وهي من أعرَقِ بناتِ قريشٍ حسباً ونسباً، وأكرمهِنَّ أمَّا وأباً، وأزكاهن خلقاً وأدباً. ولكن أنى لهم ( من أين لهم) أنْ يَظفروا بها؟! وقد حالَ دونهم ودونها ابنُ خالتها أبو العاصِ بنُ الربيع فتى فتيانِ مكة!! - لم يمضِ على اقترانِ زينبَ بنتِ محمدٍ بأبي العاص إلا سنواتٌ معدوداتٌ حتى أشرقت بطاحُ مكة بالنورِ الإلهي الأسنى، وبَعث الله نبيَّه محمداً بدينِ الهدى والحقِّ، وأمَرَه بأن يُنذرَ عشيرته الأقربين، فكان أولَ من آمن به من النساءِ زوجته خديجة بنتُ خويلد، وبناته زينبُ ورُقية وأمُّ كلثومٍ، وفاطمة، على الرغم من أن فاطمة كانت صغيرة آنذاك. غيرَ أن صِهرَه أبا العاصِ، كرِهَ أن يُفارقَ دين آبائه وأجداده، وأبَى أن يدخلَ فيما دَخلت فيه زوجته زينبُ، على الرُّغم من أنه كان يُصفيها ( يخصها) بصَافي الحبِّ، ويَمحضها ( يسقيها) من مَحضِ الودادِ ( خالص الوداد وصافيه). - ولما اشتدَّ النزاعُ بين الرسول صلوات الله عليه وبين قريش؛ قال بعضهم لبعض: وَيحَكمْ... إنكم قد حملتم عن محمدٍ همومَه بتزويج فتيانكم من بناته، فلو رددتموهُن إليه لانشغَل بهنَّ عنكم... فقالوا: نعم الرأيُ ما رأيتم، ومَشوا إلى أبي العاصِ وقالوا له: فارِق صاحبتك يا أبا العاص، وردَّها إلى بيتِ أبيها، ونحن نزوجُكَ أي امرأةٍ تشاءُ من كرائمِ عقيلات قريش ( أنفس نساء قريش).
فلما سلم النبي – صلى الله عليه و سلم – من الصلاة، التفت إلى الناس و قال: (هل سمعتم ما سمعت؟! ). قالوا: نعم يا رسول الله. قال: (و الذي نفسي بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتموه، و إنه يجير من المسلمين أدناهم)، ثم انصرف إلى بيته و قال لابنته: أكرمي مثوى أبي العاص، و اعلمي أنك لا تحلين له ثم دعا رجال السرية التي أخذت العير و أسرت الرجال و قال لهم: إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، و قد أخذتم ماله ، فإن تحسنوا و تردوا عليه الذي له، كان ما نحب، و إن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم و أنتم به أحق فقالوا: "بل نرد عليه ماله يا رسول الله". فلما جاء لأخذه قالوا له: "يا أبا العاص ، إنك في شرف من قريش، و أنت ابن عم رسول الله و صهره، فهل لك أن تسلم، و نحن ننزل لك عن هذا المال كله فتنعم بما معك من أموال أهل مكة و تبقى معنا في المدينة؟. " فقال: "بئس ما دعوتموني أن أبدأ ديني الجديد بغدرة. " مضى أبو العاص بالعير و ما عليها إلى مكة فلما بلغها أدى لكل ذي حق حقه، ثم قال: "يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه؟. " قالوا: "لا... و جزاك الله عنا خيرا، فقد وجدناك وفيا كريما. "
و طفقت الرسل تروح و تغدو بين مكة و المدينة حاملة من الأموال ما تفتدي به أسراها. فبعثت زينب رسولها إلى المدينة يحمل فدية زوجها أبي العاص، و جعلت فيها قلاده كانت أهدتها لها أمها خديجة بنت خويلد يوم زفتها إليه... فما رأى الرسول – صلى الله عليه و سلم – القلادة غشيت وجهه الكريم غلالة شفافة من الحزن العميق، و رق لابنته أشد الرقة، ثم التفت إلى أصحابه و قال: (إن زينب بعثت بهذا المال لافتداء أبي العاص، فإن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها و تردوا عليها مالها فافعلوا). فقالوا: "نعم، و نعمة عين يا رسول الله. " غير أن النبي عليه الصلاة و السلام اشترط على أبي العاص قبل إطلاق سراحه أن يسير إليه ابنته زينب من غير إبطاء... فما كاد أبو العاص يبلغ مكة حتى بادر إلى الوفاء بعهده... فأمر زوجته بالاستعداد للرحيل، و أخبرها بأن رسل أبيها ينتظرونها غير بعيد عن مكة، و أعد لها زادها و راحلتها، و ندب أخاه عمرو بن الربيع لمصاحبتها و تسليمها لمرافقيها يدا بيد. تنكب عمرو بن الربيع قوسه، و حمل كنانته، و جعل زينب في هودجها، و خرج بها من مكة جهارا نهارا على مرأى من قريش، فهاج القوم و ماجوا، و لحقوا بهما حتى أدركوهما غير بعيد، و روعوا زينب و أفزعوها... عند ذلك وتر عمرو قوسه، و نثر كنانته بين يديه، وقال: "والله لا يدنو رجل منها إلا وصعت سمها في نحره" ، و كان راميا لا يخطئ له سهم... فأقبل عليه أبو سفيان بن حرب – و كان قد لحق بالقوم – و قال له: "يا بن أخي، كف عنا نبلك حتى نكلمك"، فكف عنهم، فقال له: "إنك لم تصب فيما صنعت... فلقد خرجت بزينب علانية على رؤوس الناس، و عيوننا ترى... و قد عرفت العرب جميعها أمر نكبتنا في "بدر"، و ما أصابنا على يدي أبيها محمد.
