لا تزال الأندلس حاضرةً في أذهان المسلمين إلى يومنا هذا، حتى أنهم يقومون بزيارة اسبانيا ليستعيدوا في أذهانهم أمجاد المسلمين هناك من خلال الآثار الأندلسية المنتشرة في جميع أرجاء اسبانيا. اسبانيا من ناحيتها حافظت على هذا الموروث العظيم، وان كانت قد قلبت المساجد إلى كنائس، إلا أن القلاع والآثار لا تزال حاضرة، بل ان الشخصيات العظيمة في التاريخ الأندلسي خلّدت هناك من خلال تماثيل لا تزال منتشرةً هناك. بعض الخلفاء والكثير من العلماء والمفكرين والأدباء الذين أسسوا هذه الدولة، بامكانك اليوم أن تزور تماثيلهم التي لم تهدم، كما هدمت "داعش" تماثيل العلماء في بلداننا العربية: اقرأ أيضاً:
– وبالجملة سلّط الشريط الأضواءَ الكاشفةَ على صفحة مشرقة من صفحات تاريخ الإسلام في الأندلس حيث قامت حضارة إنسانية راقية من طراز رفيع أشعّت على العالم المعروف في ذلك الأوان. وجُسِّدت شخصية عبد الرحمن الداخل كذلك من جهة أخرى في مسلسل يحمل عنوان" صقر قريش " من إخراج السوري حاتم علي، وقد تمّ تصويره في كلّ من المغرب و سوريا ، و قد جسّد دوره الممثل السوري المعروف جمال سليمان، واشترك فيه نخبة من ألمع نجوم الدّراما السورية والمغربية. المصدر: هسربيس المغربية
ثم يجده عند "ونسوس" البطل المغوار زعيم قبيلة (مغيلة) التي احتمى بخيامها لأشهر عدة، و"تكفات" زوجته البربرية العفوية التي لا تخلو من ملاحة وفتنة وبهاء، وقد انجذبت بكل جوارحها ناحية الأمير الفارّ، متمنية لو تهنأ بوُدّه للحظات مسروقة من الزمن الطريد، مفدية حياته بروحها التي ستنسحب منها برحيله على أية حال. إنها هي التي خبأته بين أضلعها في هندامها الفضفاض، حين أوشك جنود الفهري أن يفتكوا به. حاول العباسيون قـ.ـتـ.ـله ثم لقبه خليفتهم بـ"صقر قريش" .. عبدالرحمن الداخل الذي أخاف أبو جعفر المنصور ووصوله إلى الأندلس - أوطان بوست. لكنها سيدة متزوجة ببطل مغوار يقيم في كنفه وتحت حمايته. وهل يكون جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ عبدالرحمن الداخل- صورة تعبيرية أما آن للبال أن يصفو، وللنفس أن تهدأ؟ لكنه الفرار قد كتب عليه لا يملك لتغييره من سبيل. ليسكن هذه المرة إلى تلك البلدة الجميلة وارفة الظل، عبقة الأنسام كحديقة جده في قصر الرصافة، تلك التي يتناهى إلى مسامعه أنباء ما يجرى بين أمرائها، عربها وبربرها، من فتن وصراعات (الأندلس). فهل تهدأ بقدومه وتصفو بوفوده؟ وما الذي ينتظره هناك؟ أهو الموت المحقق الجاد في مطاردته في المشرق الإسلامي، أم الملك المنبعث من بين الركام والآجام؟ ليس للأمير أن يختبر هذا بنفسه، وإنما يصر مولاه بدر على أن يسبقه فيستطلع الرؤى ويمهد الطريق، ثم يعود مستبشرًا بما عقد من اتفاقات وحصّل من عهود، ليصحب رفيقه عبد الرحمن الذي سيُعرف بـ"الداخل" إلى بلاد الأندلس.