ويقول السير "إدوارد كريزي": "إن النصر العظيم الذي ناله شارل مارتل على العرب سنة 732م وضع حدا حاسما لفتوح العرب في غرب أوروبا، وأنقذ النصرانية من الإسلام". ويرى فريق آخر من المؤرخين المعتدلين في هذا الانتصار نكبة كبيرة حلت بأوروبا، وحرمتها من المدنية والحضارة، فيقول "جوستاف لوبون" في كتابه المعروف "حضارة العرب"، الذي ترجمه "عادل زعيتر" إلى العربية في دقة وبلاغة: "لو أن العرب استولوا على فرنسا، إذن لصارت باريس مثل قرطبة في إسبانيا، مركزا للحضارة والعلم؛ حيث كان رجل الشارع فيها يكتب ويقرأ بل ويقرض الشعر أحيانا، في الوقت الذي كان فيه ملوك أوروبا لا يعرفون كتابة أسمائهم". وبعد معركة بلاط الشهداء لم تسنح للمسلمين فرصة أخرى لينفذوا إلى قلب أوربا، فقد أصيبوا بتفرقة الكلمة، واشتعال المنازعات، في الوقت الذي توحدت قوة النصارى، وبدأت ما يُسمّى بحركة الاسترداد والاستيلاء على ما في يد المسلمين في الأندلس من مدن وقواعد. ما هي نتائج معركة بلاط الشهداء - أجيب. من مصادر الدراسة: ابن عذارى المراكشي – البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب – دار الثقافة – بيروت – 1983م. محمد عبد الله عنان- دولة الإسلام في الأندلس- مكتبة الخانجي– القاهرة– (1408 هـ = 1988م).
فى يوم 10من شهر أكتوبر سنة 732 ميلادية الموافق 114 هجرية نشبت معركة شهيرة نسميها فى تاريخنا العربى "بلاط الشهداء" ويسميها الأوربيون معركة "تورز" ويطلق عليها آخرون "بواتييه"، وقعت فى جنوب فرنسا بين المسلمين بقيادة والى الأندلس "عبد الرحمن الغافقى" من جهة، وقوات الفرنجة والبورجنديين بقيادة شارل مارتل من جهة أخرى. كانت البداية لـ صالح المسلمين لكن بعد ثلاثة أيام من المعركة هُزم المسلمون واستشهد القائد الغافقى، وقال المؤرخ "توينبى" إنه لو قدر للمسلمين الانتصار فى "تورز" لكنا نحن اليوم مسلمين. وذكر المؤرخ "فيكتور ديفيس هانسون" أن معركة بلاط الشهداء كانت السد المنيع لصد الفتح الإسلامى الذى كان سيصل لوسط وقلب أوروبا. قائد معركة بلاط الشهداء. بدأت أحداث المعركة بعد رغبة المسلمين فى مواصلة الفتوحات، وبدأت التخطيطات لفتح إسبانيا وفرنسا تمهيدا لفتح القسطنطينية. المصادر الإسلامية أطلقت على المعركة اسم "بلاد الشهداء" لكثرة من استشهد فيها من المسلمين ويقدر عددهم بعشرة آلاف، والبلاط إما نسبة إلى الطريق المرصوف الذى جرت المعركة عنده، وإما نسبة إلى التبالط بالسيوف. وعبد الرحمن الغافقى قائد معركة بلاط الشهداء، هو تابعى جليل، يُدعى بأبى سعيد، واسمُه عبد الرحمن بن عبد الله الغافقى، من قبيلة عكّة، ويمني الأصل تعلّم القرآن الكريم والحديث الشريف عن مجموعة من الصحابة على رأسهم عبد الله بن عمر رضى الله عنهما.
نتائج معركة بلاط الشهداء 1- انتصر الفرنجة علي المسلمين وانسحاب الجيش الاسلامي 2- تاسيس امبراطورية الكارولنجية 3- نهضت اروبا واستقلت عن الحكم العربي
ولو وجّهت امكاناتهم البشرية، والاقتصادية توجيهاً صحيحاً، لكان للإسلام شأن كبير في بلاد الفرنجة خاصة والقارة الأوروبية على وجه العموم. يؤيد هذا الرأي ما قاله أحد الغربيين: إن بواتييه أنقذت آباءنا الإنجليز، وجيراننا الفرنسيين من نير القرآن المدني والديني، وحفظت جلال روما، وأخّرت استعباد القسطنطينية، وشدت أزر المسيحية، وأوقعت بأعدائها بذور التفرق والفشل. فالرعيل الأول من المسلمين، لم يكن هدفهم سوى الانسجام والأخوة والتآلف، ونشر الإسلام ومدّ رقعته، مهما كلفهم ذلك من عناء وتضحيات وما أصابهم من هزائم ونكسات في ساحة الوغى، وخاصة في بلاد المغرب التي استغرق الفتح فيها أكثر من سبعين سنة. فعلى الرغم مما لقوا من هزائم على أيدي كل من كسيلة والكاهنة، إلا أن ذلك لم يزدهم إلا إصراراً وتحدياً وعزيمة، حتى أضحت بلاد المغرب والأندلس جميعاً داراً جديدة للإسلام. معركة بلاط الشهداء - YouTube. عبدالملك بن قطن وبعد استشهاد عبد الرحمن الغافقي تولى عبد الملك بن قطن شؤون الأندلس فاتجهت جهوده هو الآخر للجهاد خاصة في المرحلة الأولى من ولايته. فقد اتجه إلى إقليم: كتالونية وأراجون ونيرة ثم دخل منطقة لانجدوك دخول المنتصر، وقام بتحصين المدن التي تمكن من الاستيلاء عليها، كما أصدر أمراً ليوسف الفهري حاكم مدينة أربونة في ذلك الوقت باجتياز نهر الرون بقوة عسكرية لمؤازرته، فاستطاع يوسف أن يفتح مدينة آرل بدون قتال، ثم واصل زحفه إلى إقليم بروفانس وحاصر مدينة أفينيون (ََُهىء) ووصل إلى الصخور التي بنى عليها الباباوات قصرهم المعروف عند العرب باسم صخرة أفينيون والظاهر أن عبد الملك، قد تعب من هذه الحروب ورضي بما توصل إليه من فوز، فقرر العودة إلى جبال البرتات (البرنيه) لإخضاع الثائرين فيها، مما تسبب في هزيمته.