وحكى أبو أحمد الحاكم أنه أسلم قبل الحديبية بخمسة أشهر ثم رجع إلى مكة، وزاد ابن سعد أنه لم يشهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مشهداً. وثبت في الصحيحين من حديث المسور بن مخرمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب فذكر أبا العاص بن الربيع، فأثنى عليه في مصاهرته خيراً، وقال: (حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي). وقال الواقدي: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( ما ذممنا صهر أبي العاص). وفي الصحيحين إن النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"كان يصلي وهو حامل أمامه بنت زينب ابنته من أبي العاص بن الربيع. وأخرج الحاكم بسند صحيح عن قتادة أن علياً تزوج أمامة هذه بعد موت خالتها فاطمة. وفاته: قال إبراهيم بن المنذر: مات أبو العاص بن الربيع في خلافة أبي بكر في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة من الهجرة. من مصادر الترجمة: الإصابة (4/121 – 123). والسير (1/330). وأسد الغابة (6/158).
قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وما منعني من الإسلام عنده إلا تخوفًا أن تظنوا أني إنما أردت آخذ أموالكم، فلما أداها الله U إليكم وفرغت منها أسلمت. ثم خرج حتى قدم على رسول الله r [3]. من مواقف أبو العاص بن الربيع مع الصحابة مع زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه فعن عائشة زوج النبي r قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله r في فداء أبي العاص وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها فلما رآها رسول الله r رق لها رقة شديدة وقال: "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا". فقالوا: نعم يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها. قال: وكان رسول الله r قد أخذ عليه ووعده ذلك أن يخلي سبيل زينب إليه إذ كان فيما شرط عليه في إطلاقه ولم يظهر ذلك منه ولا من رسول الله r فيعلم، إلا أنه لما خرج أبو العاص إلى مكة وخلى سبيله بعث رسول الله r زيد بن حارثة ورجلاً من الأنصار فقال: "كونا ببطن ناجح حتى تمر بكما زينب فتصحبانها، فتأتياني بها". فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها، فخرجت جهرة [4]. وفاة أبو العاص بن الربيع قال إبراهيم بن المنذر: مات أبو العاص بن الربيع في خلافة أبي بكر في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة من الهجرة، وفيها أرّخه ابن سعد [5].
وبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى السرية الذين أصابوا ماله ، فقال: إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم ، وقد أصبتم له مالا ، فإن تحسنوا وتردوه ، فإنا نحب ذلك ، وإن أبيتم فهو فيء الله; فأنتم أحق به. قالوا: بل نرده. فردوه كله. ثم ذهب به إلى مكة ، فأدى إلى كل ذي مال ماله ، ثم قال: يا معشر قريش ، هل [ ص: 334] بقي لأحد منكم عندي شيء ؟ قالوا: لا ، فجزاك الله خيرا. قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، والله ما منعني من الإسلام عنده إلا خوف أن تظنوا أني إنما أردت أكل أموالكم. ثم قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعن ابن عباس قال: رد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - زينب على النكاح الأول ، لم يحدث شيئا.
زيارتي له تُعد تجربة جميلة جداً، حقيقة الفندق قديم لكن نظيف والموظفين ودودين جداً جداً، مرحبين في الاستقبال و في الكوفي و الرجل الذي يصف السيارة.. بهو الفندق كبير وواسع ومنطقة الافطار مطله بالكامل على الفندق. فنادق قريبة من مطار جدة الخدمات الالكترونية بلاك. المرافق جيدة جداً ، المسبح كبير لكن العمق فيه الاقصى 120سم. أكرر التجربة. غرفة جميلة، فندق أنيق، تابع للخطوط القطرية، تنقلات سهلة من وإلى المطار، يصلح للترانزيت، لا تنس وضع المنبه، وتشغيل علامة عدم الإزعاج، حتى لا يوقظك عمال التنظيف.