[٣] [٢] وهو عبارة عن صخرة فيها تجويف تقع أعلى الجبل، وله فتحتان؛ فتحة في مقدمته والأخرى في مؤخّرته، أيّد الله فيه نبيّه وصاحبه فحجبهما عن أعين المشركين. [٢] مكانة غار حراء كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يذهب إلى غار حراء يتحنّث فيه، وذلك قبل أن يأتيه الوحي جبريل، فيتوجّه فيه إلى عبادة الله وحده، وكره عبادة الأوثان، [٤] ثمّ يعود إلى أهله يتزوّد ويرجع إلى الغار، حتى أتاه الوحي جبريل فيما ترويه أمّ المؤمنين عائشة -رضيَ الله عنها-. [٥] تقول عائشة -رضي الله عنها-: (فقالَ: اقْرَأْ، قالَ: ما أنا بقارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ(1) خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ(2) اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ}). [٦] [٥] مكانة غار ثور خرج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصاحبه من مكة المكرمة في الهجرة إلى المدينة المنورة، فاتّجها إلى غار ثور وبقيا فيه ثلاثة أيّام حتى يئست قريش من أن تعلم مكانهما، وفي هذه المدّة وصلت قريش إلى باب الغار لكن الله أعمى أبصارهم من أن يرَوا رسول الله وصاحبه.
أين يوجد غار حراء. مواقع أثريّة إسلاميّة ارتبطت الدّعوة الإسلاميّة في نشأتها بالعديد من المعالم المهمّة التي بقيت خالدة حتّى يومنا هذا، حيث صارت هذه المعالم مقصداً مهمّاً لكافّة المسلمين من كافّة بقاع العالم الإسلاميّ، فعلى أرضها سار الرّسول الأعظم، وجلس، ودعا ربّه عزّ وجلّ أن ينصره، وينصر رسالته، وعلى أرضها أيضاً نزل الوحي بآيات تُتلى إلى يوم يبعثون، آيات مباركات خالدت عزّزت قيماً، ونشرت رحمةً بين العالمين. غار حراء قبل البعثة النّبويّة الشّريفة بفترة لا بأس بها من الزّمن، غلب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حبّ الاختلاء بنفسه للتّفكّر بهذا الكون الفسيح، وبالأحوال المختلفة، وقد اختار لهذه الغاية العظيمة والشّريفة والتي شكّلت نقطةً تحوّل كبيرة لديه مكاناً بعيداً عن الأعين يغيب فيه، ويستطيع فيه أن يتفكّر ويتأمّل، وقد كان هذا المكان غار حراء الذي يعتبر واحداً من أكثر الأماكن المباركة في شبه الجزيرة العربيّة، بل في العالم كلّه، ففيه كان يجلس الرّسول الأعظم، وفيه هبط الوحي عليه لأوّل مرّة حاملاً معه أوّل آيات الذّكر الحكيم، الذي أضاء البشريّة بكلماته الخالدات. موقع غار حراء يقع غار حراء إلى الشّرق من مدينة مكّة المكرّمة، في أعلى الجبل المعروف باسم جبل النّور، أو كما يعرف أيضاً باسم جبل الإسلام، حيث يبعد تقريباً حوالي أربعة كيلو مترات عن المسجد الحرام في مكّة المكرّمة، كما أنّه يقع على ارتفاع يقارب الـسّتّمئة وأربعة وثلاثين متراً تقريباً، يقع غار حراء أيضاً على الجهة اليسرى لمن ينتوي الذّهاب إلى جبل عرفات الذي تقام عليه وقفة عرفة.
وبعد المرة الثالثة قرأ عليه "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2). اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)" إلى آخر سورة العلق. فكان نزول أول آيات القرآن الكريم سببا كبيرا رفع من قدر وأهمية هذا الجبل لدى عموم المسلمين. أقوال في جبل حراء روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد ذروة الجبل ومعه أصحابه؛ فتحرك فقال له الرسول:" اسكن حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد "، وليس في الغار نبات إلا الشيء اليسير: كما قال فيه أحد الشعراء وهو عوض بن الأحوص: فإني والذي حجت قريش *** محارم ومما جمعت حراء. ألسنا أكرم الثقلين رحُلا *** وأعظمهم ببطن حراء ناراً؟ كما يمكنكم الاطلاع على: سبب تسمية غار ثور في نهاية رحلتنا عبر موقع مقال ولأن غار حراء كان دوما وسيظل في قلوب المسلمين المكان الذي يثير الحنين لذكرى أول بزوغ فجر الإسلام، وهو النور الذي سطع لهداية البشرية، فكان معرفة أين يوجد غار حراء واجبة علينا جميعا محط تساؤل وتساؤل أبنائنا.
