مصروفة لمشيئة تقدير الرزق بمقاديره. والمعنى: أنه للطفه بجميع عباده لا يترك أحداً منهم بلا رزق وأنه فضل بعضهم على بعض في الرزق جرياً على مشيئته. وهذا المعنى يثير مسألة الخلاف بين أيمة أصول الدّين في نعمة الكافر ، ومِن فروعها رزقُ الكافر. وعن الشيخ أبي الحسن الأشعري أن الكافر غير منعم عليه نعمةً دنيوية لأن ملاذّ الكافر استدراج لمَّا كانت مفضية إلى العذاب في الآخرة فكانت غير نعمة ، ومرادهم بالدنيوية مقابل الدينية.
يرزق من يشاء بغير حساب - YouTube
#shorts.. يرزق من يشاء بغير حساب - YouTube