صلاة الفجر اختبار دنيوي نتعرض له صباح، ينجح باجتيازه كل من يثب من الفراش لآداء الصلاة، ويخيب ويخسر كل من آثر الدفء وبقى في الفراش متكاسلًا عن الصلاة. تتميز صلاة الفجر بأذان مميز عن باقي صلوات اليوم، ونرى ذلك بعبارة "الصلاة خير من النوم" فهو من أصدق اختبارات الله لعباده، يختبر فيه مدى وفاء عباده، من مدى نفاقهم. القيام لصلاة الفجر ومغادرة الفراش ابتغاء مرضاة الله وسلك الطرق المظلمة لتعمير المساجد؛ ذلك ما يجب أن يفعله المؤمن الحق. صلاة الفجر هي بركة الحياة، طوق النجاة، والشفيع يوم القيامة، وهي ما يسهل أمور حياتنا ويقضي حاجاتنا. قدم لله ما لا تحب، يمنحك الله ما تحب. اليوم الخالي من صلاة الفجر هو بلا شك كابوس طويل. تمتلئ ركعات الفجر بنسمات هادئة لا يمكن لعبارة أن تصفها. كلام عن صلاة الفجر وأهميتها مع بداية كل يوم جديد، تشرق الشمس محملة بأشعة الأمل التي تبث في نفوس الذاكرين لله والذاكرات. مع حلول فجر يومٍ جديد، سنرى بركة التهجد تجري إلى القلب جريًا. تتحول الصلاة مع رياء الناس جريمة كبرى، فهي قد خسرت روح الإخلاص لله عز وجل واستحالت شيء ميت خالي من الخير. الحياة دون صلاة الفجر من الأمور التي يصعب على الشخص تخيلها.
علاوة على إن صلاة الفجر خير من الدنيا: فقد أكد الحبيب قدر صلاة الفجر بقوله" ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها". شهادة الملائكة ودعاؤها: القرآن الذي يتلى في صلاة الفجر مشهود من الملائكة، فيقول سبحانه:" أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل. وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا"، وهذا سبب اطالة رسول الله القراءة بصلاة الفجر. تسجل فيه الأعمال: فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار". والمعني يتوافدون على المصلين ما بين الصبح والعصر، وهذه الملائكة مكلفة بتسجيل أعمالهم. دخول الجنة: ما أعظم الأجر، قال رسول الله:" من صلى البردين دخل الجنة"، والبردان هما صلاتا العصر والفجر. وهذا الفضل بسبب انشغال الناس بأعمالها في وقت صلاة العصر، واستغراقهم في النوم في وقت الفجر. الدخول في ذمة الله: فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم" من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله". والمقصود أن تكون في رعايته وأمنه من كل شر. تابع فضل صلاة الفجر تأخذ ثواب قيام الليل: فقد أكد صل الله عليه وسلم في قوله" من صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله". فهنيئاً لمن صلى الفجر في جماعة.
[٢٤] المراجع ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعريّ، الصفحة أو الرقم: 574، حديث صحيح. ↑ عبد الله الزيد (1423هـ)، تعليم الصلاة ، المملكة العربية السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 17. بتصرّف. ↑ السّيوطي (1996م)، شرح السيوطي على مسلم (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السّعودية: دار ابن عفان، صفحة 281، جزء 2. بتصرّف. ↑ ابن عثيمين (1426هـ)، شرح رياض الصالحين ، الرياض: دار الوطن للنشر، صفحة 54-55، جزء 5. بتصرّف. ^ أ ب الحطاب الرُّعيني (1992م)، مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (الطبعة الثالثة)، دار الفكر ، صفحة ٣٨٩، جزء 1. بتصرّف. ↑ رواه أبوداود، في سنن أبي داود، عن فضالة الليثي، الصفحة أو الرقم: 428، حديث صحيح. ↑ جمال الدّين المَلَطي، المعتصر من المختصر من مشكل الآثار ، بيروت: عالم الكتب، صفحة 62، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة الطور، آية: 49. ↑ ابن عثيمين (2004م)، تفسير العثيمين: الحجرات- الحديد (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الثريا للنشر والتوزيع، صفحة 204. بتصرّف. ^ أ ب ت علي العدوي (1994م)، حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني ، بيروت: دار الفكر، صفحة 242، جزء 1.