فنجد أن سيدنا محمد وقبل أن يبعث رسولا لم يكن أبدا راضيا عن عبادة قومه للأصنام، وكان فعلهم هذا ينفره فهو أبدا لم يشاركهم هذا الفعل قبل الرسالة. ولهذا حبب إليه الخلوة والجلوس وحيدا بعيدا عن الناس، لينفرد بنفسه متفكرا متأملا متعبدا لله، فقد كان عليه الصلاة والسلام على دين الخليل سيدنا إبراهيم. ولم تمنع أبدا صعوبة الصعود إلى جبل حراء والهبوط منه بسبب تضاريسها الصعبة، سيدنا محمد من الذهاب إليه. بل والإقامة به شهرا كل عام وتحديدا في شهر رمضان. وكان ينزل الجبل من حين لآخر ليرعى شؤون أهله خلال هذا الشهر، على الرغم أن صعوده أو هبوطه قد يستغرق ساعة كاملة. وكان من عادته أيضا صلى الله عليه وسلم بعد أن تنتهي فترة بقائه في الغار ويرجع عائدا إلى بيته. أن يذهب إلى الكعبة ويطوف بها سبع مرات قبل أن يدخل إلى بيته. ومن المعروف أن سيدنا محمد كان قد توقف عن الذهاب إلى غار حراء بعد البعثة والرسالة، إلا قليلا جدا حتى لا يقصده الناس للعبادة. مواصفات غار حراء كما سبق وذكرنا عند التساؤل عن أين يوجد غار حراء، وذلك أنه يقع في قمة جبل حراء يسارا، فسوف نستكمل لنصف هيئته العامة لنحاول أكثر التعرف إليه بشكل أكثر تفصيل: أولا عندما نتعرف على شكل غار حراء، يجب علينا أن نعرف ما تعنيه كلمة الغار.
وهو المكان أيضا الذي نزل فيه الوحي لأول مرة على النبي – صلى الله عليه وسلم-. والذي تم من خلال نزول سيدنا جبريل إليه. غار حراء هو المكان الذي شهد نزول أول آية في القرآن الكريم قال تعالى: ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)) آية (1) من سورة العلق. من الصعب الوصول إلى قمة جبل حراء، حيث إن المدة التي يستغرقها الصاعد حتى يصل لقمة الجبل هي ساعة كاملة. غار حراء هو غار ضيق الحجم من الداخل حيث لا يسع إلا شخصين اثنين فقط. كان يذهب نبي الله محمد إلى هذا الغار حتى يختلي بنفسه بعيد عن الناس. حيث كان يتأمل في الكون ويتدبر معانيه وآياته. كان النبي يثق أنه سيعرف من هو إلاهنا الذي خلقنا وخلق الكون وخلق بكل ما فيه. لأنه رفض أن يعبد الأصنام كما كانوا أهله يعبدونها بدون تفكير. غار حراء هو مكان مميز بالنسبة للكعبة فهو يطل عليها مباشرة. عند وقوفك على باب غار حراء ستنظر أمامك لتجد الكعبة والمسجد النبوي. لكن بعد بناء الطابق العلوي للحرم لم يعد باستطاعتنا النظر إلى الكعبة مباشرة. كلمة الغار هنا معناها الكهف، وهو جبل نادر من نوعه في الشكل والقيمة، حيث إن شكل جبل حراء يشبه في قمته سنام الجمل. سبب عدم الذهاب إلى غار حراء بعد النبوة ما هو السبب الذي جعل النبي عليه السلام لم يعد يذهب إلى غار حراء مرة أخرى بعد نزول الوحي ومعرفته النبوة؟ هذا ما سنعرفه من خلال السطور التالية: أول مرة نزل فيها الوحي على سيدنا محمد أشرف الخلق كان في غار حراء، لأنه كان يقضي معظم وقته هناك بمفرده.
[٧] وفي ذلك يروي أبو بكر الصديق -رضيَ الله عنه- فقال: (نَظَرْتُ إلى أَقْدَامِ المُشْرِكِينَ علَى رُؤُوسِنَا وَنَحْنُ في الغَارِ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لو أنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إلى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقالَ: يا أَبَا بَكْرٍ ما ظَنُّكَ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا)، [٨] فكان هذا الغار ملجأً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه في الهجرة. [٧] المراجع ^ أ ب محمد حمادة (2006)، الحج من نظم الإمام العمريطي الشافعي في نهاية التدريب في نظم غاية التدريب (الطبعة 1)، دمشق:دار اقرأ، صفحة 185-186. بتصرّف. ^ أ ب ت الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية ، صفحة 710. بتصرّف. ↑ سورة التوبة، آية:40 ↑ محمد عبد الوهاب (1418)، مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية:وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 68. بتصرّف. ^ أ ب محمد أبو شهبة (1427)، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (الطبعة 8)، دمشق:دار القلم، صفحة 262، جزء 1. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3، صحيح.