موقع شاهد فور

بيوت جدة التاريخية

June 25, 2024

تخط إلى المحتوى الرئيسي تمثل البيوت البلدية في جدة القديمة فناً معمارياً وهندسياً متميزاً, وهي تندرج ضمن النمط المعماري السائد في منطقة الحجاز, والذي يتسم بالقوة والمتانة والصلابة, ويتخذ شكلاً يدل على الهيبة والشموخ والصمود, و بذلك تعبر عن قوة الشخصية والهيبة والروح العالية لأهالي جدة العظماء الذين قاموا ببنائها. والناظر إلى هذه البيوت يرى واقع تراثنا الأصيل المتوزع في حواريها الأربعة العتيقة, ويرى أيضاً مشهداً يدل على العزة والكرامة والإباء ويستثير في النفس مكامن الشوق لتلك الأيام الجميلة عندما كانت هذه البيوت تصخب بالحياة ويجيش في النفس ذكرى تاريخ الآباء والأجداد.

  1. بيوت جدة التاريخية - أرشيف صحيفة البلاد

بيوت جدة التاريخية - أرشيف صحيفة البلاد

ولم يصدر عن إدارة الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة أي تعليق رسمي عن حادثة الانهيار والتي لم يكشف عن مسبباتها حتى الساعة، فيما روى شهود العيان أن المنزل من المباني القديمة التي تعاني من ضعف البناء وكان معرضًا للانهيار بسبب عمره الزمني القديم. وتعود ملكية المنزل إلى محمد ذاكر النجار أحد أقدم نجاري ومعلمي الرواشين في جدة التاريخية، توفي في شهر رجب الماضي، واشتهر ذاكر بكونه قام ببناء رواشين مسكنه وعدد من المنازل الأثرية، فيما دخل مسكنه والمكون من الحجر المنقبي الذي يستخرجونه من بحيرة الأربعين والأخشاب التي ترد لهم من المناطق المجاورة كوادي فاطمة أو ما كانوا يستوردونه من الهند. وعرف بيت ذاكر بكونه موقعا لمركاز ومنجرة عمر ذاكر ثم سكنه العم محمد ذاكر وبه منجرته العتيقة التي تعتمد على الأدوات التقليدية القديمة واتخذ أمام البيت مركازًا له يجتمع فيه هو وأصدقاؤه كل يوم قبل أن يشارك في مهرجان جدة التاريخية حيث كان يعرض حرفة صناعة الرواشين، بأجرة لم تتجاوز الريال الواحد في تلك الأيام. وفقدت جدة التاريخية العديد من المنازل الأثرية خلال السنوات الماضية وكان أول حريق في ستينات القرن الماضي بمنزل الصنيع، وتدافع المواطنون وقتها لإخماد الحريق، وتواصل النزف باحتراق منازل الحجازي، وسلامة، وآل شحاتة الأثري في حرائق منفصلة.

يلتقي مشروع «إعادة إحياء جدة التاريخية» الذي أعلن عنه ولي العهد، مع الجهود التي تبذلها المملكة لدعم القضايا البيئية وخلق حاضنات تتوفر فيها معايير الحِفاظ الطبيعي، حيث ستصبح جدة التاريخية بهذا التوجه ومن خلال هذا المشروع مكاناً صحياً تتوفر فيه كافة متطلبات البيئة الآمنة والداعمة للإبداع والإنتاج الثقافي. ويسعى المشروع ضمن استراتيجيته إلى توفير مقوّمات طبيعية متعددة تشمل واجهات بحرية مطورة بطول 5 كلم، ومساحات خضراء وحدائق مفتوحة تغطي 15% من إجمالي مساحة جدة البلد ضمن مساحة المشروع البالغة 2. 5 كلم مربع. وهو ما سيجعل من جدة التاريخية واحدة من المحطات المهمة في مشاريع التنمية الخضراء التي يأخذ التطور العقاري فيها مفهوماً جديداً يدرس من خلاله مدى التأثيرات البيئية والاجتماعية على التنمية، للتقليل من الضرر البيئي من خلال استخدام أقل للمصادر من أجل الحفاظ على الطاقة وحماية البيئة، وكذلك مراعاة الحساسية الاجتماعية والقيم الثقافية الفريدة لكل مجتمع واحتسابها خلال عملية التطور العمراني، ويرتكز مفهوم التنمية الخضراء بشكل عام على مضاعفة الحلول؛ أي التركيز على ميزات المشروع التي توفر فوائد إضافية، لتقلل من تأثيراتها تجاه البيئة.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]