موقع شاهد فور

كما تدين تدان حديث

June 26, 2024

الخطبة الأولى ( كَما تَدينُ تُدان) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون قال أبو الدرداء – رضي الله عنه -: « البِرُّ لا يَبْلَى، والإثْمُ لا يُنسَى، والدَّيَّانُ لا يَنام، فكُنْ كَما شِئْت، كَما تَدينُ تُدان » [أخرجه أحمد بن حنبل في «الزهد» برقم (773) وإسناده صحيح]. حديث كما تدين تدان - موقع معلومات. إخوة الإسلام ( كما تدين تدان) ، أو ( الجزاء من جنس العمل) ، حكمة بليغة تناقلها الناس قديما ، وجاءت الشواهد من الكتاب والسنة دالة على صدقها ، فهي سنة كونية جعلها الله سبحانه وتعالى عظة وعبرة للناس. يقول ابن القيم رحمه الله في "مفتاح دار السعادة". " تظاهر الشرع والقدر على أن الجزاء من جنس العمل " ،وروى عبد الرزاق في "المصنف" عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 البِرُّ لا يَبْلَى ، وَالِإثْمُ لَا يُنْسَى ، وَالدَّيَّانُ لَا يَمُوتُ ، فَكُن كَمَا شِئتَ ، كَمَا تَدِينُ تُدَانُ) قال الحافظ ابن حجر "فتح الباري" " مرسل ، ورجاله ثقات ،وعن مالك بن دينار قال: مكتوب في التوراة ( كَمَا تَدِينُ تُدَانُ ، وَكَمَا تَزرَعُ تَحصُدُ) ،وقال ابن قتيبة رحمه الله: ويقولون "كما تَدِينُ تُدان" أي: كما تَفعل يُفعل بك، وكما تُجازِي تُجازَى، وهو من قولهم: "دِنْتُه بما صَنَعَ" أي: جازيته.

حديث كما تدين تدان - موقع معلومات

وكذلك الحدود التي شرعها الله تعالى ، كان الجزاء فيها من جنس العمل.

الدرر السنية

ويرغب إلى خالقها وفاطرها أن يقيها شرها ، وأن يؤتيها تقواها ، وأن يزكيها فهو خير من زكاها ، فهو وليّها ومولاها ، وألا يكله إلى نفسه طرفة عين ، فإنه إن أوكله إليها هلك. قال تعالى { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [16: التغابن]. وقال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [غافر: 17]. الدرر السنية. أخي المسلم (فكُنْ كمَا شِئْتَ) فأنتَ بالخَيار بأنْ تكون على الحال الذي تريد.. أنْ تكون مِن أهل البِرّ أو مِن أهل الشَّرِّ.. واعمَلْ ما تشاء مِن الصالحات أو مِن السيّئات.. فالنتيجة يجب أنْ تكون على يقينٍ منها، وهي: (كما تَدينُ تُدان و كما تَفعل يُفعل بك، وكما تُجازِي تُجازَى) ، واعلم أن هذا لا تختص بالجانب السيئ أو العمل الطالح -فقط-، بل هي تشمل الجانب الحسَن والعمل الصالح؛ ولذلك قال تعالى-: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ‎ ﴾ الرحمن 60… الدعاء

،ولكن الإنسان لا يرى ذلك ؛ لأنه طُبع على الجهل والظلم وحُسن الظن بالنفس والرضى بأفعالها. قال تعالى: { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا} [72:الأحزاب]. وقال تعالى: {إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} [6: العاديات] ، قال ابن عباس ومجاهد رضي الله عنهما: كفور جحود للنعم. وقال الحسن: هو الذي يعدُّ المصائب وينسى النعم. وقال أبو عبيدة: هو قليل الخير. وهكذا أنت أيها الإنسان! أنت الظالم الجاهل.. الكفور الكنود.. الجحود لنعم الله تعالى.. إلا من رحم الله عز وجل من عباده الصالحين: { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [13: سبأ]. حديث كما تدين تدان. أما العاقل فإنه ينظر إلى نفسه ، ويحاسبها ، ويعرف أنها محلُ جناية ومصدر البلاء ؛ لأنها خلقت ظالمة جاهلة ، وأن الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول وفعل قبيح. وهذا النظر يدعوه إلى العمل على إخراجها من هذين الوصفين ، فيبذل جهده في تعلم العلم النافع الذي يخرجها عن وصف الجهل ، ويبذل جهده في اكتساب العمل الصالح الذي يخرجها به عن وصف الظلم.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]