وينظر للفائدة جواب السؤال رقم: (140759). والله أعلم.
وقال الحافظ في ((الإصابة)) (4/ 93): وحديث شعبة في هذا هو المحفوظ. تخريج حديث: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا. وانظر: ((الكاشف)) (2/ 433). قال الحاكم: صحيح الإسناد، وسكت عليه الذهبي. قلت: بل هو ضعيف الإسناد؛ فإن سابق بن ناجية: فيه جهالة؛ لم يرو عنه سوى هاشم بن بلال أبي عقيل، وذكر ابن حبان في: ((الثقات))، و((التاريخ الكبير)) (4/ 201)، و((الجرح والتعديل)) (4/ 307)، و((الثقات)) (6/ 433)، و((التهذيب)) (3/ 243). قلت: وقد حسنه الحافظ في ((نتائج الأفكار)) (2/ 352)، وقال في ((فتح الباري)) (11/ 131): وسنده قوي، وجوَّد إسناده النووي في ((الأذكار)) (ص74)، والله أعلم.
الحمد لله. أولا: هذه الجملة العظيمة وردت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما موضع ، منها ما يكون من قبيل التقرير للمعنى ، ومنها ما يأتي على سبيل الأذكار والأوراد. شرح وترجمة حديث: من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وجبت له الجنة - موسوعة الأحاديث النبوية. أما القسم الأول ، فقد جاء فيه حديثان عظيمان: الأول: ما أخرجه مسلم في "صحيحه" (34) ، من حديث الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا. الثاني: ما أخرجه مسلم في "صحيحه" (1884) ، من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. ولعل السائل يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم عبّر في الحديث الأول فقال:( وبمحمد رسولا) ، وعبّر في الحديث الثاني فقال:( وبمحمد نبيا). ولذا إذا أراد أحد ما أن يقرر هذه الجملة: فلا مانع من قول:" وبمحمد رسولا " ، أو " وبمحمد نبيا " ، فالمعنى واحد على كلا اللفظين، وقد ورت بكل منهما الرواية، كما يظهر مما سبق.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فعن رجل من الصحابة رضي الله عنه مرفوعًا: « مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ، وَحِينَ يُمْسِي: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ -صلَّى الله عليه وسلَّم- نَبِيًّا، كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَة » (صححه لغيره محقق العمل للنسائي، ومحقق صحيح الأذكار وضعيفة). وهذا الحديث جاء من حديث المُنيذر رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: « من قال إذا أصبح: رضيتُ بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم نبياً فأنا الزعيم لآخذنَّ بيده حتى أُدخِلَهُ الجن َّةَ » (رواه الطبراني، وحسَّنه الألباني). معاني ألفاظ الحديث: 1- « رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا »: يعني قنعت به واكتفيت، فهو ربي ومعبودي. فضل قول .." رضيت بالله رَبًّا وبالإسلام دينا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا " | المرسال. 2- « وَبِالإسْلاَمِ دِينـًا »: أي رضيت به دينـًا ألتزم بتعاليمه وأطبق شريعته، ولم أسعَ في غير طريقه. 3- « وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا »: أي رضيت به نبيًا رسولاً، ورضيت بطاعته والتزام شريعته. الشرح: الله تعالى هو الإله الحق، والرب الحق الذي لا تنبغي الألوهية والربوبية إلا له وحده لا شريك له، وما سواه من الآلهة والمعبودات فباطلٌ زائلٌ؛ فهو المعبود بحق، وكل ما دونه باطل.
قلت: وتابعه هشيم بن بشير عن أبي عقي به نحوه، وقال: مر بنا رجل طوال أشعث. أخرجه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (565)، وفي ((الكبرى)) (10324)، وعنه ابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (68)، والمزي في ((تهذيب الكمال)) (10/ 125، 126)، وعبد الغني المقدسي في ((الترغيب في الدعاء)) (92). قلت: وتابعهما أيضاً روح بن القاسم عن أبي عقي لبه ولم يذكر العدد. أخرجه الطبراني في ((الدعاء)) (303)، وابن عدي في ((الكامل)) (4/ 30)، من طريق ابن وهب ثنا أبو سعيد التميمي شبيب بن سعيد عن روح به. قلت: وهذا الحديث مما أنكره ابن عدي على شعيب بن سعيد الحبطي، وقال: حدث عنه ابن وهب بالمناكير، وقال أيضاً: ولعل شبيب بمصر في تجارته إليها كتب عنه ابن وهب من حفظه فيغلط ويهم، وأرجو أن لا يعتمد شبيب هذا الكذب. قلت: شبيب هذا ثقة فيما رواه عن يونس بن يزيد وعنه ابنه أحمد لذا فقد احتج البخاري والنسائي بهذه النسخة التي رواها عن يونس عن الزهري. وقال ابن عدي: نسخة الزهري أحاديث مستقيمة، وأما هذا الحديث فيحتمل أن يكون حفظه ولم يغلط فيه ولم يهم وذلك لموافقته فيه لرواية الثقات شعبة وهشيم، والله أعلم. قلت: وقد خالف هؤلاء الثلاثة؛ الثقات الحفاظ، (شعبة، وهشيم، وروح): خالفهم مسعر بن كدام – وهو ثقة ثبت – فقال: حدثني أبو عقيل عن سابق عن أبي سلام خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال... فذكره بنحوه.