موقع شاهد فور

من اصبح منكم امنا في سربه معافى في جسده

June 25, 2024
"يُقِمْنَ" ؛ أي: تلك الأكلاتُ "صُلبَه": من (أقام الشيءَ): إذا حفظَه عن السقوط. "فإن كان لا محالةَ" ؛ أي: فإن كان لابد من أن يملأَ بطنَه، ولا يقنع بأدنى قُوت.
  1. يقول نبينا ﷺ: .. من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنم | رواتب السعودية
  2. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المائدة - الآية 20
  3. ص402 - كتاب شرح المصابيح لابن الملك - كتاب الرقاق - المكتبة الشاملة

يقول نبينا ﷺ: .. من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنم | رواتب السعودية

وأن نوقر العلماءُ الربانيُّين والدعاة المخلصين، وأن نسمع لهم، ونأخذ بفتاواهم، وآرائهم، فهم أولى الناس بالأخذ عنهم. وأن نقوم بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فهي صِمام أمان المجتمع المسلم. وأن نعمل على تهيئة محاضِن تربوية للشباب والناشئة، ودعمها ومساندتها. وأن نعالج أسباب انحراف الأبناء، بوضع الحلول المناسبة لهم والتي تساهم بشكل كبير في عودتهم إلى طريق الجادة. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المائدة - الآية 20. وأن نحصن عقول شبابنا وفتياتنا من المذاهب الهدامة والتيارات المشبوهة التي تعمل على نشر الأفكار المنحرفة، ودعوات التغريب، والتكفير والتفجير والإرهاب الذين يشوهون الدين ويخدمون الأعداء. وعلى شباب الأمة تجنَّب العاطفة الهوجاء، وردود الأفعال المتهوِّرة، وتعجُّل الأمور، أو الحكم على المواقف والأحداث دون الرجوع إلى العلماء الربانيين الراسخين في العلم؛ ففي السير ورائهم النجاة بإذن الله تعالى. أسأل الله جل وعلا أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وعلمائنا وولاة أمرنا، ووحدة صفنا واجتماع كلمتنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه. بسم الله الرحمن الرحيم{لإِيلاَفِ قُرَيْش * إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْف * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْت *الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْف}[قريش].

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المائدة - الآية 20

قال المناوي رحمه الله: " يعني: من جمع الله له بين عافية بدنه، وأمن قلبه حيث توجه، وكفاف عيشه بقوت يومه، وسلامة أهله، فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها، فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها، بأن يصرفها في طاعة المنعم، لا في معصيته، ولا يفتر عن ذكره" انتهى كلامه. ولمَّا دخل صلى الله عليه وسلم مكَّة عامَ الفتح، منَح أهلها أعظمَ ما تتُوق إليه نفوسُهم، فقال:(مَن دخَل دارَ أبي سفيان فهو آمِن، ومَن ألقَى السلاحَ فهو آمِن، ومَن دخَل المسجدَ فهو آمِن)(رواه مسلم). ص402 - كتاب شرح المصابيح لابن الملك - كتاب الرقاق - المكتبة الشاملة. ويقول جلَّ وعلا:{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[الأنفال: 26]. قال قتادة بن دعامة السدوسي – رحمه الله – في هذه الآية: " كان هذا الحي من العرب أذل الناس ذلاً وأشقاه عيشاً وأجوعه بطوناً وأعراه جلوداً وأبينه ضلالاً، مكعومين على رأس حجر بين الأسدين فارس والروم، ولا والله ما في بلادهم يومئذ من شيء يحسدون عليه من عاش منهم عاش شقياً ومن مات منهم رديَ في النار، يوكلون ولا يأكلون والله ما نعلم قبيلا من حاضر أهل الأرض يومئذ كانوا أشر منزلاً منهم حتى جاء الله بالإسلام فمكن به في البلاد ووسع به في الرزق وجعلهم به ملوكاً على رقاب الناس.. وبالإسلام أعطى الله ما رأيتم فاشكروا لله نعمه فان ربكم منعم يحب الشكر وأهل الشكر في مزيد من الله تعالى " انتهى كلامه رحمه الله.

ص402 - كتاب شرح المصابيح لابن الملك - كتاب الرقاق - المكتبة الشاملة

ومن نظر إلى ما حولنا من البلاد المضطربة يرى ذلك بعينه في وسائل الإعلام، وأغلب من عجز عن الرحيل عن تلك الدول المضطربة، ينتظر الموت والهلاك في كل لحظة، وكان بقاؤهم فيها جحيماً عليهم؛ لما يلاقونه من الخوف والنقص والجوع، وأنتم تشاهدون أعداد اللاجئين والمشردين في الأرض قد بلغت مئات الآلاف، بل الملايين. عباد الله: إن الأمن مَطْلَب كلِّ أمة، وغاية كلِّ دولة، وهو مِنَّة إلهيَّة، امتنَّ بها جل وعلا على عباده، وذكرها سبحانه في مواضعَ كثيرةٍ من كتابه؛ كما في قوله:{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش: 3- 4]. وقوله جل وعلا: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} [العنكبوت: 67]. يقول نبينا ﷺ: .. من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنم | رواتب السعودية. ولقد كانت أوَّلَ دعوةٍ لأبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهو في مكة:{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}[البقرة: 126]، فقدَّم عليه الصلاة والسلام نعمة الأمن على نعمة الرزق؛ لأنه لا يهنأ عيشٌ بلا أمان. وروى الترمذي وابن ماجة أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال:(مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)(رواه البخاري في الأدب المفرد، والترمذي، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة).

وإذا تخلَّى الناس عن دينهم وكفروا نعمة ربهم، أحاطت بهم المخاوف، وانتشرت بينهم الجرائم، وانهدم جدار الأمن وادلهمَّ ظلام الخوف والقلق، وهذه هي سنَّة الله التي لا تتخلَّف في خلقه؛ قال جل وعلا:{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}[النحل: 112]. وحتى نحافظ على أمن بلادنا؛ فلا بُدَّ من توجيه الأمَّة إلى طاعة الله تعالى والاستقامة على شرعه والبعد عن معصيته، والتمسُّك بكتابِه وسنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن نعتني بالعلم الشرعي ونشره بين الناس؛ قال ابن القيِّم رحمه الله: "وإذا ظهر العلمُ في بلدٍ أو محلَّة قلَّ الشرُّ في أهلها، وإذا خفي العلمُ هناك ظهَر الشرُّ والفساد". وأن نتسمك باجتماع الكلمة، ووحدة الصف، وترك الخلاف والفرقة؛ لأنهما يؤديان إلى التنازع والقتال. وأن نتجنب الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن نحذر من مساربها، فقد قال صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ وَلَمَنْ ابتلى فَصَبَرَ فَوَاهًا)(رواه أبو داود، وصححه الألباني).

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]