موقع شاهد فور

تحليل الشخصية من التوقيع

June 28, 2024

"وبدلاً من فكرة الذكورة أو الأنوثة الجوهرية" الأصيلة" أصبحت هناك فكرة أن كل التصورات الجنسية والمتعلقة بالنوع تؤدى وتصاغ من خلال إعادة استخدام العلامات المرتبطة بالنوع، والتى ترمز إلى الرغبة والطبيعة الجنسية. فلا توجد ذات مذكرة في جوهرها، مثلما لا توجد ذات مؤنثة في جوهرها. والذات.. ،تستطيع أن تختار تحديد وضعها عن طريق المحاكاة. "(3) وهناك اعتقاد قديم في أن الروح تستجيب للمرآة. والروح تغضبها المرآة المكسورة التى تنذر بسوءالحظ. والمرآة هى حيلة بعض اللوحات وغالباً ما تركز المرآة على شخصية محورية ،مثلما هو بالنسبة للمرآة المحدبة في لوحة" زواج ارنولفينى")1439)لـلفنان الفلمنكى"جان فان أيك" (1390-1441)Jan Van Eyckالتى تعكس صورة الزوجين " أرنولفينى " الفنان مع الشاهد الرسمي للعقد الذي حدث في إيطاليا بغاية الدقة ،حيث كان الرسام أحدهما،وعلى إطارها رسم الفنان مراحل حياة "المسيح"،وكتب على الجدار أعلاها توقيع (جان فان أيك كان حاضراً)واللوحة تمثل قدسية معانى الزواج والطهارة والخصوبةعلى نحو رمزى. جان فان أيك-زواج ارنولفينى زواج ارنولفينى -التوقيع المرآة تعكس صورة الذات كانت تغطى المرايا أثناء النوم حتى لاتحاصر الروح خلال ترحالها فلا تسطيع العودة للجسد.

إن وراء" المرآة المادية "تقع" مرآة الحقيقة "، التى يقدمها الآخر كوجهة نظر، ورؤية مايريد أن يراه في شخص معين. وهنا تستخدم العلاقة المتبادلة بين شخصين ،أحدهما يرى نفسه مرآة للآخر. وفى أحيان أخرى تعد المرآة آداة خادعة،لايمكن الوثوق بها،فهى تظهراليد اليمنى في الجهة اليسرى. ومنذ القرن الخامس عشر،استخدم الفنانون المرآة لتمثل عنصراً رمزياً. وترى " فينوس " (1580)فى لوحة "فيرونيز"من ظهرها عارية،وهى معجبة بكل فخر بصورتها المنعكسة في المرآة. ذلك الانعكاس للظهر أثار هجوما من قبل النساء. والمرأة «تحدق» في صورتها،والعنصر المفقود هو الانعكاس و«الرواية النرجسية» والأنوثة غير المعلنة مما يحدث حرجاً للمشاهد،ويستدعى التفكير والتساؤل حول الهوية الذاتية والمعنى الصادق، والنظرة غير المتوقعة، بدلاً من الغرورالمتمثل في الانعكاس. وصورة «المرأة» تكونها الثقافة الذكورية من أجل الثقافة الذكورية،حتى تمكن الرجل من أن يعيش خيالاته التي يفرضها على صورة «المرأة»، والعودة إلى المتع النرجسية التي تتميز بها «مرحلة المرآة في الطفول»ة. بالمعنى الذى يقصدة "جاك لاكان"بأن " الطفل يتخيل أنه قوته وكماله تتحققان من خلال التماهى مع صورته في المرآة ،وهي الصورة التي تقدمها السينما من خلال شخص البطل.

أي عالم يستطيع مع قدرته على تحليل الشخصيات إلى عناصرها أن يضم من هذه العناصر ما يريد ليخرج لنا في النهاية رجلا مثل (اياجو) له خلق خاص وطبيعة خاصة وسلوك خاص؟ ولا يكتفي ماكولي بهذه البراهين التي ساقها للتفرقة بين الشعر والفلسفة، بل انه ليخطو إلى أبعد من ذلك فيقول انه ربما كان من المستحيل على أي امرئ أن يكون شاعراً لا ولا أن يفهم الشعر ما لم يتجرد بعض الشيء من حدة عقله، أو بعبارة أخرى ما لم يكن له نصيب من خمود الذهن، إذا صح هذا التعبير وجاز لنا أن نسمي تلك القوة العجيبة التي تملأ قلوبنا بهجة خموداً ذهنياً. نعم ان الصدق في الشعر أمر جوهري ولكنه (صدق الجنون) ذلك لأننا في الشعر نقيم الجدل الصحيح على المقدمات الزائفة، فبعد أن نضع الفروض الأولى، يسير كل ما بعده في توافق واتزان، ولكن قبول تلك الفروض يحتاج إلى نوع من التصديق قد لا يتسنى لنا إلا إذا ألغينا عقولنا مؤقتاً، ومن ثم كان الأطفال أكثر الناس خيالاً، فانهم يستسلمون إلى الوهم، فإذا ما عرضت أية صورة خيالية أمام أذهانهم عرضاً قوياً فأنها تفعل بنفوسهم ما تفعله الحقيقة. وليس ثمة من رجل مهما بلغت قوة إحساسه يتأثر بقراءة (هملت) أو (لير) كما تتأثر فتاة صغيرة بقصة الذئب والجدة العجوز، إن تلك الفتاة تعلم حق العلم أنه ما من ذئب في إنجلترا، وأن الذئاب لا تتكلم، ولكنها على الرغم من يقينها هذا تصدق فتبكي فترتعد، وذلك هو سلطان الخيال على العقول التي لم يصقلها العلم أو على الأمم في عهد طفولتها.

وقد سمعنا عن طلبة يأبون إعطاء مذكراتهم لزملائهم نفاسة واحسد وانفراداً بالامتياز، فكيف ترتقب من المدرسة أن تنشئ جيلاً من الأصدقاء وهذه حالتها؛ وكيف تزعم أن الروابط بين أفراد الشعب وثيقة مع انعدام الصداقات؟ أحمد فؤاد الأهواني

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]