موقع شاهد فور

من هم القدرية

June 29, 2024
• وقال الشوكاني: الإشعار بأنهم لما خادعوا من لا يخدع كانوا مخادعين لأنفسهم، لأن الخداع إنما يكون مع من لا يعرف البواطن، وأما من عرف البواطن فمن دخل معه في الخداع فإنما يخدع نفسه وما يشعر بذلك. (وَمَا يَشْعُرُونَ) أي ما يشعر هؤلاء أن خداعهم على أنفسهم مع أنهم يباشرونه، ولكن لا يحسون به. (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) المرض هو اعتلال الجسم، ومرض القلب خروجه عن صحته واعتداله، فهؤلاء قلوبهم مريضة، وهذا المرض الذي في قلوبهم هو مرض الشك والنفاق الناتج عن ضعف يقينهم وإيمانهم، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- في وصف المنافقين (مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة) رواه مسلم [العائرة: الحائرة]. وقد ذكر الله هذا المرض عن المنافقين في عدة آيات: فقال تعالى (إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلاءِ دِينُهُمْ). الكلام على حديث ( الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ ) - الإسلام سؤال وجواب. وقال تعالى (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ). وقال تعالى (رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ). (فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً) وقد اختلف العلماء في تأويل هذه الآية: فقيل: المراد الدعاء عليهم بزيادة المرض، وقيل: هو إخبار من الله تعالى عن زيادة مرضهم.
  1. الكلام على حديث ( الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ ) - الإسلام سؤال وجواب

الكلام على حديث ( الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ ) - الإسلام سؤال وجواب

۷ ۱۶۵۴۳. ثواب الأعمال عن محمّد بن مسلمٍ عن حمرانَ: أنّه سَألَ أبا جعفرٍ عليه السلام عن قولِ اللَّهِ عزَّوجَلَّ: (إنّا أنْزَلْناهُ في لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ) ، قالَ: نَعَم ، هي لَيلةُ القَدرِ ، وهِي مِن كلِّ سَنَةٍ في شَهرِ رَمَضانَ في العَشرِ الأواخِرِ ، فلَم يُنزَلِ القرآنُ إلّا في لَيلةِ القَدرِ ، قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ: (فيها يُفْرَقُ كُلُّ أمرٍ حَكيمٍ) ۸ قالَ: يُقَدَّرُ في لَيلةِ القَدرِ كُلُّ شَي‏ءٍ يكونُ في تلكَ السَّنةِ إلى‏ مِثلِها مِن قابِلٍ مِن خَيرٍ أو شَرٍّ أو طاعَةٍ أو مَعصيَةٍ أو مَولودٍ أو أجَلٍ أو رِزقٍ ، فما قُدِّرَ في تِلكَ اللَّيلةِ

والوجه في ذلك أن يكون المراد بقوله ( وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ) العاقبة فكأنه قال: ولقد ذرأناهم والمعلوم عندنا أن مصيرهم ومآل أمرهم وعاقبة حالهم دخول جهنم بسوء اختيارهم قال الله عزوجل: ( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) والمراد أن ذلك يكون أمرهم لأنهم ما التقطوه إلا ليسروا به وكقوله سبحانه: ( وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها) الأنعام: ١٢٣ (١) والمراد أن أمرهم يئول إلى هذه وعاقبتهم إليه لا لأن الله عزوجل جعلهم فيها ليعصوا ويمكروا وقوله ( إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً) وإنما أخبر بذلك عن عاقبتهم. وهذا ظاهر في اللغة مستعمل بين أهلها قال الشاعر: أم سماك فلا تجزعي فللموت ما تلد الوالدة وقال آخر: فللموت تغذو الوالدات سخالها كما لخراب الدور تبنى المساكن وهي لا تغذو أولادها للموت ولا تبنى المساكن لخرابها وإنما تبنى لعمارتها وسكناها وتغذى السخال لمنفعتها ونموها ولكن لما كانت العاقبة تئول إلى الموت والخراب جاز أن يقال ذلك. ومثله قول الآخر: أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها والمعنى في هذا كله واحد والمقصود به العاقبة وفيما ذكرناه كفاية.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]