[5] البخاري مع الفتح، 6/ 135، برقم 2993. [6] مسلم، 4/ 2086، برقم 2718، ومعنى سَمعَ سامِعٌ: أي شهد شاهدٌ على حمدنا للَّه تعالى على نعمه، وحسن بلائه. ومعنى سَمَّعَ سامِعٌ: بلَّغ سامع قولي هذا لغيره، وقال مثله تنبيهاً على الذكر في السحر والدعاء. شرح النووي على صحيح مسلم، 17/39. [7] مسلم، 4/ 2080، برقم 2709. مرحباً بالضيف
دُعَاءُ الـمُقِيْمِ للـمُسَافِر (1) (( أَسْتَودِعُ اللهَ دِيْنَكَ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ)) ( [1]). - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمر رضى الله عنهما. وجاء فيه؛ قال سالم بن عبدالله بن عمر: كان ابن عمر رضى الله عنهما يقول للرجل إذا أراد سفراً: ادْنُ مني أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا، فيقول:... قال الإمام الخطابي ': (( الأمانة هنا: أهله ومن يخلفه، وماله الذي عند أمينه، قال: وَذَكَر الدين هنا؛ لأن السفر مظنة المشقة، فربما كان سبباً لإهمال بعض أمور الدين)). (2) (( زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى، وَغَفَرَ ذَنْبَكَ، ويَسَّرَ لَكَ الـخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ)) ( [2]). ماهو دعاء المقيم للمسافر - المنشورات. - صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضى الله عنه. والحديث بتمامه؛ هو قوله رضى الله عنه: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أريد سفراً، زودني، فقال: (( زودك الله التقوى)) ، قال: زدني، قال: (( وغفر ذنبك)) ، قال: زدني. قال: (( ويسر لك الخير حيثما كنت)). في هذا الحديث أيضاً تنبيه على أن الذي يودع المسافر مخير بين أن يقول مثل ما ذكر في حديث ابن عمر، وبين أن يقول مثل ما ذكر في هذا الحديث، والأولى أن يجمع بينهما؛ فيقول هذا تارة وهذا تارة.
قوله: (( زودك الله التقوى)) دعاء في صورة الإخبار؛ معناه: اللَّهُمَّ زوده التقوى، وكذلك التقدير في (( غفر ذنبك)) ، و (( يسر لك الخير)). قوله: (( حيثما كُنْتَ)) أي: في سفرك وحضرك. وإنما قدم التقوى في الدعاء؛ لأن التقوى أصل في جميع الأشياء، فالعبد الموفق هو المتقي؛ فكأنه صلى الله عليه وسلك أشار إلى السفر لما كان مظنة المشقة، وربما يحصل من المسافر تقصيره [في] العبادة، وكلام سخيف، ومجادلة مع الرفقة، فدعا له بأن يزوده التقوى؛ أي: الحفظ والصيانة من هذه الأشياء، والصبر على إقامة فرائض الله تعالى. (280) دعاء المسافر للمقيم ودعاء المقيم للمسافر " أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك " - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. ( [1]) أحمد (2/7)، والترمذي (5/499) [برقم (3443)]، وانظر صحيح الترمذي (2/155). (ق). ( [2]) الترمذي [برقم (3444)]، وانظر (( صحيح الترمذي)) (3/155). (ق).
يقول الحافظُ ابن رجب -رحمه الله-:"ما تزوَّد حاجٌّ ولا غيره أفضل من زاد التَّقوى، ولا دُعِيَ للحاجِّ عند توديعه بأفضل من التَّقوى، وقد قال بعضُ السَّلف لمن ودَّعه: اتَّقِ الله، فمَن اتَّقى الله فلا وحشةَ عليه" [7]. فالسَّفر مظنّة للوحشة، يكونفي حالٍ من الغُربة، يلقى ما قد يكون سببًا لشيءٍ من المخاوف، فهذه التَّقوى تكون هي الزاد الذي يأنس به، ولا يستوحش معه. فهذا الرجل قال:"زدّني"، سأل النبيَّ ﷺ الزيادة، قال: وغفر ذنبَك ، وعرفنا في مناسبات سابقة أنَّ الغفرَ يعني: السَّتر والتَّجاوز، فلا يُؤاخَذ على جناياته ومعاصيه وسيئاته، فيستره الله -تبارك وتعالى- في الدنيا والآخرة، ويقيه شُؤم المعصية، فلا يُؤاخذه بجرائره. قال:"زدني بأبي أنت وأمي"، يعني: أفديك يا رسول الله بأبي وأمي، فقال: ويسَّر لك الخير ، أطلق الخيرَ هنا، فيشمل الخير الدِّيني والدُّنيوي، يعني: يسَّر لك الخير مطلقًا في أمر دينك، وفي أمر دُنياك. وهذا الرجل يحتمل أنيكون قد سأل النبيَّ ﷺ أن يُزوده بشيءٍ ماديٍّ من الزاد المتعارف، يعني: أعطني شيئًا أتزود به في سفري. فأجابه النبيُّ ﷺ بأسلوب الحكيم-كما يُقال-. وأسلوب الحكيم: أن يكون السؤالُ عن شيءٍ، فيأتي الجوابُ عن شيءٍ آخر هو أولى به، كما هو أحد القولين في قوله -تبارك وتعالى-: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ [البقرة:189] ، على القول بأنهم سألوا عن الهلال: لماذا يبدو صغيرًا، ثم بعد ذلك يتَّسع حتى يصير بدرًا، ثم بعد ذلك يبدأ بالنُّقصان حتى يتلاشى؟ فعلى هذا التَّفسير يكون قد أجابهم عن شيءٍ آخر هو الأهم، وهو: لماذا كانت هذه الظَّاهرة؟ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ [البقرة:189].