ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام ، وهي كالتالي: توحيد الألوهية: وهو توحيد الله تعالى في العبادة وعدم جعل الله شريكاً في عبادته بما في ذلك الدعاء والشدة ، ونستدل على توحيد الألوهية من سورة الفاتحة المتمثلة في آية "إِنَّكُمْ نَعْبُدُونَ". وأنتم نطلب المساعدة ". دل قوله تعالى في سورة الفاتجة ( إياك نعبد وإياك نستعين) على توحيد - الفجر للحلول. وحدانية الربوبية: وحدانية الله تعالى في أفعاله ، ولا شريك فيها ، بما في ذلك الزرقة والخلق والنهضة. توحيد الأسماء والصفات: أي إثبات ما أكده الله من صفاته وأسمائه بما يليق بكمال الله وقدرته دون تحريف أو تغيير. لذلك نستنتج أن سورة الفاتحة تضمنت آياتها على جميع أنواع التوحيد ، من توحيد الألوهية والربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ، كما في الآية الرابعة في السورة وهي أنتم نعبد وإياكم. طلب المساعدة ، هو دليل على توحيد الألوهية.
بل تَرك إعطائه ذلك عندهم منه جَورٌ. ولو كان الأمر في ذلك على ما قالوا، لكان القائل: ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ، إنما يسأل رَبَّه أن لا يجور. وفي إجماع أهل الإسلام جميعًا -على تصويب قول القائل: " اللهم إنا نستعينك " ، وتخطئَتِهم قول القائل: " اللهم لا تَجُرْ علينا " - دليل واضحٌ على خطأ ما قال الذين وصفتُ قولهم. إذْ كان تأويلُ قول القائل عندهم: " اللهم إنّا نستعينك- اللهم لا تترك مَعونتنا التي تركُكَها جَوْرٌ منك. فإن قال قائل: وكيف قيل: ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ، فقُدِّم الخبرُ عن العِبادة، وأخِّرتْ مسألةُ المعونة عليها بعدَها؟ وإنما تكون العِبادة بالمعونة، فمسألةُ المعونة كانت أحقَّّ بالتقديم قبلَ المُعَان عليه من العمل والعبادةُ بها. قيل: لمَّا كان معلومًا أن العبادة لا سبيلَ للعبد إليها إلا بمعونة من الله جلّ ثناؤه، وكان محالا أن يكون العبْد عابدًا إلا وهو على العبادة مُعان، وأن يكون مُعانًا عليها إلا وهو لها فاعل- كان سواءً تقديمُ ما قُدمّ منهما على صاحبه. كما سواءٌ قولك للرجل إذا قضى حاجَتَك فأحسن إليك في قضائها: " قضيتَ حاجتي فأحسنتَ إليّ " ، فقدّمت ذكر قضائه حاجتَك، أو قلتَ: أحسنتَ إليّ فقضيتَ حاجتي"، فقدَّمتَ ذكر الإحسان على ذكر قضاء الحاجة.