موقع شاهد فور

الطلاق ثلاث مرات دفعة واحدة

June 30, 2024

الجواب: إذا كان الطلاق كما قلت: بلفظ وبكلمة واحدة قلت: أنت طالق بالثلاث، أو مطلقة بالثلاث، فالذي أفتاك بأنها طلقة واحدة مصيب على الراجح، قد ثبت عن النبي ﷺ من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: أنه كان الطلاق على عهد النبي ﷺ في الطلاق الثلاث كان يجعل واحدة في عهده ﷺ وفي عهد الصديق، وفي أول خلافة عمر  قال ابن عباس: "كان الطلاق على عهد النبي ﷺ وعلى عهد الصديق، وسنتين من خلافة عمر، طلاق الثلاث واحدة". فإذا كنت قلت: طالق بالثلاث، أو مطلقة بالثلاث، فإنها تعتبر واحدة، كما أفتاك هذا الفقيه، وجزاه الله خيرًا. ولكن ليس المقصود؛ لأنك ما نويت الطلاق، المقصود أنك طلقت بلفظٍ واحد، قلت: طالق بالثلاث، والإنسان إذا صرح بالطلاق، ولو ما نوى، يؤخذ بكلامه، النية إنما هي في الكنايات التي ليست بصريحة، أما إذا صرح الزوج بالطلاق أخذ بكلامه، وحكم عليه بالطلاق على حسب ما صدر منه، ولكن أنت في هذا أيضًا تسأل عن قصدك، هل قصدك تخويفها وحثها على المصالحة مع أمك، ولم ترد إيقاع الطلاق، وإنما أردت التخويف، فهذا لا يقع به شيء على الصحيح، ويكفيه كفارة يمين، وله حكم اليمين، في أصح قولي العلماء: وهي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فمن عجز؛ صام ثلاثة أيام، هذا إذا كان القصد تخويفه،ا وتحذيرها، وحثها على المصالحة.

رسالة إلى الشيخ ابن عثيمين في حكم من تلفظ بالطلاق ثلاثا وقصده إيقاع الثلاث

وأما إذا لم ينوه؛ فالصحيح من المذهب، ونصّ عليه الإمام أحمد -رحمه الله-، وعليه الأصحاب، أنه يقع مطلقًا. وعنه، لا يقع إلا بنية، أو قرينة غضب، أو سؤالها، ونحوه. انتهى. وقال ابن حزم -رحمه الله- في المحلى: لا يقع طلاق إلا بلفظ من أحد ثلاثة ألفاظ: إما الطلاق، وإما السراح، وإما الفراق، مثل أن يقول: أنت طالق، أو يقول: مطلقة، أو قد طلقتك، -أو أنت طالقة، أو أنت الطلاق-، أو أنت مسرحة، أو قد سرحتك، أو أنت السراح، -أو أنت مفارقة، أو قد فارقتك، أو أنت الفراق. هذا كله إذا نوى به الطلاق، فإن قال في شيء من ذلك كله: لم أنوِ الطلاق، صدق في الفتيا. انتهى. وعليه؛ فما دام زوجك -رحمه الله- قد سأل أهل العلم، فأفتاه بعضهم بعدم وقوع الطلاق، بناءً على قول من يقول بذلك من أهل العلم؛ ورجعت إليه؛ بناءً على صحة هذه الفتوى؛ فلا حرج عليكما -إن شاء الله-؛ فإن من سأل من يثق في علمه ودِينه من أهل العلم في مسألة من المسائل المختلف فيها، فأفتوه بقول من الأقوال المعتبرة عند أهل العلم؛ فلا حرج عليه في العمل بفتواهم. أمّا إذا كنت رجعت إلى زوجك وأنت غير مطمئنة لصحة الفتوى؛ فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى، وراجعي الفتويين: 285661 ، 257413.

سدد الله خطاكم ومنحنا وإياكم وسائر إخواننا إصابة الحق في القول والعمل إنه سميع قريب [1]. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 21/ 304).

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]