{ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} أي: من هو المالك لذلك اليوم العظيم الجامع للأولين والآخرين، أهل السماوات وأهل الأرض، الذي انقطعت فيه الشركة في الملك، وتقطعت الأسباب، ولم يبق إلا الأعمال الصالحة أو السيئة؟ لله ملك السموات والأرض الملك المطلق الكامل الذي لا يعتريه نقص مهما بلغ ملك العبد في الدنيا واتسع فهو مفتقر إلى الله حتى في تصريف شربة الماء التي يشربها. لمن الملك اليوم لله الواحد القهار يوتيوب. العبد متصف بصفات متلازمة هي الفناء والفقر والضعف, فمهما طال عمره سيموت ومهما بلغ غناه وملكه فهو فقير إلى الله لا يتحرك ولا يقوم إلا بإذن الله وقيوميته, ومهما بلغت قوته فهو ضعيف لن يخرق الأرض مهما فعل ولن يبلغ طول الجبال. ويوم القيامة يزول كل غرور وتنزع الممالك الموهومة من مالكيها ويبقى ملك الله الكامل الأبدي الذي لا يزول, وتبقى مواقف الإنسان التي سجلها له الله في حياته الدنيا شاهدة على ما ينضوي عليه القلب وما صدقه العمل ويبقى الافتقار إلى الله بتوحيده الخالص والتوكل عليه والانقياد والتسليم المطلق لأمره هو أجل الأعمال وأزكاها, وبها يبلغ صاحبها مراتب الصديقين. قال الإمام ابن كثير في التفسير: قال الضحاك عن ابن عباس: { مالك يوم الدين} يقول: لا يملك أحد في ذلك اليوم معه حكما ، كملكهم في الدنيا.
لذلك لم يكن غريبا أن يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما سألوه عن القرآن الكريم فقال: فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم وهو الفصل ليس بالهزل وهو الذكر الحكيم وهو حبل الله المتين وهو الصراط المستقيم من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى فى غيره أضله الله هو الذى لا تلتبس به الألسن ولاتزيع به العقول ولايخلق على كثرة الرد ولايشبع منه العلماء ولا تنقضى عجائبه. فهل هناك من يسأل أمس واليوم وغدا الى ما شاء الله: − لمن المُلك اليوم؟!
الخافض الرافع هو الذي يخفّض الاذلال لكل من طغى وتجبر وخرج على شريعته وتمرد ، وهو الذي يرفع عباده المؤمنين بالطاعات وهو رافع السماوات. المعز المذل هو الذي يهب القوة والغلبة والشده لمن شاء فيعزه ، وينزعها عمن يشاء فيذله. السميع هو الذي لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع البصير. البصير هو الذي يرى الاشياء كلها ظاهرها وباطنها وهو المحيط بكل المبصرات. الحكم هو الذي يفصل بين مخلوقاته بما شاء ويفصل بين الحق والباطل لا راد لقضائه ولا معق لحكمه. العدل هو الذي حرم الظلم على نفسه ، وجعله على عباده محرما ، فهو المنزه عن الظلم والجور في احكامه وافعاله الذي يعطي كل ذي حق حقه اللطيف هو البر الرفيق بعباده ، يرزق وييسر ويحسن اليهم ، ويرفق بهم ويتفضل عليهم. الخبير هو العليم بدقائق الامور ، لا تخفى عليه خافية ، ولا يغيب عن علمه شيء فهو العالم بما كانم ويكون. لمن الملك اليوم - تدبر - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. الحليم هو الصبور الذي يمهل ولا يهمل ، ويستر الذنوب ، وياخر العقوبة ، فيرزق العاصي كما يرزق المطيع. العظيم هو الذي ليس لعظمته بداية ولا لجلاله نهاية ، وليس كمثله شيء. الغفور هو الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم. الشكور هو الذي يزكو عنده القليل من اعمال العباد ، فيضاعف لهم الجزاء ، وشكره لعباده: مغفرته لهم.