موقع شاهد فور

من الافعال الناسخة (ليس ) وتفيد - سطور العلم

June 28, 2024

أما الأفعال الناسخة، فقد استعمل منها كان- ليس. والأصل في معنى- كان- المضيّ، والانقطاع. وكأنها تشير إلى أن مصير كثير من الديون الانقطاع، بل والضياع، إلا المضبوطه، وهنا تبرز ليس التي ذكرت مرة واحدة؛ لتفيد استثناء الديون المأخوذة بحق، والمحفوظة بالشرع. من الأفعال الناسخة هي. وهكذا كلما تتبعتَ اللبنات الصغرى داخل الآية وحصَرتَ الشائع منها، وجدت أن الكل يدور في فلك واحد، وتتشابك خيوطه في نسيج واحد؛ لتكوّن صورة واحدة لمضمون واحد، وهو التحذير من الديون، وأخذ الحذر عند التعامل بها.

فصل: الأفعال الناسخة:|نداء الإيمان

فكل حرف مضبوط بضوابط تسير في فلك المراد، وتتواءم مع المقصود. ومن هنا يلحظ ما يلي: كثرة الأمر، والنهي، والشرط، حتى كادت الآية تُحصر بينهم، وهذه الأساليب- بلا شك- قيود وعوائق تقف في وجه هذا النوع من التعامل بين المؤمنين، وكأن الآية تقول لا ينبغي إتمام هذا الأمر إلا بعد تحقيق هذه الضوابط، فإن اختل منها شيء خرجت- حينئذٍ- تلك المعاملة عن منهج الله المرسوم، وأدى ذلك إلى خلاف وشقاق لانهاية له. فصل: الأفعال الناسخة:|نداء الإيمان. وإذا كان الأصل في المعاملات الإباحة مالم يرد الدليل بخلاف ذلك، فإن التعامل بالدين، وهو مباح شرعًا أحيط بسياج من المحاذير أوامر، ونواهٍ، وشروط التي تحدُّ من شيوع هذا التعامل؛ لأن طريق الدين وعر، صعب، والزلل فيه كثير، فقد يؤدي إلى الربا، وقد يؤدي إلى الخلاف والشقاق بين الناس. إن القيود لا توضع إلا عند استشعار الخطر، كما توضع علامات المرور في الطريق لتشير إلى الحذر، ولما كانت الديون تترك في النفوس حرجًا، وتؤدي إلى ما يغضب الله تعالى- من ربًا ونحوه- أحيط بالشرط، والأمر، والنهي. وكثرة هذه القيود إعلاء من شأن التحذير؛ لتضييق هذه المعاملة من جهة، ولأخذ الحذر عند التعامل بها من جهة أخرى، حتى الأساليب المساعدة في الآية مثل أسلوب النداء- مثلًا- يتواءم مع هذا التحذير؛ لأن النداء ضرب من التنبيه.

ونحو: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة:9]، ونحو: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ} [المائدة:3]. وما سوى ذلك من النهي قد يفهم من مضمون الكلام. وقد جاء في الآية خمسة أساليب نهي صريحة، وهي كما يلي: 1- {وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ}. 2- {وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا}. 3- {وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا}. 4- {وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ}. 5- {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} [البقرة:282]. هذا، بالإضافة إلى أساليب أخرى فاعلة، لكنها تخدم ما سبق من أمر ونهي وشرط، ومن تلك الأساليب مثلًا: أسلوب النداء في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا} الآية.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]