وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: نزلت سورة {لم يكن} بمكة. وأخرج أبو نعيم في المعرفة عن اسماعيل بن أبي حكيم المزني أحد بني فضيل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله ليسمع قراءة {لم يكن} فيقول: أبشر عبدي فوعزتي وجلالي لأمكنن لك في الجنة حتى ترضى». وأخرج أبو موسى المديني في المعرفة عن اسماعيل بن أبي حكيم عن مطر المزني أو المدني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله ليسمع قراءة {لم يكن الذين كفروا} فيقول: أبشر عبدي فوعزتي وجلالي لا أنساك على حال من أحوال الدنيا والآخرة ولأمكنن لك في الجنة حتى ترضى». تفسير سورة البينة للأطفال. وأخرج أحمد وابن قانع في معجم الصحابة والطبراني وابن مردويه عن أبي حبة البدري قال: «لما نزلت {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} إلى آخرها، قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إن ربك يأمرك أن تقرئها أبياً فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: إن جبريل أمرني أن أقرئك هذه السورة. قال أبيّ: وقد ذكرت ثم يا رسول الله؟ قال: نعم فبكى». وأخرج ابن سعد وأحمد والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبيّ بن كعب: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك {لم يكن الذين كفروا} قال: وسماني لك؟ قال: نعم فبكى، وفي لفظ: لما نزلت {لم يكن الذين كفروا} دعا أبيّ بن كعب فقرأها عليه، فقال: أمرت أن أقرأ عليك».
التفسير الجزء اسم السوره {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ (1)} لم يكن الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين تاركين كفرهم حتى تأتيهم العلامة التي وُعِدوا بها في الكتب السابقة. {رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2)} وهي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، يتلو قرآنًا في صحف مطهرة. {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)} في تلك الصحف أخبار صادقة وأوامر عادلة، تهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم.
وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال: «كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليّ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ونزلت {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}» فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل عليّ قالوا: جاء خير البرية. وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعاً: عليّ خير البرية. وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: «لما نزلت {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين». سوره البينه تفسير القران للشعراوى. وأخرج ابن مردويه عن عليّ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألم تسمع قول الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جئت الأمم للحساب تدعون غرّاً محجلين».
من منظور إسلامي ، السعادة ليست مجرد حالة مؤقتة من الفرح والبهجة. بل هي عملية تستمر مدى الحياة وتهدف بالدرجة الأولى إلى تحقيق السعادة الأبدية وراحة البال وطمأنينة القلب والرضا في هذا العالم والنعيم الأبدي في الآخرة. يحاول الكثير من الناس اتباع مسارات معقدة من أجل تحقيق السعادة. لكنهم فشلوا في رؤية الطريق الأسهل وهو الإسلام. يمكن تحقيق السعادة من خلال العبادة الصادقة ، والتنافس على الأعمال الصالحة ، والقيام بأعمال اللطف أو الصدقة ، وإخراج الابتسامة على وجه الطفل. هذه الأشياء لديها القدرة على جعل قلوبنا سعيدة حقا. السعادة الحقيقية في القرب من الله والذاكرات. السعادة الحقيقية والرضا هي نتاج عدد من العوامل ولا يمكن تحقيقها إلا من خلال الموازنة بين الجوانب المادية والروحية للحياة ، فإذا أغفلنا الجانب الروحي للحياة ، فسيؤدي ذلك إلى مرض الروح ، وهو مرض روحي شائع. العلاج هو الإيمان بالله تعالى وقبول الإيمان الذي رضاه للبشرية. هذا المرض الروحي ، إذا ترك دون علاج ، سيؤدي إلى عواقب وخيمة. قال النبي ﷺ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ أَوْ إِنْسَانٍ أَوْ عَبْدٍ يَقُولُ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا – إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .
5- الإكثار من ذكر الله ، فإن ذلك من أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينة القلب، وزوال همه وغمه، قال تعالى: " أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " [سورة الرعد: 28]. 6- النظر إلى من هو أسفل منه ، كما قال صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم» [رواه البخاري ومسلم]. فبهذه النظرة يرى أنه يفوق كثيرًا من الخلق في العافية وتوابعها، وفي الرزق وتوابعه، فيزول قلقه وهمه وغمه، ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله. 7- السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم ، وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور، وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها، ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال، فيجاهد قلبه عن التفكير فيها. السعادة الحقيقية. 8- تقوية القلب وعدم التفاته للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة ؛ لأن الإنسان متى استسلم للخيالات، وانفعل قلبه للمؤثرات من الخوف والأمراض وغيرها، أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية والانهيار العصبي. 9- الاعتماد والتوكل على الله، والوثوق به والطمع في فضله ، فإن ذلك يدفع الهموم والغموم، ويحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور الشيء الكثير.
قال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ التِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يوْمَ الْقِيَامَة ﴾ [الأعراف: 32]. قال تعالى: ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴾ [الحديد: 23]. السعادة الحقيقية في القرب من ه. قال تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَة وَّبَاِطنَةً ﴾ [لقمان: 20]. قال تعالى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَات لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونُ ﴾ [النحل: 12]. قال تعالى: ﴿ هُوَ الذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15]. أحاديث من السنة النبوية الشريفة عن السعادة عن سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أربعٌ من السعادةِ: المرأةُ الصالحةُ، والمسكنُ الواسعُ، والجارُ الصالحُ، والمركبُ الهنيءُ. أربعٌ من الشَّقاءِ: الجارُ السوءُ، والمرأةُ السوءُ، والمركبُ السوءُ، والمسكنُ الضَّيِّقُ".
أما القناعة وهي أن يؤمن الإنسان بما قسمه الله له من الرزق، بحيث يكتفي بما عنده دون أن يكون بحاجة إلى النظر لما في أيدي الآخرين، ولكن هذا لا يعني أن يكون الإنسان زاهدًا في دنياه فيتجرد من كل شيء، ولا يعمل من أجل حياة أفضل، بل إن عليه أن يسعى ويتوكل على الله تعالى حتى يحقق أحلامه في الدنيا وسعادته في الآخرة. قال الله تعالى: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " [النحل: 97]. " حقيقة السعادة وأسبابها " - الكلم الطيب. قال تعالى: " وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا " [الإسراء: 19]. حقيقة السعادة: إذا أصبح العبد وليس همه إلا رضا الله وحده، تحمل الله سبحانه وتعالى عنه حوائجه كلها، وفرج له كل ما أهمه، وفرغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته. وحقيقة السعادة ومدارها في طاعة الله تعالى، والإيمان به، وإتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم. الطريق إلى السعادة: عن أبي ذر رضى الله عنه أنه قال: «أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع: أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت، وأمرني أن لا أسأل أحدًا شيئًا، وأمرني أن أقول الحق وإن كان مرًا، وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن من كنز تحت العرش» [رواه الإمام أحمد].
من أسباب السعادة والراحة المرأة الصالحة والجار الصالح والمسكن الواسع والمركب الهنيء. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.