إن حمراء الأسد غنيَّة بالدلالات والعِبَر، وهي تدل على عظمة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم زعيمًا سياسيًّا، وقائد دولة وجيش، وإنه يجدر بكل من يتوقف عند أُحُد ألا يهمل الحديث عنها قط؛ لأن في ذكرها إكمالَ العرض التاريخي، وإتمامَ استجلاء عبره ودروسه.
فركب رسول الله فرسه على باب المسجد وهو مجروح في وجهه أثر الحَلْقتين ومشجوج في جبهته في اُصول الشَعر، وقد انكسرت رَباعيتُه، وجُرحت شفته من باطنها، وهو متوهّن مَنكِبه الأيمن بضربة، وركبتاه مجحوشتان. [3] فانطلقوا في سبعين رجلا، حتى بلغوا حمراء الأسد وهي من المدينة على ثمانية أميال. [4] إخبار المشركين باستعداد المسلمين وافی المشرکین رجلٌ خرج من المدينة، فسألوه الخبر فقال: تركت محمّداً وأصحابه بحمراء الأسد يطلبونكم جدّ الطلب. غزوة حمراء الأسد - 3 هـ - مع الحبيب. [5] ومرّ بالمشرکین ركبٌ من عبد القيس يريدون الميرة من المدينة، فقال لهم أبوسفيان: «أبلغوا محمّداً أنّي أردت الرجعة إلى أصحابه لأستأصلهم، واُوقر لكم ركابكم زبيباً إذا وافيتم عُكاظ! ». فأبلغوا ذلك إلى رسول الله وقد بلغ حمراء الأسد، فقال: « حسبنا الله ونعم الوكيل ». [6] انسحاب المشركين كان رسول الله في النهار يأمر المسلمين بجمع الحطب فإذا أمسوا أمرهم أن يوقدوا النيران فكانوا يوقدون خمسمئة نار، حتى ذهب ذكر نيرانهم ومعسكرهم في كلّ وجه. [7] فلما بلغ المشركين خبرُ المسلمين حذّر صفوان بن اُميّة أبا سفيان وقال: «إنّ القوم قد حربوا، وقد خشينا أن يكون لهم قتال غير الذي كان، فارجعوا!
فمر ركب قيس بحمراء الأسد والتقي رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبلغه رسالة أبو سفيان ، فرد عليه صلي الله عليه وسلم هو والمسلمون أن حسبنا الله ونعم الوكيل... مكث النبي صلي الله عليه وسلم والمسلمون ثلاث ليالي في حمراء الأسد وقبل رجعوهم الي المدينة المنورة أسر النبي أبو عزة الجمحي الذي أطلق سراحه النبي بعد أسره بغير فداء رحمة ببناته يوم بدر شرط الأ يقف مع أعداء الأسلام ضده ، فنقض عهده وقاتل مع المشركين يوم أحد. توسل مرة أخري أبو عزة لرسول الله لفدائه ، ولكن أمر النبي صلي الله عليه وسلم بقتله وقال كلمته (لايلدغ المؤمن من جحره مرتين) ورجع المسلمين الي المدينة مرفوعين الرأس والعزيمة بعدما أفسدوا فرحة المشركين بأنتصارهم يوم أحد.
وصل النبي صلي الله عليه وسلم ون معه من الصحابة والمسلمين لموقع حمراء الأسد وعسكروا فيه لثلاثة أيام ، أمر النبي صلي الله عليه وسلم بأشعال النيران ، فكان المسلمون يشعلون خمسمائة نار في ان واحد لتخويف قريش فقد كان هذا الأمر من سبيل الحرب النفسية علي الأعداء.